سلام: نحن في آخر حلقات سقوط الهيكل… النظام المالي النقدي الماضي انتهى

عقد وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال امين سلام مؤتمراً صحافياً امس بشأن اطلاق التسعير بالدولار في السوبرماركات وقال: “قاومت اتخاذ القرار لأكثر من ستة اشهر ولم اكن موافقاً على ذلك. لكن اليوم لا يمكن ترك الناس مرتهنة للعشوائية والفوضى وسوء الادارة، في ظل نظام مالي ونقدي سيئ اعتمدته المنظومة المالية في العقود الماضية وفي طليعتها المسؤولون الرسميون والدولة”. وتابع: “النظام المالي النقدي الماضي انتهى وهذه آخر حلقات سقوط الهيكل بشكل كامل، لقد قلت بحسب المعطيات، إنه بغياب اي رؤية او قرار او اشارة من القيمين على الموضوع النقدي والمالي، فمن المؤكد ان الدولار سيرتفع لان ما يساهم في خفض سعر صرفه معطيات ايجابية ورسائل تطمين حتى الآن لم نسمع اي شيء منها”. وأردف: “الدولار متروك من دون اي ضوابط، وقبل اعلان القرار النهائي للتسعير بالدولار الاسبوع الماضي، عقدنا اجتماعاً في السراي الحكومي بحضور رئيس الحكومة ووزير المال والمجلس المركزي وانا، والسؤال الاول الذي طرحته كان ماذا سأجيب عندما أُسأل عن الدولار ولكنني لم ألق جواباً”.

وقال سلام: “العملة اللبنانية كانت مقنعة واستغلت واستهلكت واغتصبت بارتفاع الدولار بسبب السياسات المالية المتبعة والتي دمرت البلد وسلمتنا اياه على هذه الحال، وقد كانت مبنية على استيراد اكثر من 90 المئة من البضائع التي يستهلكها المواطن في كل المجالات”.

وتابع: “أؤكد أنني سأفتح الباب على مصراعيه في موضوع التسعير بالدولار، واذا استغلت السوبرماركات هذه الخطوة الجديدة عندها يجب فتح ملفاتها في الجرائم المالية ومحاسبتها على انها تسرق مأكل الشعب ومشربه”. واردف: “من حق المواطن عندما يدخل الى السوبرماركت معرفة التسعيرة التي سيشتري وفقها حاجياته، وهذه الخطوة لا تؤثر سلباً على من يقبض باللبناني ولا ترفع الاسعار. لقد اتصل بي احد اصحاب السوبرماركت وابلغني ان هذا الامر لا يناسبه وقد حاسبته على قوله. آمل ان يحدد هذا المؤشر مهامه ونصل الى مبتغانا”. وأكد انه قبل اليوم “كان المستهلك يدخل الى السوبرماركت لشراء سلعة سعرها 200 الف ليرة ليجد سعرها بعد ايام قد ارتفع الى 280 الفاً ثم الى 360 الفاً، فيشتريها من دون معرفة النسبة التي سعرت السوبرماركت على اساسها، وبالتالي يكون سعر الدولار 60 الفاً والبضاعة تسعر على الـ 70 الفاً، وهكذا دواليك”. وتابع: “السعر بالليرة كان قناعاً لاستغلال العملة، وطباعة الليرة أجبرتنا على حمل رزم من النقود للتبضع. الطباعة تؤدي الى التضخم، ومن خلال الدولرة في السوبرماركت ممنوع اجبار المستهلك على الدفع بالدولار، ويترك له الخيار. اليوم بدأ وضع تسعيرة الدولار على باب السوبرماركات منعا لاستغلال المستهلك ولتمكينه من المقارنة بين سوبرماركت وآخر، وهذا يعزز المنافسة. هناك محال سوبرماركت كانت تزيد 30 و 40 في المئة على ارباحها من خلال التسعير بالليرة لتغطية هوامش ربحها في حين ان معظم الناس تتقاضى رواتبها بالليرة ولا سيما القطاع العام”. وأردف: “هذه الآلية الاستثنائية تحمي المواطن من سرقة بحوالى 20 في المئة كحد ادنى، وسنرى ان بعض السوبرماركات سيعمد الى التسعير بسعر صرف اقل من غيره. هذه الآلية ليست مثالية ولكنها أكثر رحمة. نحن نفكر بأوضاع المستهلك لا سيما بعد تسجيل سعر الصرف خلال شهرين ثلاثة اضعاف ارتفاعه خلال 3 سنوات”.

وختم: “النظام المالي القديم انتهى، وليس باستطاعة أحد لملمته”.

مصدرنداء الوطن
المادة السابقةالـ”كابيتال كونترول”… مشروع قانون يحمي أم ينهي الإيداعات والمودعين؟
المقالة القادمةتسعيرة جديدة لربطة الخبز