الزبل يولد كهرباء وينتج غازاً في مزرعة في عربصاليم. حسن مرعي قرر كسر حواجز الازمة والدخول الى الحل الشامل للكهرباء عبر الزبل الذي تنتجه مزرعته، مقدماً حلا ذكيا لأزمة متجذرة وبطريقة بسيطة.
المواطن يتخبط بفاتورة الاشتراك الشهرية، وقد باتت خارج السيطرة اذ تجاوزت المليوني ليرة بحدها الادنى وتخطت الـ10 ملايين عند البعض، والعتمة لصيقة بليالي الصيف الطويلة، بعدما استغنى كثر عن اشتراك المولدات، لان رواتبهم باتت اقل من فاتورة الاشتراك.
على قاعدة «انا والعتمة جيران»، يمضي الجنوبيون هذه الايام، فلا حول لهم ولا قوة في ظل تحكم اصحاب الاشتراكات في انقطاع الكهرباء، اما كهرباء الدولة «فما حدا عم بيشوفها الا بالصدفة».
ازمة الكهرباء هذه ما كانت لتكون، لو وافق اتحاد بلديات الشقيف قبل عشر سنوات على انشاء معمل توليد الكهرباء من النفايات، بدلا من معمل المعالجة المتوقف، حينها كانت المنطقة ستنعم ليس فقط بوفر في الكهرباء بل ايضا بالتخلص من النفايات المنتشرة في الطرقات والتي تحوّلت ملاذا للباحثين عن التنك والحديد والبلاستيك.
غلطة الاتحاد كلفت النبطية عتمة شاملة وتحكم اصحاب الاشتراكات بالناس وفواتيرهم وقد هبطت كالصاعقة عليهم، وسط صم الآذان عن الحلول البديلة التي بدأت تخرج بالمفرد والمثنى، تارة عبر استبدال الاشتراك بالطاقة البديلة وطوراً عبر توليد الكهرباء من زبل البقر، وهو ما لجأ اليه المهندس الزراعي حسن مرعي في مزرعة الابقار العائدة له في بلدة عربصاليم، حيث نجح باستخراج ثاني اوكسيد الكربون وغاز الميثان من زبل البقر بتقنية الـBIOGAZ القائمة على تخمير مياه الزبل الهوائية لاستخراج الغاز وتحويله الى كهرباء عبر طريقة الـbio-gaz وقد أمنت له وفراً بحدود الـ4000 دولار شهرياً، وتمكن من انتاج الكهرباء لحوالى 80 بالمئة من حاجته الشهرية، الامر الذي سينعكس حكما على حركة انتاج المزرعة ويخفف الاعباء والاكلاف، والتي حكماً ستنعكس على اسعار السلع التي تنتجها المزرعة.
من لا شيء، من مواد بسيطة عادة ما يرمي بها الناس، انتج حسن الكهرباء، التي باتت حلم المواطن، ما يدل على ان بإمكان لبنان انتاج الكهرباء من نفاياته وايضا من زبل البقر، الذي من شأنه ان يسهم في معالجة الازمة التي يرزح تحت وطأتها وطن بكامله، فهل تفعل الحكومة وتفكر بحلول مماثلة؟ بالطبع، الفكرة لن تكون واردة في اجندات الحكومة، غير انها دخلت حيز التنفيذ في مزرعة حسن مرعي وبدأ توليد الكهرباء، ولم ينتظر حلولاً وهمية.
انطلق حسن من فكرة تحويل الزبل الى غاز عبر فصل السواد منه عن المياه التي يتم تحويلها الى حفرة مقفلة، وعبر تفاعل الباكتيريا اللاهوائية تتفكك العناصر الموجودة في سائل الزبل وتتحول الى غاز ميثان وثاني اوكسيد الكربون الكفيلين بانتاج الكهرباء التي تتم، وفق حسن عبر biogaz generator يجري فلترته ليستخدم بديلا للمازوت في المحركات الكهربائية وهذه الطريقة امنت له كهرباء متواصلة 24 على 24 واستطاع تأمين 80 بالمئة من حاجته للكهرباء عبر هذه الطريقة والباقي يستعين بالمازوت من دون ان يغفل الاشارة الى ان هذه التقنية ستحقق وفراً كبيراً على جيبة المواطن لو طبقت.
يستخدم حسن الـbiogaz في تسخين الحليب والمياه داخل مزرعته، فهو لجأ الى هذه الخطوة كي لا يخسر مشروعه الاقتصادي، في ظل ارتفاع أسعار المازوت بشكل غير مسبوق ما يهدد اي مشروع بالاقفال، وهو ما يرفضه معوِّلا كثيراً على البدائل لمواجهة التحديات الكبرى.
ووفق حسن فإن هذه الطريقة كفيلة بوضع حل جذري لأزمة الكهرباء كما يمكن تحويل النفايات العضوية الى كهرباء عبر الطريقة نفسها، وبذلك تتمكن كل بلدة من توليد الكهرباء الذاتية، تعالج ازمة النفايات التي تهدد صحة المواطن، وتخفف فاتورة الاشتراك. فهل تفعلها البلديات وتخفف الاعباء عن كاهل مواطن بات يئن من فاتورة الاشتراك والمياه والدواء وغيرها ام تبقى تتفرج على الازمة؟
اذاً، زبل البقر تحوّل الى كهرباء وغاز في مزرعة حسن مرعي، الذي اكد اهمية ايجاد حلول بديلة عن حلول الدولة والحكومة الموجعة والفارطة في آن، ففيما لا تزال الدولة تبحث عن حل لازمتها، الحل بين يديها بطاقات شبابها.
الزبل، النفايات العضوية حلان جاهزان امام الدولة لانتاج الكهرباء فهل تخطو هذه الخطوة ام تستعين كالعادة بحذف اجابتين؟