رئيس تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني: التطورات الدولية فرصة لتعزيز العلاقات العربية-الصينية

شارك رئيس تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني علي محمود العبد الله في اجتماع صيني – عربي، خُصّص لمناقشة أهمية معرض كانتون الذي يُقام عبر الانترنت بين 15 و24 أبريل في الصين. كما تناول المشاركون أهمية تنمية علاقات الدول العربية بالصين على المستويات الاقتصادية والتجارية. وتحدث أيضا خلال الاجتماع مدير خدمات كبار الشخصيات الدولية في مركز التجارة الخارجية الصيني جاك هان.

 

وقال العبد الله خلال اللقاء: “عندما التقينا العام الماضي لنُطلق معا من لبنان معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات (معرض كانتون)، كان العالم يعيش أياما صعبة نتيجة انتشار الوباء. أما اليوم ونتيجة للتطورات الخطيرة المتسارعة في أوروبا، يعيش العالم في مرحلة من التحديات. والتحديات ناتجة عن حالة من عدم اليقين، خصوصا مع التغيرات الجيو – سياسية المتسارعة. لبنان كما كل بلدان الشرق الأوسط، يشهد تبدلات تاريخية ناتجة عن التغيرات غير المسبوقة في السياسات والعلاقات الدولية نتيجة للمواجهات الدولية. وأعتقد أن ما يحدث يشكل سببا إضافيا لتقوية العلاقات مع الصين”.

 

وأضاف: “منذ أن فتحت اقتصادها أمام قوى السوق، نمت الصين لتصبح قوة اقتصادية عالمية وبات تأثيرها على الأسواق العالمية معترفا به حول العالم، لا سيما في قطاع التكنولوجيا. لقد لعبت ثلاثة عوامل رئيسية دورا حاسما في جعل الصين أكبر منتج ومصدر للتكنولوجيا في العالم. الأول، هو النمو المستمر للأسواق المحلية في الصين. ثانيا، الصلاحيات الحكومية الواسعة التي تُتيح سن سياسة صناعية تدعم الابتكار المحلي. وثالثا، القوة الصينية الواسعة النطاق، والمرتبطة بالعولمة مثل عمليات الدمج والاستحواذ بين الشركات وانتقال رأس المال البشري والمعرفة والتقنيات عبر الحدود”.

 

وقال: “أعتقد أن هذه المتغيرات، يجب أن تدفعنا لبذل جهود إضافية لتطوير العلاقات العربية عموما واللبنانية خصوصا مع الصين. وعندما أذكر أهمية تطوير العلاقات، فأنا أقصد العلاقات على كافة المستويات”.

 

وتابع قائلا: “نحتفل هذا العام في لبنان بمناسبة مرور 51 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الصين. ومن المفيد التفكير بأهمية العلاقات مع هذه الجمهورية الصديقة، التي لطالما وقفت إلى جانب لبنان ودعمته، كما وقفت إلى جانب البلدان العربية ودعمت قضايانا الإقليمية”.

 

وأضاف: “تتسم العلاقات مع الصين بالتعاون على كافة الصُعد الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية. لم تترك الصين فرصة، إلا وعبرت فيها عن مدى احترامها للبنان. لا بل حرصت دائما على إطلاق المشاريع ودعم القضايا الاجتماعية. نحن ننظر إلى الصين باعتبارها مثالا يُحتذى به، خصوصا عندما يتعلق الأمر بنهضة الأمم وسيادتها ووحدتها وتقدمها الاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي والثقافي، وبناء العلاقات المُستندة إلى المصالح المشتركة”.

 

وشرح قائلا: “اليوم أمامنا فرصة لتطوير هذه العلاقات إلى ميادين جديدة. وأنا على ثقة من أنه أمام لبنان فرصة لتطوير علاقاته مع الصين في مجالات عدة على المستوى الاقتصادي ومن بينها القطاع السياحي. وعلى مستوى العلاقات التجارية، ثمة فرص هائلة أمام الشركات اللبنانية لرفع مستوى صادرتها، خصوصا في مجالات مثل الآلات الصناعية والمجوهرات والمأكولات، ويمكن أن نحقّق تطورا إيجابيا على هذا الصعيد مع الصين”.

 

وقال: “العام الماضي عندما شاركنا معا من خلال تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني في الإعلان من لبنان، عن موعد انعقاد معرض كانتون، أطلقنا أيضا مبادرة خُصّصت لدعم الشركات اللبنانية. لقد كان أمامها فرصة لعرض منتجاتها وخدماتها وحلولها. وشكل هذا المعرض فرصة فريدة من نوعها بالنسبة لمجتمع الأعمال اللبناني”.

 

وختم قائلا: “معرض كانتون هو أحد أكبر الأحداث التجارية الدولية، ويشكل فرصة للشركات اللبنانية الراغبة في استكشاف السوق الصينية الكبيرة، أو تعزيز الصادرات إلى الصين. وهو يشكل أيضا منصة دولية لمن يريد التعرف أيضا إلى الشركات الدولية المشاركة. والأهم أن هذا المعرض يسلط الضوء على أحدث المنتجات الصينية التي تحقق انتشارا واسعا حول العالم. ويشمل معرض كانتون مجموعة من المجالات مثل الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية المنزلية والإضاءة والمعدات والمركبات وقطع الغيار والآلات والأجهزة والأدوات وغيرها”.

