اكد رئيس المصلحة الوطنية لنهر الليطاني سامي علوية انه “من يرد أن يسبح في نهر الليطاني فليفعل لكن على مسؤوليته الخاصة”، لافتا في حديث صحفي الى “تحسّن نوعية المياه بأشواط، ولكن المنظومة الكاملة لضبط مصادر التلوث لم تنجز بعد، لذا لا يمكننا الجزم بأن النهر نظيف. وأساساً، يستحيل الجزم بنظافته في كل مواقعه”.
وعزا علوية تحسّن نوعية المياه إلى “وفرة المتساقطات هذا العام وإزالة غالبية السدود والجسور المخالفة والتعديات عن مشروعي ري القاسمية ورأس العين، ووقف عمل المرامل في جبل الريحان ومنع غسل الرمول”. لكن لا تزال للتلوث عناوين في الحوض الأدنى “تجعل المياه غير آمنة صحياً”. وأبرزها “استمرار تدفق الصرف الصحي نحو بعض المواقع كالدلافة والخردلي وبدياس وطيرفلسيه وبرج رحال والقاسمية والقليعة وكفركلا وسير الغربية، إلى جانب توافر عدد كبير من الحفر لتجميع مياه الجور الصحية من بعض المنتزهات والأملاك الخاصة ضمن الحوض أو مباشرة نحو النهر”.
ولفت الى “تفريغ لشاحنات الصرف الصحي في منطقة طيرفلسيه وعين ابو عبد الله في القاسمية، وانتشار مكبات نفايات في كفرصير وسير الغربية، إضافة إلى ما تلقيه بعض المنتزهات من نفايات في النهر في ظل ضعف البلديات وتواطؤ بعضها مع ملوثين وغياب اتحادات البلديات عن الهم البيئي”. أضف الى ذلك، “تفريغ مياه أحواض السباحة في بعض المنتزهات في النهر، وهي مياه مشبعة بمادة الكلور التي تضر بالنظام الإيكولوجي في المجرى وتحدث تفاعلاً كيميائياً يضر بصحة الإنسان”.
خلال تموز الفائت، أجرت المصلحة تحاليل لعينات أخذت من مواقع مختلفة في الحوض الأدنى لا سيما الخردلي وقعقعية الجسر والقاسمية. وأظهرت النتائج تبدل نسب التلوث بين موقع وآخر استناداً إلى العناصر الطارئة على المجرى مثل تصريف المياه المبتذلة أو رمي النفايات. نسبة الجراثيم ازدادت بين جسر الخردلي وقعقعية الجسر نتيجة تصريف المياه المبتذلة بين الموقعين. وكذلك بين القعقعية ووادي الزرارية بسبب تصريف المياه المبتذلة بين الموقعين. لكن نقطة التلوث الأكبر في الحوض الأدنى عند نقطة القاسمية حيث المياه ملوثة بشكل لا يسمح باستخدام المياه بأي شكل بسبب تصريف المياه المبتذلة من برج رحال باتجاه النهر وعدم السيطرة التامة على الجور الصحية في المنتزهات.