نفد صبر أصحاب المصارف في صيدا أمس من «شباب المصرف» الذين عكفوا في الأيام الماضية على إجبارها على صرف مستحقات المودعين. أثناء الجولة اليومية على المصارف للمجموعة المنبثقة من اعتصام إيليا، تعرض الناشطون للضرب من قبل القوى الأمنية المنتشرة أمام فرع بنك الاعتماد اللبناني أثناء محاولتهم مؤازرة المواطنين لنيل أموالهم المحتجزة. إصابة أحد الشبان استدعت نقله إلى المستشفى للعلاج. وإزاء الاعتداء، دعا حراك صيدا إلى الاعتصام صباح اليوم أمام ذلك المصرف. اعتداء أمس عكس غيظ أصحاب المصارف مما استطاعت الجولة تحقيقه لأصحاب الحقوق، ولا سيما في زمن الأعياد. فيما قامت مصارف أخرى بإقفال أبوابها لمنع الناشطين من الدخول. في مشهد مماثل، دخل «شباب المصرف» إلى عدد من المصارف حيث هتفوا ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وأجبروا الموظفين على صرف أموال المودعين على قدر حاجة أصحابها وليس ضمن السقف المنخفض الذي يحدده المصرف. تحت شعار «بدي مصرياتي»، آزر الشباب والشابات المواطنين الذين كانوا يتعرضون للإذلال على الصناديق. في بنك عوده، فوجئوا خلال جولتهم برجل مسن يصرخ بوجه الموظفين الذين يرفضون صرف المبلغ الذي يطلبه من حسابه. وبعد تدخل المجموعة، اضطر المدير إلى صرف ألفي دولار أميركي. وفي بنك «فرست ناشونال»، تمكنت سيدة صيداوية، بدعم المجموعة من قبض 1700 يورو لتدفع قسط الجامعة لابنتها، بعدما كانت إدارته قد تمنعت لأيام.
عزز حراك «شباب المصرف» غضب الناس على أداء المصرفيين، ولا سيما ضد صغار المودعين وأصحاب الأجور التي تصرف عبر المصارف. حافزه المباشر كان فشل عدد من موظفي ومعلمي مدارس المقاصد في قبض رواتبهم بعد رفض المصارف صرف الشيكات التي بحوزتهم. قدرة المجموعة على إجبار المصارف على صرف الأموال، دفع بالبعض المتعثر إلى طلب عون المجموعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر زيارة اعتصام إيليا ودعوة الناشطين لاصطحابه إلى المصرف. وكان ناشطو إيليا قد باشروا بعيد انطلاق الانتفاضة الشعبية في 17 تشرين الأول الماضي بتنظيم تحركات دائمة أمام فرع مصرف لبنان في المدينة.