أكدت المفوضية الأوروبية أن الصين استئنفت بشكل جزئي تصدير رقائق شركة نكسبيريا إلى أسواق التكتل، ما يعني تخفيف قيود أثارت قلق شركات تصنيع السيارات.
ورحّب مفوّض التجارة في الاتحاد الأوروبي ماروس سيفكوفيتش في منشور على منصة إكس بـ”بالتأكيد الوارد اليوم (السبت)… بشأن تبسيط إضافي لإجراءات تصدير رقائق نكسبيريا الموجّهة للمتعاملين في الاتحاد الأوروبي والعالم”.
وأشار إلى أن التصدير سيكون مسموحا طالما أن الرقائق ستكون مخصّصة حصرا لـ”الاستخدام المدني،” لافتا إلى أن التدبير يدخل “فورا” حيز التنفيذ.
ولفت إلى أن المحادثات مع الصين مستمرة لإيجاد إطار عمل “مستدام وثابت وقابل للتوقع يضمن الاستعادة الكاملة لتدفق أشباه الموصلات”.
ماروس سيفكوفيتش: المحادثات مع الصين مستمرة لإيجاد إطار عمل مستدام وثابت
ويرى خبراء أن القضية، التي طفت على السطح قبل أسابيع قليلة كشفت مدى هشاشة الصناعات الحيوية أمام التدخلات السياسية، في ظل تصاعد التنافس الجيوسياسي على التكنولوجيا المتقدمة.
وتُعد نيكسبيريا، ومقرها مدينة نيميخن الهولندية، أحد أهم الموردين العالميين في رقائق السيارات الأساسية لكبار مصنّعي السيارات في أوروبا والولايات المتحدة واليابان.
وتنشط الشركة في إنتاج رقائق السيارات الأساسية التي تدخل في تشغيل النوافذ والمصابيح وأجهزة الاستشعار والوسائد الهوائية. ويرى محللون أن أي اضطراب في إنتاجها قد يعرّض شركات السيارات في أوروبا والولايات المتحدة واليابان لأزمة جديدة.
وبدأ النزاع في سبتمبر حين لجأت هولندا إلى قانون يعود إلى حقبة الحرب الباردة لوضع اليد فعليا على نكسبيريا التي تدعم الحكومة الصينية شركتها الأم وينغتيك بعدما استحوذت على الأغلبية المطلقة في أسهم الشركة الهولندية عام 2019.
وأعلنت الحكومة الهولندية مطلع أكتوبر استحواذها على إدارة الشركة بذريعة “مشكلات إدارية خطيرة ومخاوف تتعلق بالأمن القومي”. كما تمت إقالة المدير التنفيذي الصيني للشركة بموجب القرار الذي استند إلى “قانون إتاحة المنتجات” الصادر عام 1952.
وجاءت الخطوة بعد تحذيرات أميركية من أن استمرار إدارة الشركة من قبل مسؤولين صينيين قد يؤدي إلى إدراجها في “قائمة الكيانات الخاضعة للعقوبات” الخاصة بوزارة التجارة الأمريكية، ما يؤشر إلى تأثير مباشر للضغوط الأميركية في القرار الهولندي.
وردّت الصين بحظر إعادة تصدير رقائق نكسبيريا إلى أوروبا، ما أثار قلق شركات صناعة السيارات نظرا إلى أن هذه المكوّنات تعدّ أساسية للأنظمة الإلكترونية للسيارات.
وقد فجر الخلاف بين الصين وهولندا حول نيكسبيريا مخاوف من أزمة جديدة في سلاسل التوريد العالمية، من شأنها أن تعيد إلى الأذهان أزمة نقص الرقائق التي واجهها قطاع السيارات خلال جائحة كورونا.
ولكن بكين أعلنت نهاية الأسبوع الماضي أنها ستعفي بعض رقائق نكسبيريا من حظر التصدير، في خطوة أفادت تقارير بأنها تندرج في إطار اتفاق تجاري تفاهم عليه الرئيسان الصيني شي جينبينغ والأميركي دونالد ترامب بعد محادثات أجرياها في كوريا الجنوبية.
ورغم أن اللقاء الذي جمع مؤخرا ترامب وجين بينغ في مدينة بوسان الكورية الجنوبية أفضى إلى تهدئة مؤقتة بتأجيل تنفيذ بعض القيود لمدة عام، إلا أن الخلاف بين الصين وهولندا لا يزال دون حل، وسط اتهامات متبادلة بعدم التعاون.
وكانت شركة أوموفيو الألمانية التي تعد مورّدا رئيسيا لقطاع صناعة السيارات، قالت الجمعة إنها تلقّت إذنا من السلطات الصينية لاستئناف تصدير رقائق نكسبيريا.
والرقائق تصنّع في أوروبا لكنها ترسل بعد ذلك إلى الصين لاستكمال عملية الإنتاج، ليعاد تصديرها بعد ذلك إلى أوروبا وغيرها من الأسواق.
وكانت مجموعة فولكسفاغن، أكبر مصنّع للسيارات في أوروبا، حذّرت من مخاطر توقّف الإنتاج إذا استمرت الأزمة، فيما أفادت تقارير باستعداد شركات أقل حجما لخفض ساعات العمل.



