من الشروط المسبقة التي حدّدها الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد الدولي، مباشرة هيئة الرقابة على المصارف بالتدقيق المالي في المصارف الـ14 الكبرى التي تشكّل 85% من حجم القطاع المصرفي، وهي: بنك عوده، بنك بيروت، بنك البحر المتوسط، البنك اللبناني الفرنسي، بنك بيروت والبلاد العربية، بنك لبنان والمهجر، بنك بيبلوس، الاعتماد اللبناني، الاعتماد المصرفي، فرست ناشيونال بنك، فرنسبنك، انتركونتيننتال بنك، بنك لبنان والخليج وسوسييتيه جنرال.
تستخدم السلطات التنظيمية المصرفية إجمالاً وفي مختلف دول العالم، نظام التصنيف الدولي CAMELS لتصنيف المؤسسات المالية، وفقًا للعوامل الـ 6 التي يمثلها اختصار CAMELS وهي: كفاية رأس المال، جودة الأصول، القدرة الإدارية، الأرباح، السيولة، والحساسية. يتدرج نظام التصنيف من 1 إلى 5، حيث يحظى على تصنيف 1 الأفضل، و5 الأسوأ تصنيفاً، اي انّ التصنيف الأقل هو الأفضل، ويشير إلى بنك أكثر استقراراً من الناحية المالية وأقل تعرّضاً للمخاطر.
يشير التصنيف 1 إلى أنّ البنك يتمتع بأداء قوي وسليم، ويلتزم بممارسات إدارة المخاطر. في حين يعني التصنيف 2 أنّ البنك سليم من الناحية المالية مع وجود نقاط ضعف معتدلة. بينما يشير التصنيف 3 إلى أنّ البنك يحتاج اهتماماً إشرافياً في أبعاد عدة. اما التصنيف 4 فيشير إلى أنّ البنك لديه ممارسات غير سليمة، وبالتالي، هو غير آمن بسبب مشاكل مالية خطيرة. وفي الختام، يؤكّد التصنيف 5 على أنّ البنك غير سليم بشكل أساسي ويعاني ممارسات سيئة لإدارة المخاطر.
ستستخدم لجنة الرقابة على المصارف هذا النظام لتقييم أكبر 14 مصرفاً في لبنان. وعلى عكس النسب أو التصنيفات التنظيمية الأخرى، لن يتمّ نشر تصنيف CAMELS للعموم بل يتمّ استخدامه فقط من قِبل الإدارة العليا لفهم وتنظيم المخاطر المحتملة. تكمن قوة نظام CAMEL في قدرته على تحديد المؤسسات المالية التي ستنجو وتلك التي ستفشل. فمن هي المصارف التي تستوفي المعايير الـ 6 المعتمدة في نظام CAMELS:
– كفاية رأس المال
تعمل كفاية رأس المال على تقييم مدى التزام المصرف بأنظمة الحدّ الأدنى لمبلغ احتياطي رأس المال. يحدّد المنظمون التصنيف من خلال تقييم الوضع الرأسمالي للمؤسسة المالية حالياً وعلى مدى سنوات عدة.
يتمّ توقّع موقف رأس المال المستقبلي بناءً على خطط المؤسسة للمستقبل. على سبيل المثال، إذا كانت تخطّط لتوزيع أرباح أو الاستحواذ على شركة أخرى. كما يحلّل نظام CAMELS الاتجاه، وتكوين رأس المال، وسيولة رأس المال.
– الأصول
تقيّم هذه الفئة جودة أصول البنك. تعدّ جودة الأصول مهمّة، حيث يمكن أن تنخفض قيمة الأصول بسرعة إذا كانت عالية المخاطر. على سبيل المثال ، تُعتبر القروض نوعاً من الأصول التي يمكن أن تنخفض قيمتها إذا تمّ إقراض الأموال الى فرد شديد المخاطر.
