يودّع طقس لبنان العواصف والفيضانات، ليستقبل موسم صيف ليس كغيره من المواسم… الأمر هنا لا يتعلق بالأرقام والرزمات السياحية، بقدر ما يرتبط بحرب غزّة وجنوب لبنان التي تهدّد مصير السياحة بل حتى حركة الاصطياف، خوفاً من توسّع محتَمَل للاعتداءات الإسرائيلية التي تحمل مزيداً من الخراب والخسائر لا ولن تطال مناطق الجنوب فحسب بل لبنان بأسره.
لكن الأمل يبقى وساماً ذهبياً على صدر القطاع الخاص الذي لا ولم يستسلم يوماً للصعوبات التي مر ّبها لبنان على مدى التاريخ… إنها حال القطاع السياحي اليوم، وما حركة حجوزات الطيران سوى واحدة من مفاصل القطاع الرئيسية.
ففي ظل الاطمئنان إلى واقع التيار الكهربائي الذي لا يزال يحافظ على استقراره بفضل النفط العراقي، إذ لا تزال التغذية بالتيار على معدّلها الطبيعي 6 ساعات في اليوم موزَّعة على ساعات النهار بحسب معلومات متوفرة لـ”المركزية”، يكشف رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود عن نتيجة غير مُرضِية لحجوزات عطلة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي، ويُشير عبر “المركزية” إلى أن “حركة الحجوزات خجولة جداً حيث الملاءة بقيت دون الـ100% لتتراوح بين 75% و80%، فالفارق كبير بين شهرَي نيسان وأيار من جهة وشهرَي شباط وآذار… ولا تزال الحركة محدودة حتى اليوم”.
لكن حجوزات موسم الاصطياف “موعودة”، بحسب عبود، “وهي مطَمئنة حتى اللحظة”، مؤكداً أن “حركة الصيف ستكون ممتازة، شرط عدم تطوّر الأحداث الأمنية في الجنوب وحرب غزّة”.
ويُضيف: ما نستطيع تأكيده أنه في أي لحظة يتم الإعلان عن وقف إطلاق النار بشكل مستدام في غزّة، سيكون موسم السياحة والاصطياف في لبنان أفضل من موسم العام الفائت بأضعاف وأضعاف. وإذا لم تكن الهدنة مستدامة، فحركة الصيف مستمرة طالما مطار بيروت الدولي يعمل بشكل طبيعي.
ويتمنى عبود راجياً “إعلان الهدنة بين إسرائيل وحركة “فتح” في أقرب وقت وبالتالي أن يخيّم الهدوء على جنوب لبنان، كي تتوفر لنا الفرصة السانحة للنهوض باقتصاد لبنان واستعادة عافيته ولا سيما في قطاع السياحة الذي يساهم بنسبة كبيرة من حجم الاقتصاد الوطني العام.