تتزاحم عروض الصناعة في معرض «صناعتي 2» بهدف ترويج فرص استثمارية. صناعة تجميعية، وصناعات زراعية مختلفة… كلّهم يقدّمون منتجات فيها قيمة مضافة محلية تتراوح بين المنخفضة والمرتفعة جداً. صحيح أنه لم يتح للصناعة في لبنان أن ترتقي عالياً، إنما المبادرات الفردية ما زالت تقود عمليات التطوير. والصناعة في لبنان هي فعل مقاومة في بيئة كانت تركّز على استيراد المنتجات الجاهزة في مجالات كثيرة، إذ يستورد لبنان سلعاً بقيمة 19 مليار دولار مقابل تصدير بقيمة 3 مليارات دولار. هكذا بدت أحوال العارضين، أمس، إذ يندر أن تتاح لهم فرص «على أرضهم» قادرة على استقطاب المستثمرين. اللافت أن هذا المعرض يأتي في ظل أوضاع أمنية غير مستقرّة، لكن ذلك لم يمنع من المشاركة فيه باعتباره يمثّل فرصة حقيقية لعرض القدرات المحلية. معن الخليل، الذي يرأس بلدية الغبيري، شارك في المعرض بوصفه صناعياً يملك مؤسسة ots لصناعة المولدات الكهربائية. يعتقد أن مشاركته في النسخة الثانية من هذا المعرض هي «دلالة على نجاح التجربة»، ويعيد السبب إلى كون المعرض يقدّم فرصاً للمستثمرين الراغبين في البحث عن شراكات صناعية محلية أو للبحث عن منتجات محلية بقدرات تنافسية. ومثله يفكر نادر ياسين، مالك شركة «ضيعاوي» لتصنيع المواد الغذائية العضوية. ورغم أن الرجل نزح من قرية حولا الحدودية، ورغم أن كلفة التصنيع مرتفعة، إلا أنه أصرّ على استئناف التصنيع، آملاً أن يكون المعرض على حجم التوقّعات التي تفتح مجالاً لتسويق المنتجات في الخارج. والأمر نفسه ينطبق على طيبة الديراني التي تدير مشروعاً لتجفيف الفواكه اسمه Fun Fru.
شاركت في المعرض الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث بهدف تعريف الزوار على المباريات العلمية التي تنظّمها للطلاب الذين يشاركون في معارض دولية من جهة، ومن جهة أخرى لتأمين مستثمرين يتبنّون ابتكارات الطلاب ومشاريعهم.
«صناعتي 2»، الذي انطلق أمس في مجمّع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، يطغى عليه الطابع الصناعي الأكثر انتشاراً في لبنان، أي الصناعات الغذائية التي تمثّل فيه 35% من مجموع العارضين البالغ 112 عارضاً، إلى جانب صناعات أخرى مثل المنسوجات والألبسة والطاقة والإلكترونيات والبرمجة والذكاء الاصطناعي والمجوهرات والكيميائيات والصناعة الطبية والعطرية وصناعات التعدين وغيرها.