عندما تضيق آفاق “أبل”.. هذا العملاق مستعد لخطف الأضواء!

تعد “أبل” واحدة من أفضل الشركات على الإطلاق، إذ كانت رائدة في قطاع التكنولوجيا منذ أيامها الأولى وساعدت منتجاتها في دفع سعر سهمها نحو الأعلى، مما يجعلها واحدة من أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية.

وعلى الرغم من حجمها الهائل، تواصل “أبل” تحقيق النمو، ومع ذلك فإن حجم الشركة يثقل كاهل معدل نموها، وإذا استمر اتجاه النمو الأخير فمن غير المرجح أن يتطابق أداء سعر سهم “أبل” في العقد المقبل مع ما حققه في الماضي.

في المقابل، هناك العديد من أسهم شركات التكنولوجيا الرائدة الأخرى التي تتمتع بآفاق أفضل من “أبل”، والتي يمكن للمستثمرين النظر إليها، على رأسها Tencent Holdings، بحسب تحليل لشركة الاستشارات المالية The Motley Fool.

وظهرت شركة التكنولوجية الكبرى Tencent كلاعب أول في الصين عبر قطاعات أعمال متعددة: الألعاب الإلكترونية والمراسلة عبر الهاتف المحمول، وخدمات الفيديو والدفع عبر الإنترنت، والموسيقى. على سبيل المثال لا الحصر، لدى تطبيق الوسائط الاجتماعية الرائد WeChat التابع لها، 1.2 مليار مستخدم نشط شهرياً (MAUs)، ويأتي خلف “فيسبوك” فقط الذي لديه 2.7 مليار (MAUs).

بدأت Tencent كشركة ذات منتج واحد تركز على QQ، برنامج المراسلة الفورية الذي اشتهر في أواخر التسعينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين. وحقق المنتج نجاحاً كبيراً بين المستخدمين، مما جعله برنامج المراسلة الفورية الفعلي في الصين خلال عصر الكمبيوتر الشخصي.

واصلت Tencent بعد ذلك تقديم خدمات إضافية – ألعاب عبر الإنترنت، ترفيه، أخبار، وغير ذلك – لمئات الملايين من المستخدمين، لتطلق WeChat بعد ذلك، التطبيق الذي يعد نسخة متطورة من QQ مصممة لعصر الهاتف المحمول.

لماذا تعتبر Tencent ناجحة؟
من بين كل الأمور التي ساهمت في نجاح Tencent، عاملان بارزان، قاعدة المستخدمين الهائلة الخاصة بها ونموذج أعمالها المتنوع.

الأول هو نتيجة ريادة Tencent في أدوات المراسلة الاجتماعية، والتي تحظى بشعبية كبيرة بين المستخدمين الصينيين بفضل تأثير الشبكة القوي، حيث يجعل كل مستخدم إضافي شبكته أكثر قيمة لجميع المستخدمين الحاليين.

وعلى عكس نظرائه مثل WhatsApp، الذي لا يزال تطبيقاً للمراسلة بشكل أساسي، ذهب WeChat إلى أبعد من ذلك من خلال تقديم جميع أنواع الخدمات الأخرى، بما في ذلك التجارة الإلكترونية وطلب الطعام عبر الإنترنت والمدفوعات والمدونات والألعاب والموسيقى.

ولا تقوي هذه الخدمات الإضافية ارتباط المستخدمسن بـ WeChat فحسب، بل أصبحت أيضاً مصادر دخل جديدة لشركة Tencent.

النتيجة، بحسب التحليل، كانت تكتلا تكنولوجياً متنوعاً ومربحاً. فبين العام 2004، عام الاكتتاب الأولي للشركة، والعام 2019، زادت Tencent إيراداتها وصافي أرباحها بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) قارب 50%.

ويبدو أن نموذج العمل الخاص بالشركة ينطوي على مخاطر لكونه نموذجاً “يجمع كثيراً من المهن ولا يتقن أي شيء”، لكن بدلاً من القيام بكل شيء بمفردها، تمتلك Tencent شراكات واسعة (بما في ذلك حصص) مع شركات أخرى في مجالات مثل التجارة الإلكترونية وتوصيل الطعام عبر الإنترنت.

نقطة القوة
لا يعرف العديد من المستثمرين أن Tencent هي على الأرجح واحدة من بين الأفضل في تخصيص رأس المال حول العالم. ووفقًا لـ South China Morning Post، استثمرت Tencent في حوالي 700 شركة على مدار العقد المنتهي في 2019، العديد منها إما أصبح عاماًّ أو unicorns أي شركات خاصة تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار.

بعض استثماراتها المعروفة هي Pinduoduo و Meituan و JD و Sea Ltd وEPIC games و Didi، حيث تمتلك Tencent أكثر من 10٪ في كل من تلك الشركات. كما أنها تمتلك حصصاً أقلية في شركات رائدة مثل Tesla و Snap و Spotify و Uber. وحتى 30 يونيو، بلغت قيمة هذه الاستثمارات نحو 77 مليار دولار.

هذه الشركات رائدة في مجالات تخصصها، وتستفيد Tencent من استمرارها في النمو. ومع تدفقاتها النقدية القادمة كل عام، من المرجح أن تواصل Tencent استثماراتها في شركات أخرى لخلق قيمة لمساهميها.

ويتوقع تحليل The Motley Fool مستقبلاً مشرقاً لـ Tencent بنفس قدر ماضيها، إن لم يكن أكثر إشراقاً!

ويقول إن لديها إمكانات هائلة لتنمية أعمالها الحالية في مجال الإعلان والتكنولوجيا المالية والرعاية الصحية، وكذلك توسيع أعمالها الأصغر الموجهة للمؤسسات مثل الحوسبة السحابية.

وبالعودة إلى قيمتها السوقية، فعند حوالي 745 مليار دولار تعد Tencent شركة عملاقة بالفعل. لكن بعد عقد من الآن، قد يكون الأمر أكثر قيمة. فلديها فرصة جيدة للتفوق على “أبل” بفضل حجمها الأصغر واستراتيجياتها المؤكدة لتخصيص رأس المال، وفقاً لتحليل شركة الاستشارات المالية The Motley Fool.

 

مصدرالعربية
المادة السابقةوزير الخارجية الصيني يؤكد التزام بلاده باتفاق التجارة مع أميركا
المقالة القادمةالصناعة السعودية: 9563 مصنعاً برأسمال يتجاوز تريليون ريال بالمملكة