اختارت شركة غوغل الأميركية الرهان على آفاق وظائف الذكاء الاصطناعي في الجيل الجديد من هواتفها الذكية، من خلال جهازها بيكسل 8 برو.
ويأتي هذا الاتجاه بينما الكثير من المصنعين باستثناء هواوي الصينية، التي بدأت في طرح أجهزة مدعومة بهذه التقنية في 2018، لا يزالون في خطواتهم الأولى في هذا المضمار.
وكشفت غوغل الأربعاء الماضي عن مجموعتها الجديدة من هواتف بيكسل الذكية، تضمّ هاتفا مهنيا معززا بتقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهي تكنولوجيا باتت تحويها معظم السلع والخدمات المتصلة التي أُطلقت هذه السنة.
ويمكن لهاتف بيكسل 8 برو الذي يتميّز بشريحة قوية أن ينفّذ بعض وظائف الذكاء الاصطناعي على الجهاز نفسه، بدل معالجة البيانات من بعد عبر خوادم، وهي عملية تتطلّب الكثير من النطاق الترددي.
وخلال حدث تسويقي في نيويورك، قال نائب رئيس المجموعة المسؤول عن الأجهزة والخدمات ريك أوسترلو إنّ الهاتف يمثل “إنجازا كبيرا”، مضيفا “سيكون بيكسل 8 برو أوّل هاتف ذكي مزوّد بنظام الذكاء الاصطناعي الخاص به للصور”.
وستعمل هذه التقنية المتقدمة في الهاتف الجديد البالغ سعره 999 دولارا على تحسين الأدوات الموجودة أصلا في الهاتف كتعديل الصور، لكنّ الهدف منها هو أن تؤدي وظائف أخرى.
وهذه التكنولوجيا التي ابتُكرت لمساعدة البشر في إنتاجيتهم، تشهد سوقها تغييرات متسارعة منذ ابتكار الذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على إنتاج مختلف أنواع المحتوى من نصوص وصور وأصوات استنادا إلى طلب بسيط بلغة شائعة.
وتتسابق شركات التكنولوجيا الكبرى أبرزها غوغل ومايكروسوفت، لتكون في طليعة ناشري أدوات من شأنها توفير الوقت للبشر.
وستختبر هواتف بيكسل ميزات من بارد، وهو روبوت المحادثة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي الخاص بغوغل، والمنافس لتشات جي.بي.تي من شركة أوبن أي.آي.
وعلى المدى البعيد، يُتوقّع أن يوفّر هذا المساعد الآلي المساعدة لمستخدم الهاتف في الوقت الفعلي، كأن يختار له أفضل طريق للتنزه أو تلخيص رسائل إلكترونية أو تنظيم حفلة عيد ميلاد.
وقالت نائب رئيس غوغل مونيكا جوبتا إنّ هذا الإنجاز “خطوة تقرّبنا من هدفنا المتمثل في ابتكار أكثر مساعد شخصي آلي مفيد في العالم”.
وتابعت “إنه يجمع بين المساعدة الشخصية والقدرة على التفكير وإنشاء المحتوى”، مضيفة “يمكنه أن يسمع ويتحدث ويرى، ويستطيع أيضا أداء مهام تساعد المستخدم مباشرة في جهازه”.
وكانت أوبن أي.آي قد أعلنت مؤخرا أنّها أدخلت تحديثا على برنامجها للذكاء الاصطناعي تشات جي.بي.تي سيجعله قادرا على التفاعل بالصوت والصورة مع المستخدمين.
وقريبا، سيتمكّن البرنامج من الردّ على أي طلب مرتبط بصورة، بالإضافة إلى الدردشة شفهيا مع مستخدميه.
والأسبوع الماضي كشفت مجموعة ميتا عن روبوتات دردشة تعمل بالذكاء الاصطناعي قابلة للتكييف مع متطلبات المستخدمين، وأجهزة جديدة تعمل بالواقعين المعزز والافتراضي.
وقدم رئيس ميتا التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها مارك زوكربيرغ برنامج الدردشة العام ميتا أي.آي، إضافة إلى شخصيتي “بيكا” و”ماكس”، وهما من بين 28 شخصية افتراضية مصممة للتفاعل مع المستخدمين.
وأعلنت أمازون من جانبها، عن تحديث مساعدها الصوتي أليكسا ليكون قادرا على العمل بأسلوب إنساني أكثر وبذكاء أكبر.
وعلى غرار ما أكدته شركات أخرى، أشارت غوغل إلى أنّ عددا كبيرا من خصائص الذكاء الاصطناعي الجديدة هي في مرحلة أولية وسيتم تحسينها تدريجا.
وتعتزم المجموعة الأميركية التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، تزويد هاتف بيكسل 8 برو بمستشعر لقياس درجة حرارة الجسم، في انتظار موافقة السلطات الأميركية.