عدّل «غولدمان ساكس» توقعاته للطلب العالمي على النفط لهذا العام بالرفع، لكن مع الإبقاء على توقعاته لسعر خام برنت على مدى 12 شهراً عند 93 دولاراً للبرميل، إذ عوضت زيادة المخزونات أثر الدعم الذي حصل عليه الطلب من انحسار التشاؤم حيال توقعات النمو.
فقد أشارت تقديرات محللي «غولدمان ساكس» إلى قفزة في الطلب العالمي على النفط إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 102.8 مليون برميل يومياً في يوليو (تموز)، وتوقعوا أن تؤدي قوة الطلب إلى عجز أكبر من المتوقع يبلغ 1.8 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من هذا العام و0.6 مليون برميل يومياً في 2024.
وكتب المحللون في مذكرة أن تراجع مخاطر الركود وجهداً قوياً من منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) لزيادة دعم الأسعار يدعمان توقعات «غولدمان» بارتفاع أسعار النفط وتراجع التقلبات.
وتوقع محللو «غولدمان» استمرار التخفيضات السعودية الإضافية التي تبلغ مليون برميل يومياً خلال سبتمبر (أيلول) وتقليصها إلى النصف اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول).
وارتفعت أسعار النفط بالقرب من أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر، خلال جلسة الاثنين، وتتجه لتحقيق أكبر مكاسب شهرية لها في أكثر من عام وسط توقعات بأن تمدد السعودية الخفض الطوعي للإنتاج إلى سبتمبر (أيلول)، وشح الإمدادات العالمية.
وبحلول الساعة 14:35 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.9 في المائة إلى 85.25 دولار للبرميل. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1 في المائة ليسجل 81.51 دولار للبرميل.
كان برنت وغرب تكساس الوسيط قد استقرا يوم الجمعة، آخر تداولات الأسبوع، عند أعلى مستوياتهما منذ أبريل (نيسان) ليستمرا في تحقيق مكاسب للأسبوع الخامس على التوالي بعد أن تلقت الأسعار دعماً جراء شح إمدادات النفط العالمية وتوقعات بإنهاء رفع أسعار الفائدة الأميركية. والخامان في طريقهما لإنهاء شهر يوليو (تموز) بتحقيق أكبر مكاسب شهرية منذ يناير (كانون الثاني) 2022.
إلى ذلك، قال وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، إن إيرادات موازنة البلاد من المصادر بخلاف النفط والغاز ستزيد بنحو تريليون روبل (10.99 مليار دولار) على المخطط لها لهذا العام، وتأمل موسكو في تسجيل المزيد من صفقات التخارج التي تشمل شركات أجنبية.
وسجلت روسيا عجزاً في النصف الأول بلغ نحو 28 مليار دولار، نتيجة زيادة الإنفاق العسكري وتراجع عائدات الطاقة الذي بلغ 47 في المائة على أساس سنوي. والإيرادات المخطط لها غير المرتبطة بالطاقة في 2023 هي 17.19 تريليون روبل.
وقال سيلوانوف في مقابلة مع وكالة «تاس» نُشرت (الاثنين): «حجم الإيرادات غير النفطية وإيرادات الغاز يزيد على المخطط. ووفقاً للتقديرات، ستزيد تريليون روبل بسبب زيادة ضريبة القيمة المضافة وضرائب المبيعات على السلع الوسيطة والرأسمالية وضريبة تُفرض لمرة واحدة على الأرباح الاستثنائية للشركات».
كما أشار إلى أن الوزارة منفتحة على زيادة نسبة الأموال التي تذهب إلى الميزانية الروسية من الصفقات التي تنطوي على تخارج شركات أجنبية.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، طالبت لجنة حكومية الشركات التي تغادر روسيا ببيع أنشطتها بنصف السعر على الأقل وبدأت في المطالبة بنسبة 10 في المائة من قيم الصفقات للميزانية الاتحادية، فيما وصفتها وزارة الخزانة الأميركية باسم «ضريبة على التخارج».
كما قال الوزير إن الاقتصاد الروسي سينمو بأكثر من 2 في المائة هذا العام، وإن عجز الميزانية الاتحادية سيتراوح بين 2 في المائة و2.5 في المائة من حجم الناتج المحلي الإجمالي. وأضاف أن تراجع الروبل الروسي في الآونة الأخيرة كان سببه الميزان التجاري للبلاد، مشيراً إلى أن القدرة على التنبؤ بسعر الصرف مهمة جداً بالنسبة إلى الوزارة.