طارت “اللحمة المدعومة” ولا أسماك نافقة في “الميرة”

مع المخاوف تتوالى الازمات، إذ ما كادت احدى الشركات المستوردة للحوم في منطقة صيدا تعلن انها اوقفت تسليم اللحوم المدعومة بسبب تراكم فواتيرها لعدّة شحنات سابقة (5 شحنات منذ شباط وآذار الماضيين)، والتي ما زالت عالقة من دون تحويل في مصرف لبنان، حتى سادت الفوضى والارباك السوق والجزّارين، طارت اللحمة المدعومة ومعها ما تبقّى من لقمة الفقير والتي بات ينتظر شراءها بالمناسبات.

ويؤكد رئيس نقابة القصّابين في صيدا علي الدرّة لـ”نداء الوطن” أنّ “الفوضى باتت تتحكّم بالسوق، لجهة تسليم اللحوم المدعومة ونوعيتها ووزنها وكلفة تسليمها من مسلخ صيدا، او لجهة بيع الجزّارين لها للمواطنين، وما اذا كانت نظيفة وخالية من الدهون والشحوم، وكل شيء له سعر يختلف بين محلّ وآخر”، مشيراً الى أنّ “التجار باتوا يسلمون الجزّارين “عجولاً” من الوزن الصغير، اي أنّ العظم اكثر من اللحم، خلافاً للسابق وعلى قاعدة “اذا مش عاجبك ما تاخد”، موضحاً أنّ “سعر الكيلو يتراوح بين 45 حتى 60 ألفاً، لأنّ الزبون يفضّل أن يأخذ اللحمة خالية من الدهون”.

في المقابل، أوضح رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي لـ”نداء الوطن” أنّه “من اليوم وصاعداً لم يعد هناك لحوم مدعومة في المسلخ، لأنّ غالبية الجزّارين لا يلتزمون بالتسعيرة، وبعضهم يفضّل الربح الوفير على الالتزام بالتسعيرة المحدّدة”، وأكّد أنّه “تمنّى أكثر من مرة عليهم مراعاة ظروف الناس والاكتفاء بالربح القليل وتيسير امور الناس في ظلّ ازمة معيشية خانقة”.

الى جانب اللحوم، يسود سوق بيع الدواجن الارباك ايضاً مع ارتفاع الاسعار باطراد ارتباطاً بسعر صرف الدولار الاميركي، في وقت نفى فيه اصحاب محال البيع أن يكونوا تبلّغوا حتى الآن رفع الدعم، ولكن هناك مؤشرات جدية لذلك وهذه المرحلة هي “تهيئة”، فيما بدأ رفع الدعم عن بعض المواد الاستهلاكية تدريجياً، وسط فقدان الكثير من الاصناف أو وجودها بكمّيات قليلة، حيث أوضحت مصادر مطلعة أنّ الاسعار سترتفع ثلاثة اضعاف عن السعر الحالي المدعوم، اما الاصناف الباقية فستبقى على حالها في حال استقرّ سعر صرف الدولار الاميركي.

وبين اللحوم والدواجن، أكّدت “كبسة” مراقبي مصلحة الاقتصاد على سوق السمك بالجملة “الميرة” في المدينة، بمؤازرة قوة من مكتب أمن الدولة الاقليمي في الجنوب أن لا اسماك نافقة فيها، في معرض التحقّق من عدم إدخال صياديها اسماك “الكارب” وبيعها للزبائن، بعد نفوق كمّيات كبيرة منها في بحيرة القرعون بسبب ارتفاع منسوب التلوث واصابتها بفيروس.

مصدرنداء الوطن - محمد دهشة
المادة السابقةهل يحجز القضاء على “الاحتياطي الإلزامي”؟
المقالة القادمةيحرقون الإطارات لاستخراج الحديد وبيعه والمحافظ يتحرّك