رأى مدير معهد يفغيني بريماكوف للاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، العضو المراسل في الأكاديمية فيدور فويتولوفسكي، أن ألمانيا تظهر الصمود في مواجهة ضغوط العقوبات الأمريكية فيما يتعلق بخط أنابيب الغاز “التيار الشمالي 2”.
وقال فويتولوفسكي، خلال إيجاز إعلامي نظمته الوكالة الإعلامية الدولية “روسيا سيغودنيا” عبر تقنية الفيديو إن الولايات المتحدة لن تتمكن من “الضغط” على ألمانيا بشأن مسألة بناء “التيار الشمالي 2″، لأن “الألمان يتميزون بكفاءة عالية عند عد المال”.
وأضاف: “إن دوائر الأعمال الألمانية تدرك جيدًا خسائرها في حالة التخلي عن هذا المشروع، وهو أمر مفيد جدا للصناعة الألمانية والمستهلك الألماني. وقد عانت هذه الدوائر بالفعل من خسائر خطيرة بسبب حقيقة أن العقوبات الأمريكية كانت وما زالت ذات طابع يتجاوز الحدود الإقليمية ولا تطبق فقط على الشركات المقيمة. بل وكذلك للشركات الأوروبية للتفاعل مع روسيا في المجالات الخاضعة للعقوبات.
ووفقا له، فإن استياء الشركات الألمانية المتضررة يتزايد وصولا إلى المستوى السياسي.
وقال: “أعتقد أنه سيظهر بعض الصمود على المستوى السياسي”.
يخص الخبير بالذكر أن الأمريكيين يعرقلون تنفيذ مشروع “التيار الشمالي 2″، لأنهم مهتمون بزيادة إمداداتهم من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، والسوق الأوروبية، في رأيه هي الآن واحدة من أهم الأسواق بالنسبة للولايات المتحدة ولذلك سيزداد الضغط عليها.
يذكر أن مشروع “التيار الشمالي 2” يتضمن مد خط أنابيب غاز بسعة 55 مليار متر مكعب سنويًا من الساحل الروسي عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا. ويجري إنجاز هذا المشروع بواسطة شركة “نورد ستريم 2 أي.جي” مع المساهم الوحيد وهو شركة – غازبروم التي تقوم مع الشركاء الأوروبيون وهي شركات “رويال داتش شل” و”أو.إم.في” و”إنيجين” ويونيبر” و”ونترشل” بتمويل المشروع إجمالاً بنسبة 50%، أي ما يصل إلى 950 مليون يورو لكل منها.
ويلقى المشروع معارضة نشطة من الولايات المتحدة ، التي تروج لغازها الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي، وكذلك أوكرانيا، التي تخشى فقدان إمكانية قيام بالترانزيت. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على مشروع “التيار الشمالي 2” مطالبة الشركات بالتوقف على الفور عن مد خط الأنابيب. ونتيجة لذلك أعلنت شركة “أولسيز” السويسرية على الفور تقريبًا تعليق هذا العمل.