يرى محللون أن العملات الآسيوية تتجه للارتفاع مقابل الدولار خلال العام المقبل 2021، مستفيدة من ارتفاع حجم الصادرات وزيادة التدفقات الرأسمالية الغربية، إضافة إلى التوسع الحاصل في الكتلة النقدية الدولارية. في هذا الصدد، يقول محللو أسعار الصرف بمجموعة “أيه أن زد” المصرفية الأسترالية النيوزيلندية إن اليوان الصيني مرشح للارتفاع بمعدل كبير مقارنة بعملات آسيا الأخرى خلال العام المقبل.
ويقول تحليل بمجموعة “أيه أن زد” المصرفية، بهذا الشأن، إن “اليوان الصيني يتم التعامل فيه في الأسواق حالياً بأقل من سعر صرفه الحقيقي، وإن الحكومة الصينية يبدو أنها مرتاحة للسماح لليوان الصيني بالارتفاع خلال العام المقبل”. يحدث هذا الارتياح بسبب رغبة حكومة بكين في تدويل عملتها خلال السنوات المقبلة في إطار استراتيجية المنافسة مع الولايات المتحدة على الأسواق والتسويات المالية والتجارية. ولكن اليوان ليس وحده من سيستفيد من التدفقات المالية الغربية للأسواق الآسيوية، فمن المتوقع أن تستفيد جميع عملات جنوب شرقي آسيا.
وحتى الآن شهد الدولار التايواني أكبر ارتفاعاته خلال الشهر الجاري، كما ارتفع سعر صرف الروبية الهندية والريجنت الماليزي والروبية الأندونيسية. ومن المتوقع أن يستفيد سعر صرف اليوان كذلك من الزيادة الكبيرة في الكتلة النقدية الدولارية والتي يتوقع أن تتواصل في العام المقبل مع زيادة عمليات التحفيز ومشتريات “الريبو” التي ينفذها مجلس الاحتياط الفيدرالي لمساعدة الاقتصاد الأميركي على الخروج من الركود إلى النمو.
وبحسب تغريدة لخبير العملات الأميركي، سيفن هينريش، فإن الكتلة الدولارية ارتفعت بين 17 و23 نوفمبر/ تشرين الثاني بنحو 500 مليار دولار، وفي الأسبوع التالي ارتفعت بنحو 210 مليارات دولار، وهو ما يعني أن الكتلة الدولارية توسعت في أسبوعين بنحو 710 مليارات دولار. وهذا المستوى من التوسع في الكتلة النقدية سيدفع بالتأكيد الدولار نحو التراجع في أسواق الصرف.
لكن مصرف “بي أن بي باريبا” الفرنسي يستبعد أن يقود تحسن سعر صرف العملة الصينية إلى تحسين موقعها التداولي، أو أن تصبح عملة دولية مثل العملات الحرة الأخرى. ويرى كبير خبراء الاقتصاد بمصرف “بي أن بي باريبا” الفرنسي في الصين، جي لاي، أن الصين تحتاج إلى تحقيق عاملين حتى تتمكن من تحويل عملتها اليوان من عملة محلية إلى عملة دولية، وهذان العاملان هما فتح الأسواق الصينية أمام تدفق رأس المال الأجنبي وإلغاء القوانين التي تحدّ من تحويل اليوان للخارج.
ويرى لاي في تعليقات نقلتها قناة “سي أن بي سي” الأميركية الأسبوع الماضي أن اليوان ليس مثل الدولار والين الياباني والعملات الحرة الأخرى التي يتحدد سعر صرفها بناءً على قوى العرض والطلب في السوق الحر.
ويقول إن الصين لديها نظام تحكم نقدي صارم لتحديد هامش حركة اليوان في السوق المحلي، كما أن كمية اليوانات المعومة في مراكز الأفشور كميات ضئيلة. ويتم تعويم اليوان في مراكز هونغ كونغ وسنغافورة فقط.