حال لبنان مع الكهرباء كالعطِش الذي يجلس فوق بئر من المياه العذبة. ففي الوقت الذي “تستجدي” فيه وزارة الطاقة قطرة نفط من العراق، ويتحدى فريق داخلي العالم باستقدام النفط الايراني، مُعرّضاً البلد لخطر العقوبات، ويأمل البعض الآخر باستجرار “بصيص” نور من الأردن… “يعوم” البلد على “بحر” من الطاقة النظيفة.
القدرات الكامنة وغير المستغلة في هذا القطاع “مخيفة”. فتمتع لبنان بـ 300 يوم شمس، وباشعاع قليل الغبار، يتيح له إنتاج نحو 3000 ميغاواط، تمثل كل حاجته آنياً، بواسطة الطاقة الشمسية وبسرعة قياسية. أما الكلفة فلا تتجاوز 2.5 سنت للكيلواط/ساعة، بدلاً من كلفة تتجاوز اليوم 25 سنتاً.
الدراسات في هذا المجال كافية ووافية. ولعلّ أهمها تقرير شركة كهرباء فرنسا، الذي أشار إلى أن الطريقة الأمثل والأقل كلفة لتأمين الكهرباء بشكل مستدام هي بانتاج 37 في المئة لغاية العام 2025 بواسطة الطاقة الشمسية، على أن ترتفع هذه النسبة إلى 40 في المئة في العام 2030. العوائق لتنفيذ هذه الرؤية، التي تغني عن المعامل ومحطات التغويز والاتكال على الفيول المستورد… كثيرة، وفي مقدمها رغبة القيمين على “الطاقة” باستمرار الحلول الموقتة كالبواخر وصفقات النفط والارتهان إلى الخارج على حساب تأمين الأمن الطاقوي.