يشير أحد أصحاب المطاعم المشهورة في مدينة طرابلس إلى أن “الحركة منذ مدة وليس من الآن ضعيفة وخجولة، وحتى مع بداية رمضان لم يتغير شيء. طلبيات الدليفري تراجعت كثيراً، وحجوزات الطاولات تكاد تكون معدومة. ومن المعروف أن أغلبية سكان مدينة طرابلس من الطبقة الوسطى؛ وكانت تفضّل هذه العائلات في السابق أن تفطر معظم شهر رمضان في المطاعم، ولكن هذا الشهر الأمور تغيّرت، وأوضاع الناس جميعهم صعبة ولا نستطيع أن نلوم الناس ولا أن نجلد أنفسنا..
ومن طرابلس إلى المنية وعكار، لم يختلف الأمر. فالقطاع المطعمي في تراجع ملحوظ فهناك مطاعم تنتظر طوال النهار لتبيع بضعة أقراص من الكبة أو بضعة صحون من الفتوش، وحجوزات بسيطة على الطاولات لا تتجاوز الطاولتين أو الثلاث في اليوم الواحد. يقول نزيه الصديق صاحب مطعم الصديق: “حركة الشغل خفيفة جداً هذا الشهر ولا تتعدّى 5% من رمضان 2018 مثلاً. الإرتفاع الحاصل في سعر صرف الدولار هو ما أوصل الأمور إلى هذا المكان. نحن مستمرون رغم كل المصاعب لأن لدينا إسمنا في السوق وتاريخنا ولكن في الحقيقة أوضاع القطاع المطعمي صفر بكل تأكيد.. نعم هناك خسائر كبيرة نتكبّدها؛ فأوضاعنا من أوضاع هذا البلد”.
مطاعم عدة في طرابلس والشمال لجأت ولو مرغمة، إلى التخفيف من عديد الموظفين والعمال لديها، حتى تخفف من المصاريف وسط حالة الجمود الحاصلة. عماد الطيب قال في هذا الصدد: “فاتورة رمضانية للعائلة المكوّنة من 5 أشخاص كعائلتي مثلاً في مطعم طرابلسي في الضم والفرز تناهز المليون ليرة أو تتخطاه. من المستحسن في هذا الأيام أن أؤجل المطاعم لأن مليون ليرة مصروف أسبوع لعائلتي مع شيء من التدبير”.