مع تشكيل الحكومة الجديدة، اتّجهت الأنظار مباشرة إلى الوزارات الخدماتيّة لجهة ما سيبذله الوزراء الجدد من جهود للتخفيف من الأعباء التي يرزح تحتها اللبنانيون. من أبرز الوزارات الخدماتيّة، وزارة الشؤون الاجتماعيّة والتي تولتها الوزيرة حنين السيد حيث تعهدت خلال حديثٍ لها بأنْ تعمل على زيادة التقديمات للأسر المحتاجة من أجل تعزيز الثقة بالدولة التي افتقدها المواطن.
تقول وزيرة الشؤون الاجتماعيّة حنين السيّد: “رؤيتي تقوم على تأمين الحماية الاجتماعيّة الشاملة لكل اللبنانيين. طبعاً هذا عنوان كبير وليس مسؤولية وزارة الشؤون منفردة بل أيضاً وزارتي العمل والصحة وكل الوزارات المعنيّة بما يُسمّى الحماية الاجتماعية. سأركز على توسيع شبكات الأمان عبر برنامج “أمان” الجاري العمل عليه والذي يطال حاليّاً 160 ألف عائلة، وسأسعى إلى توسعته إنْ شاء الله، كي يشمل العائلات التي تأثّرت بالحرب الإسرائيليّة على لبنان، وهذه من الأولويّات”.
وتضيف لـ”نداء الوطن”: “من البرامج الأخرى المهمة جداً البرنامج الذي يُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، والذي سأرى كيفية تعزيزه، بالإضافة إلى برامج أخرى مخصصة للأطفال. سأحاول تعزيز كل برنامج يعمل بشكل جيد وإيجاد التمويل له أكان من الموازنة أو من المانحين أو حتى المغتربين. هذا على الصعيد الشامل”.
تتابع : “كما سأعمل على تعزيز العلاقة بين الدولة والمواطن. الدولة مقصّرة من ناحية لكنها من ناحية أخرى تُقدّم خدمات لا يعلم بها المواطن. سأرى كيف نقوي هذا العقد الإجتماعي عبر خدمات تكون مجدية ومُمَكننة، كما في برنامج “أمان”. سأركز على مكننة الخدمات من أجل مزيد من الشفافية ومراقبة البرامج ومصداقيّة الصرف والتعاون مع الوزارات الأخرى المعنية”.
“العقبات”
وعن أبرز العقبات التي تتوّقعها، تُجيب السيد: “بالطبع سيشكل التمويل موضوع تحدٍ، لكنني سأعمل مع وزير المالية والمانحين وسأسعى لدفع الاغتراب اللبناني للإنخراط معنا ومساعدتنا”، مشيرةً إلى أنّ “المغتربين يعملون حالياً بشكل مباشر مع المنظمات غير الحكومية لعدم ثقتهم بالدولة بسبب غياب الشفافية والمحاسبة في صرف الأموال، ولذلك سأعمل على استعادة ثقتهم”.
تضيف: “هذه هي الأهداف التي سنسعى لتحقيقها في هذه الفترة القصيرة التي سأتولى فيها مهامي، لكنها فترة لا بأس بها لصنع بعض الإنجازات. قد لا نتمكّن من إيصال كل الإصلاحات إلى خواتيمها لكن عندما نضع الأسس، فإن من يأتي بعدنا لا يمكنه إلّا أن يكمل المسيرة، خاصة في ظل الجوّ الإيجابي الجديد المسيطر على البلد، حيث الجميع ينتظر ويأمل في التغيير وأن يوضع البلد على السكة الصحيحة كي يصبح أبناؤه فخورين به. هناك بعض الأمور التي يمكن إنجازها في هذه الفترة وهذا ما سأركز عليه، أما الإصلاحات على المدى البعيد فسنبدأ بها ونضعها على السكة السليمة”.
أهميّة “الشؤون”
ولمَن يعتبر “الشؤون” وزارة غير مهمة تقول: “ما يهمّني هو مساعدة الناس. منذ تعييني وصلتني رسائل هاتفية من أكثر من 700 شخص يحتاجون إلى مساعدة، وبالتالي لا يمكننا القول إنها وزارة غير مهمة. من يقول بأنها غير مهمة لا يعرف ماهية عملها. رغم ميزانيتها المتواضعة (60 مليون دولار ميزانيتها الرسمية) إلّا أنها تحصل على هبات ومساعدات خارجية كثيرة، وهذا ما سأقوم بالإطلاع عليه لمعرفة حجمها وتصويبها نحو الأماكن التي يجب أنْ تستهدفها وباتجاه الأولويات. إنها وزارة أكثر من مهمة، والأهم أنها تساعد الفقراء والمهمشين والمسنين والأطفال. وهذه يجب أن تكون أولوية لبنان”.
وتختم السيد: أشكر اللبنانيين على ثقتهم بنا ودعمهم لنا. هدفنا الخدمة العامة وأعدهم بخدمتهم بأحسن طريقة وبتحقيق أحلامهم، لكنني أطلب منهم في الوقت عينه أن يصبروا معنا لأننا نبدأ بعهد جديد، لكننا سنكون تحت خطاب القسم وتحت أقوال الرئيس نواف سلام”.