جابر: الناتج المحلّي إلى 28 مليار دولار

أشار وزير المال ياسين جابر إلى أنّ مجلس الوزراء أقرّ في شباط 2024 “الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية من أجل تقديم المساعدات للفئات الأكثر حاجة”. لكنه أضاف: “إن هذه الاستراتيجية تصطدم بواقع صعب، فالناتج المحلّي الإجمالي تراجع من 55 مليار دولار في 2018 إلى 23 مليارًا في العام 2023، مع تسجيل تحسّن طفيف هذا العام في 2025 ليبلغ 28 مليار دولار”. داعيًا إلى إعادة بناء القدرات الضريبية عبر التحول الرقمي لتأمين التمويل. وبدورها كشفت وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد أنها طلبت “زيادة مخصصات المساعدات الاجتماعية من 4 إلى 30 في المئة من إجمالي موازنة الوزارة”.

رعى جابر أمس في مقرّ معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي إطلاق “تقرير مراجعة الإنفاق الحكومي على الحماية الاجتماعية (2017–2024)”، وهو ثمرة جهد مشترك بقيادة معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي، بدعم فني من منظمة العمل الدولية واليونيسف وبتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي.

وأكّد خلال اللقاء أن أولوية الحكومة في هذا المجال “حماية شبكات الأمان الاجتماعي وتوسيعها والفئات الأكثر هشاشة، وخصوصًا المتضررين من النزاعات”، و”إصلاح الخدمة المدنية ونظام التقاعد”، في حين كشفت وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد أنها طلبت “زيادة مخصصات المساعدات الاجتماعية من 4 في المئة إلى 30 في المئة من إجمالي موازنة الوزارة”.

واعتبر جابر أنه “لعلَّ التحدي الأكبر أمامنا هو أن قدرتنا المالية محدودة للغاية، مع هامش ضيق جدًا للإنفاق التقديري يذهب معظمه اليوم إلى تلبية الاحتياجات الطارئة”، لافتاً إلى أنَّ “نسبة ما خُصص للحماية الاجتماعية في موازنة 2024 لم تتجاوز 4 %، وهذه نسبة لا تعكس حجم الحاجة ولا تتناسب مع طموحنا ولا حق الناس علينا”.

وأشار إلى أهمية المكننة “لتحقيق كل ما هو مطلوب ضمن الإصلاحات”، مذكّراً بأن “الاتحاد الاوروبي أعطى وزارة المالية قبل أسبوعين سلفة بقيمة مليون دولار بهدف تحديث المكننة في الدوائر العقارية، وكان سبق وأعطى خمسة ملايين للجمارك والمالية العامة”.

وتابع: “إنَّ أولوياتنا واضحة رغم كل هذه الضغوط”، وأولها “حماية شبكات الأمان الاجتماعي وتوسيعها، من برنامج أمان للتحويلات النقدية إلى القوانين التي تحفظ حق كبار السن والمتقاعدين”. وشرح أن الأولوية الثانية “حماية الفئات الأكثر هشاشة، وخصوصًا المتضررين من النزاعات، عبر سياسات قطاعية شاملة في التعليم، الكهرباء، المياه، إدارة النفايات والنقل”. وأوضح أن الأولوية الثالثة تتمثل في “إصلاح الخدمة المدنية ونظام التقاعد لنستعيد الثقة ونضمن أنَّ مؤسسات الدولة تستطيع أن تخدم مواطنيها بفاعلية وكفاءة”. وأشار إلى أن “ثمة نظام تقاعد جديداً أقر في المجلس النيابي والمطلوب اليوم أن نبدأ بتنفيذه بشكل جدي”.

وأضاف: لهذا، نطرح اليوم سؤالين لا بدّ منهما: كيف نعبئ المزيد من الإيرادات لنخلق مساحة مالية لإصلاح اجتماعي حقيقي؟ وكيف نرتّب أولوياتنا وسط هذا الكم من الأزمات والضغوط — من تعديل الرواتب، إلى إعادة هيكلة الدين العام، إلى حفظ حقوق المودعين؟”.

ورأى أن “الإجابة واضحة: أي حلّ يجب أن يقوم على ثلاث ركائز أساسية، وهي أولاً الاستدامة المالية، فلا إصلاح بلا تمويل مضمون ومستدام، وثانياً العدالة والإنصاف لأن من غير المقبول أن يتحمل الأضعف كلفة الأزمات المتراكمة، وثالثاً قاعدة صلبة من البيانات والأرقام، فلا مكان بعد اليوم للارتجال”.

وشدّد على أنّ “تمويل الحماية الاجتماعية في لبنان ليس مسألة مالية بحتة. إنه رهان سياسي وأخلاقي على قدرة الدولة على أن تحمي شعبها عندما تضيق الخيارات. إنه اختبارٌ حقيقي لعلاقتنا بالمواطن وثقته بمؤسساته”.

مصدرنداء الوطن
المادة السابقةالبلديات في مواجهة مشكلة التمويل: لا منهجية واضحة لتحصيل الإيرادات
المقالة القادمةترمب يتمسك بموعد 1 أغسطس لبدء فرض «الرسوم» دون تمديد