“خدمة التوصيل” تخرق إجراءات الحجر وتتحوّل إلى قطاع قائم بحدّ ذاته

كانت خدمة “التوصيل” في بداية ظهورها تقتصر على المطاعم فقط. أما في الوقت الحالي بعد انتشار التجارة الإلكترونية بشكل واسع، اتجه العديد من المستثمرين إلى تأسيس هذا النوع من الشركات المتخصصة. فعادت هذه المشاريع على المجتمع بالفائدة من عدة نواحٍ، وتحوّل التوصيل من “خدمة” إلى “مهنة” توفر فرص عمل لعدد كبير من الشبان العاطلين عن العمل.

كثيرة هي المطاعم التي لجأت إلى خدمة توصيل الطلبيات. حيث عملت على تحسينها وتطويرها منذ بدء انتشار وباء كورونا، فكانت الحل الوحيد الذي يراعي الإقتصاد والصحة في الوقت نفسه. وعلى الرغم من أن قطاع المطاعم كان السبّاق بإطلاق خدمة توصيل الطلبيات، فقد اقتصرت الفكرة على المطاعم العادية ولم تطل الفاخرة منها. ولكن مع تغيير نمط الحياة وانتشار الوباء مع ما يرافقه من قيود وقائية والتزام الحجر المنزلي، اضطُرّ بعضها إلى اللجوء لهذه الخدمة بهدف الاستمرارية والحفاظ على اسم المطعم، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية الصعبة.

الطلب على خدمة التوصيل كسر الجمود في قطاع الأعمال بشكل نسبي. و”في الوقت الذي كان فيه معدل طلبيات الدليفري لا يتخطى الـ 20 طلبية يومياً، ارتفع هذا المعدل ليصل إلى ما بين 80 و100 طلبية في اليوم الواحد، بحيث يكون الضغط الأكبر في أوقات المساء”، يقول صاحب مطعم “Sud” ميشال يزبك. كما وبدوره يؤكد صاحب مطعم Lamb House إبراهيم أبو العز “إرتفاع عدد توصيلات “الدليفري” منذ بدء جائحة كورونا حتى اليوم”.

ازدياد الطلب على خدمات التوصيل ترافق مع ارتفاع ملحوظ في كلفتها. فـ”تلاعب سعر الصرف، وارتفاع أكلاف التغليف من ورق، وكرتون، ونايلون، وأدوات بلاستيكية… حتّم على المطاعم زيادة أكلاف التوصيل على أسعارها، بعدما كانت تقدم هذه الخدمة بشكل شبه مجاني”، بحسب يزبك. “فمعدل الربح في المطاعم تراجع كثيراً، ولم يعد يتجاوز 5 في المئة. وما الإستمرارية وتنويع الخدمات إلا للحفاظ على الإسم وتفادياً لصرف الموظفين وتركهم دون عمل وراتب”.

الفورة التي أحدثتها ظروف الحجر العام في مجال خدمة التوصيل، أدت إلى نشوء شركات “Delivery” شاملة ومستقلة تبيع خدماتها للمطاعم والمتاجر ومختلف المؤسسات التي تهدف إلى تسويق بضائعها ومنتجاتها عبر الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي. فانضمت مهنة جديدة إلى خانة المهن الخدماتية المتوفرة في لبنان. وكثيرة هي المطاعم او المؤسسات التي لجأت للتعامل مع هذه الشركات المخصصة لـ”الدليفري”، مثل تطبيق “Totters” و”Zomato” … وغيرها الكثير.

 

مصدرنداء الوطن - جويل الفغالي
المادة السابقةسويسرا للّبنانيين: وضعكم صعب
المقالة القادمةرئيس هيئة قناة السويس: سجلنا أعلى حمولة في تاريخ القناة