غداً عيد العمال .. “عيدٌ بأية حالٍ عدت يا عيدُ؟!

ها قد أطل الاول من ايار، عيد العمال العالمي. عيد قد لا يبث الفرح في قلب لبنان غداً. فلطالما كان الواقع العمالي في لبنان قاسٍ، فكيف اذا كان يتزامن مع قلق ومخاوف اقتصادية ومالية بلغت ذروتها وسط تهويل بإنهيار يطرق الأبواب.

انهار اقتصاد لبنان وماليته ام لا، يبقى واقع العمال يحتاج الى التفاتة خاصة في ظل ارتفاع حالات الصرف التعسفي بسبب تدهور واقع الشركات واقفال عدد كبير منها. اضافة الى اشتداد مزاحمة اليد العاملة السورية التي ادت في السنوات الأخيرة الى ارتفاع معدلات البطالة بشكل كبير. ويضاف اليها مشاكل قديمة اضحت كخبز العاملين اليومي من ضعف تقديمات الضمان الإجتماعي وسوء ظروف العمل ..

كما ان المستجد مؤخراً على الساحة العمالية، استهداف العمال عبر استهداف الاتحاد العمالي العام بشخص رئيسه الذي استدعي الى القضاء على اثر خلاف نشب مع وزير الاقتصاد السابق رائد خوري. ويبقى المشهد الاكثر قساوة هو عدم القدرة على لم الشمل العمالي، الامر الذي قد يعتبر طبيعياً في ظل وجود ما يزيد عن 500 نقابة في لبنان.

قد نقول: ما أضعف العيش لولا فسحة الأمل .. ولكن

أي امل للعمال البالغ عددهم مليون و400 الف عامل، والذين يعمل 73% في قطاعي الخدمات والتجارة ان كان قد اعلن عن اقفال ما يزيد عن 180 محل في بيروت .. الامر الذي شكل صدمة لكافة المتابعين واشار الى ان قطاعي الخدمات والتجارة يعانيان من نكبة.

اما في القطاعات الإنتاجية والتي تحتضن 18% من مجمل عمال لبنان، قد يسرق العمال بعض الآمال من جعبة خطة ماكنزي التي شددت على ضرورة ايلاء هذه القطاعات الاهمية للازمة .. لكن الصبر مطلوب وضروري الى حين تنفيذ هذه الخطة ..

وحده الإيمان بالوطن مطلوب في هذا العيد .. وطن ان تعثّر لا يسقط .. وطنٌ يجتهد عماله كل يوم لتامين لقمة عيشهم في حين يتلهى المسؤولون في بدع خلافية تنشأ من هناك وهنا، بحجة الدفاع عن مصالحهم.

كلمة حق تقال لأولئك المتخاصمين: جهودكم البناءة للنهوض بهذا الوطن وحدها تحمي لبنان وعماله.

كل عام وعمال لبنان بألف خير.

مصدرlebanoneconomy.net
المادة السابقةلبنان يواجه كارثة .. نسب البطالة قد تلامس الـ50%
المقالة القادمةمشكلة جديدة قد تنتظر لبنان في ملف النفط!