 

 

جاك هان

 

أما جاك هان، فقال: “إنه لمن دواعي سروري أن ألتقي بكم جميعا. ونظرا لأنه لم يتبق سوى ثلاثة أيام لافتتاح معرض كانتون في دورته الـ 131، أود أن أشارككم بأحدث المعلومات حول المعرض. ولكن أولاً، أود أن أتقدم بخالص الشكر إلى تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني ومجتمع الأعمال في دول الشرق الأوسط، لدعمهم الدائم لمعرض كانتون”.

 

أضاف: “منذ إطلاقه في العام 1957، صمد معرض كانتون بمواجهة تحديات مختلفة، ولم يتوقف أبدا. إنه يشكل منصة مهمة تعبّر عن انفتاح الصين وأهمية التعاون التجاري الدولي، وركيزة أساسية للتبادلات التجارية المحلية والدولية. وبوجود أفضل الموردين في الصين، التزم معرض كانتون بتعزيز تنمية التجارة الدولية. ويقدم المعرض للعالم فرصا جديدة من خلال الصناعات الصينية والأسواق الصينية”.

 

وقال: “عندما واجه المعرض انتشار الوباء وانعكاسات التجارة الدولية المضطربة، تم تنظيمه عبر الإنترنت في دورته الـ 127. أما الدورة الـ 130 فعقدت من خلال نموذج مُدمج جمع الحضور الشخصي والمشاركة عبر الانترنت. وبعث الرئيس الصيني شي جين بينغ برسالة تهنئة إلى منظمي معرض كانتون الذي عُقد في دورته الـ 130. وحضر رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ حفل افتتاح المعرض كما ألقى كلمة”.

 

وتابع فقال: “من أجل تعزيز تنمية التجارة الخارجية للصين والحفاظ على أمن واستقرار الصناعات الدولية وسلاسل التوريد، سيُعقد معرض كانتون في دورته الـ 131 عبر الإنترنت في الفترة الممتدة بين 15 و24 أبريل. وستتم مشاركة نشاطات جميع أقسام المعرض والخدمات المتصلة به، عبر الإنترنت في نفس الوقت، مما يوفّر منصة للعرض عبر الإنترنت وخدمات ترتيب اللقاءات بين ممثلي الشركات بالإضافة إلى جزء مخصص للتجارة الكترونية العابرة للحدود. كما سيتم إنشاء 50 قسما للمعرض على أساس 8 فئات، وهي الأجهزة والإلكترونيات الاستهلاكية، ومواد البناء، والأجهزة والأدوات، والسلع الاستهلاكية، والمنتجات الصحية، والمنتجات الصناعية، والأزياء والخدمات التجارية. الجدير بالذكر أن الخدمات التجارية تشكل قسما تم الكشف عنه حديثا. وسيشارك حوالي 25000 عارض من خلال 60.000 جناح. ونتعاون أيضا مع منصات التجارة الإلكترونية العابرة للحدود لجذب المزيد من الشركات التي تنشط في مجال التجارة الخارجية إضافة إلى شركات التجارة الإلكترونية. وللتركيز على تحسين فعّالية التواصل التجاري بين الجميع وتحسين وتجربة المستخدم، اتخذ معرض كانتون في دورته الـ 131 تدابير متعددة لتحسين وظائف منصة الإنترنت وتعزيزها، وتسهيل التفاعل بين العارضين والشركات المزودة للخدمات، وكذلك تحفيز المعاملات التجارية. نحن نرحّب بالشركات والمشترين في الداخل والخارج للمشاركة والاستفادة من الفرص التجارية المتبادلة والسعي لتحقيق التنمية المشتركة”.

 

وأضاف: “سيتم أيضا تنظيم أنشطة “جسر التجارة” Trade Bridge وهو حدث مخصص لترويج نشاطات معرض كانتون الافتراضي، لتوفير خدمات ترتيب اللقاءات بين المشاركين خصوصا منهم كبار المشترين والمجموعات الصناعية الرئيسية الصينية. وستركز الأنشطة على منتجات العلامات التجارية، والشركات الصغيرة والمتوسطة الرائدة المتخصصة في قطاعات محددة، لتُظهر للعالم قوة “التصنيع الذكي في الصين” وتعزيز العلاقات بين ممثلي الشركات”.

 

وختم فقال: “لطالما كان الشرق الأوسط مصدرا مهما للشركات التي تشتري المنتجات في معرض كانتون، وينشط العديد منها في مجال الأجهزة والإلكترونيات الاستهلاكية. وفي هذه الدورة من المعرض، سيستعرض نحو 2000 عارض من هذه الفئة منتجاتهم عبر الإنترنت بما في ذلك بعض العلامات التجارية من الصين مثل Haier و Midea و Greeوغيرهم. وقد تم بالفعل فتح منصة المعرض عبر الإنترنت والخاصة بالدورة الـ 131. أدعوكم جميعا للتسجيل وحضور معرض كانتون عبر الإنترنت. وآمل أن تكون رحلتكم في معرض كانتون بدورته الـ 131 مثمرة”.

 

 

المادة السابقةالكابيتال كونترول في اللجان 
المقالة القادمةلا تمويل للبنان إذا لم يلتزم بشروط صندوق النقد