يبحث النظام في سياسات الاستثمار وممارسات القروض للبنك، إلى جانب مخاطر الائتمان مثل مخاطر أسعار الفائدة ومخاطر السيولة. يتمّ النظر في جودة واتجاهات الأصول الرئيسية. إذا كان لدى مؤسسة مالية اتجاه لفقدان الأصول الرئيسية قيمتها بسبب مخاطر الائتمان، فإنها ستحصل على تصنيف أقل.
– القدرة الإدارية
تقيس القدرة الإدارية قدرة فريق إدارة المؤسسة على تحديد الضغوط المالية ثم الاستجابة لها. تعتمد هذه الفئة على جودة استراتيجية عمل البنك والأداء المالي والضوابط الداخلية. في مجال استراتيجية العمل والأداء المالي، ينظر نظام CAMELS في خطط المؤسسة للسنوات القليلة المقبلة. ويشمل معدل تراكم رأس المال ومعدل النمو وتحديد المخاطر الرئيسية.
بالنسبة للضوابط الداخلية، يختبر النظام، قدرة المؤسسة على تتبّع وتحديد المخاطر المحتملة. تشمل الضوابط الداخلية، أنظمة المعلومات وبرامج التدقيق وحفظ السجلات. تضمن أنظمة المعلومات سلامة أنظمة الكمبيوتر لحماية المعلومات الشخصية للعميل. تتحقّق برامج التدقيق في الالتزام بسياسات المصرف. وأخيراً، يجب أن يراعي حفظ السجلات، مبادئ محاسبية سليمة وأن يتضمّن توثيقاً لتسهيل عمليات التدقيق.
في هذا الإطار، أوضح مصدر مصرفي لـ»الجمهورية»، انّ احد العوامل المعتمدة للتصنيف وهي القدرة الادارية، تعني مباشرة مجلس ادارة المصرف المعنيّ وكبار المسؤولين التنفيذيين فيه، لافتاً الى انّه سيتمّ الشروع في تقييم مصرف تلو الآخر بمساعدة خارجية، لأكبر 14 بنكاً، من خلال توقيع الشروط المرجعية مع شركة دولية مرموقة كما هو مطلوب في الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد الدولي، وبالتالي سيكون أعضاء مجالس ادارات المصارف المعنيّة تحت اختبار مصيري.
– الأرباح
تساعد الأرباح في تقييم قابلية المؤسسة على الاستمرار على المدى الطويل. يحتاج البنك إلى عائد مناسب حتى يتمكّن من تنمية عملياته والحفاظ على قدراته التنافسية. يبحث النظام على وجه التحديد في استقرار الأرباح والعائد على الأصول (ROA) وهامش الفائدة الصافي (NIM) وآفاق الارباح المستقبلية في ظل الظروف الاقتصادية القاسية. أثناء تقييم الأرباح، تُعتبر الأرباح الأساسية هي الأكثر أهمية. الأرباح الأساسية هي الأرباح طويلة الأجل ومستقرة للمؤسسة التي تتأثر باحتساب العناصر لمرة واحدة.
– السيولة
بالنسبة للبنوك، تُعتبر السيولة ذات اهمية كبرى، لأنّ نقص رأس المال السائل يمكن أن يؤدي إلى افلاس البنوك. تبحث هذه الفئة من نظام CAMELS في مخاطر أسعار الفائدة ومخاطر السيولة. تؤثر أسعار الفائدة على الأرباح. إذا كان التعرّض لمخاطر أسعار الفائدة كبيراً، ستكون قيمة محفظة استثمارات وقروض المؤسسة متقلّبة. يتمّ تعريف مخاطر السيولة على أنّها مخاطر عدم القدرة على تلبية احتياجات التدفقات النقدية الحالية أو المستقبلية من دون التأثير على العمليات اليومية.
– الحساسية
الحساسية هي الفئة الأخيرة، وتقيس حساسية المؤسسة لمخاطر السوق. على سبيل المثال، يمكن إجراء تقييم على إقراض قطاع الطاقة، الإقراض الطبي، او الإقراض الزراعي. تعكس الحساسية، الدرجة التي تتأثر بها الأرباح بأسعار الفائدة وأسعار الصرف وأسعار السلع.