وسعت شركات السيارات من دائرة اهتمامها بتكنولوجيا خلايا الوقود الهيدروجيني حيث زادت من وتيرة إيقاع السباق إلى منصة تصنيع سيارات خلايا الوقود بشكل قياسي، بعد أن باتت جزءا من برنامج موسع باتجاه بناء مدن صديقة للبيئة تحيل فيه الوقود إلى التقاعد.
تعتبر خلايا وقود الهيدروجين، الطاقة الأكثر كفاءة حاليا، لأنها تعمل بصفة مستمرة بحيث لا تسبب فقدانا للطاقة، ولكن من أجل تحقيق الاستفادة منها أكثر في عالم السيارات لا بدّ من اجتياز بعض التحديات.
وبينما يتسارع السباق على ابتكار مركبات كهربائية، نظمت كوريا الجنوبية مؤخرا أول معرض عالمي للتنقل بالهيدروجين سعيا منها إلى أن تصبح رائدة في صناعة مركبات تسير بهذا النوع من الوقود.
وشارك أكثر من 100 شركة ومعهد أبحاث من 11 دولة في معرض التنقل وطاقة الهيدروجين الذي عُقِد في مركز كوريا الدولي للمعارض في إلسان شمال العاصمة سيول.
ونسبت وكالة يونهاب إلى جمعية مصنعي السيارات الكورية التي استضافت المعرض قولها إن المشاركين ناقشوا سبل نشر طاقة الهيدروجين والبحث عن فرص الأعمال المتعلقة بها.
وفي حفل الافتتاح، قال رئيس الوزراء جيونغ سيه – غيون إن “الحكومة ستقدم الدعم للمستهلكين لتعزيز المركبات الكهربائية التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين، والشركات العاملة في هذا المجال، لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى”.
وتحاول كوريا الجنوبية تقليل اعتمادها على مصادر الطاقة التقليدية مثل الوقود الأحفوري والنووي، والتحول بدلا من ذلك إلى الموارد المستدامة مثل الهيدروجين والطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وتصدر السيارات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية بخار الماء فقط، حيث إنها تحول الهيدروجين المخزن فيها إلى كهرباء لتزويد المحرك بالطاقة.
وتعمل خلايا الوقود على توليد الكهرباء من أجل تشغيل البطارية والمحرك عن طريق خلط الهيدروجين والأكسجين في الصفائح المعالجة بشكل خاص والتي تتجمع لتشكل كومة خلية الوقود.
وتهدف كوريا الجنوبية إلى مضاعفة حصتها في سوق السيارات الكهربائية بالكامل والسيارات الكهربائية التي تعمل بالهيدروجين بأكثر من الضعف، لتصل إلى 10 في المئة في غضون السنوات العشر المقبلة.
وللمساعدة في نشر السيارات عديمة الانبعاثات والسيارات ذاتية القيادة في جميع أنحاء البلاد، لدى الحكومة خطة تمتد حتى العام 2030.
كما ستضع قواعد لجعل القطاع الخاص يستثمر بشكل منفصل في المركبات المستقبلية والتقنيات والمرافق ذات الصلة.
وخلال هذا الحدث، عرضت هيونداي سيارتها نيكسو التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية، وتصوُّرا لشاحنة تعمل بالطاقة الهيدروجينية أطلقت عليها اسم نيبتون، والتي تم الكشف عنها في معرض المركبات التجارية لأميركا الشمالية في نوفمبر الماضي في أطلنطا.
وقالت هيونداي، أكبر منتج للسيارات في كوريا الجنوبية، إنها تهدف إلى تطوير نظام خلايا الوقود للشاحنات الكهربائية الكبيرة وإطلاق الموديلات في الأسواق في غضون السنوات الثلاث إلى الأربع القادمة.
وأعلنت الشركة في سبتمبر الماضي عن خطط لتطوير 17 طرازا من المركبات التجارية الكهربائية بحلول العام 2025، في أحدث خطوة لتلبية الطلب المتزايد على السيارات الصديقة للبيئة.
وتعتزم هيونداي إضافة 7 مركبات كهربائية بالكامل و10 مركبات تعمل بخلايا الوقود إلى مجموعة منتجاتها من المركبات التجارية.
وتتضمن مجموعة المركبات الكهربائية التي تعتزم هيونداي تطويرها حافلة كهربائية وأخرى تعمل بخلايا الوقود، ستوردها الشركة إلى حكومة بلدية العاصمة الكورية الجنوبية سول لاستخدامها في خدمة النقل العام.
وكانت الشركة قد كشفت خلال النسخة الثانية من معرض هيونداي للشاحنات والحافلات، الذي أقيم العام الماضي في سيول عن حافلة كهربائية قادرة على قطع مسافة 200 كلم قبل الحاجة إلى إعادة شحن البطارية البالغ قوتها 128 كيلوواط/ساعة.
وتأتي الخطوة في الوقت الذي تتسابق فيه شركات صناعة السيارات العالمية في تطوير سيارات خضراء مع تشديد أغلب دول العالم القواعد المنظمة لعوادم السيارات والتي يقول خبراء إنها مسؤولة بنسبة كبيرة عن ظاهرة الاحتباس الحراري.
واتجهت العديد من الشركات العالمية لصناعة السيارات إلى اعتماد صيغ تقنية مبتكرة تساعد على استهلاك الوقود بشكل أفضل لاسيما بعد اكتشاف خلايا الوقود الهيدروجينية التي تساعد في تحقيق معدلات مثالية على مستوى نمط الاستهلاك.
ومن الواضح أن السيارات التي تعمل بهذه الخلايا ستدخل في صراع شديد مع السيارات الكهربائية، في ظل مساعي كبار المصنعين وحتى شركات التكنولوجيا إلى إنتاج سيارات صديقة للبيئة.
ويقول خبراء السيارات إن الأمر سيحدث مستقبلا في حال بناء المزيد من المحطات لتزويد هذه السيارات بالوقود الحيوي خاصة وأن شركات السيارات العالمية تستثمر بكثافة في هذه التكنولوجيا.
ويقتصر العمل بهذا النوع من السيارات على الولايات المتحدة حيث أقامت وزارة الطاقة 34 محطة وقود هيدروجينية، في المقابل هناك ما يناهز 15 ألف محطة شحن بالكهرباء منتشرة في كامل البلاد.
المصدر: العرب اللندنية