عقد وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس مؤتمرا صحافيا في مكتبه في الوزارة، تناول خلاله الدراسة والإجراءات التي تم اتخاذها في شأن الانهيار في شكا، وأعلن عن فتح الطريق في اتجاه بيروت – الشمال وشكا – بيروت، حيث أصبحت الطريق سالكة على خطين متوازيين ولم تشهد أي زحمة سير.
وقال فنيانوس الجميع يذكر كميات الامطار التي هطلت والتي تجاوزت بنسبة العشرين في المئة السنوات السابقة، اي بنحو 55 في المئة عن المعدل العام، نتيجة ذلك حصلت تحركات جبلية ادت الى انزلاق في التربة واقفلت طريق شكا في اتجاه بيروت، ومنذ ذلك الوقت الوزارة تقوم بما يلزم من دراسات وابحاث لهذا الانهيار، بعد صدور نتيجة التقارير من قبل مهندسي الوزارة التي أكدت أنه يجب الاستعانة بخبراء للكشف على التربة لمعرفة ما حصل بالتحديد، وتبين نتيجة الأبحاث والدراسات ان هذه التربة عندما تتسرب المياه الى داخلها تتمدد، وهذا التمدد أدى الى الانهيار”.
وأضاف: “منذ تلك اللحظة ونحن على متابعة دقيقة مع المختصين لإيجاد الحلول اللازمة والجذرية لا الموقتة”، مشيرا الى أن وزارة الاشغال تعمل مثل كل الوزارات وليس فيها اعتمادات متوافرة، لذلك حاولنا ايجاد وسيلة لإزالة التراكمات التي سقطت من الاتربة بأقل كلفة ممكنة تسهيلا لأمور المواطن.
وخلال هذه الفترة عرضت علينا طروحات لوضع دراسات لإيجاد الحل من استشاريين ومكاتب هندسية، إلا ان هذه العروض تراوح مدتها فترة ثلاثة أشهر مقابل 200 الف دولار، وهناك أيضا مكاتب هندسية مقابل 200 مليون ليرة انما مدة الدراسة طويلة، ونحن كنا بحاجة الى وقت اقل لفتح الطريق امام الناس ولتخفيف المعاناة عنهم”.

وتابع: “زارني النائب نقولا نحاس والسيد بيار ضومط من شركة الترابة الوطنية واضعين نفسيهما بتصرف الوزارة للمساعدة في تأمين مبلغ من المال لحل هذا الموضوع، إلا أن الارقام التي طرحتها المكاتب الهندسية رواحت بين 3 او 4 مليار ليرة، كما عرضت علينا غرفة التجارة والصناعة بشخص رئيسها توفيق دبوسي خدماته من خلال المساهمة، لأن بقاء الطريق على هذا الوضع سيؤدي الى عرقلة عمل التجارة، وتولت اقليميات الوزارة في كل لبنان الكشف على كل الاضرار التي حصلت وصدر تقرير مفصل بكلفتها الاجمالية، كذلك قامت الهيئة العليا للإغاثة بتقدير الاضرار، وتبين انها متطابقة لتقرير الوزارة بشكل عام”.
واعتبر فنيانوس أن “الاعمال التي هي بحاجة الى تأهيل ترواح قيمتها بين 18 مليار ليرة لبنانية و25 مليارا كما قدرت الهيئة العليا للإغاثة”.
وأشار الى أن “لدينا ثلاثة انهيارات كبيرة حصلت وهي بحاجة الى معالجة فورية، وخلال اجتماعي مع رئيس الحكومة سعد الحريري في حضور وزراء الداخلية والزراعة والمال والمحافظين، قلت لهم انا متنازل عن هذا الحق في إصلاح الأضرار وتحويلها الى الهيئة العليا للإغاثة لسبب بسيط، لأن الاجراءات التي ستقوم بها وزارة الاشغال، بحسب الانظمة والقوانين المرعية الإجراء، ستقوم بوضع دفتر للشروط، وهذا الدفتر بعد الدراسة يذهب الى ادارة المناقصات، بعدها يكون هناك موافقة مسبقة ولاحقة من ديوان المحاسبة، وهذه العملية بحاجة الى وقت، لذلك أنا تنازلت لمصلحة الهيئة العليا للإغاثة لتقوم بالأعمال سريعا”، لافتا الى أن “الهيئة العليا للإغاثة اشارت الى ان الاموال غير متوافرة لهذه الاعمال الضخمة”.
وتوجه فنيانوس بالشكر لكل من عرض المساعدة، بدءا من الجامعة اللبنانية بشخص رئيسها فؤاد ايوب والعميد رفيق يونس والدكتور خيرالدين غلايني على التلبية السريعة بوضع دراسة اولية لهذا الموضوع، والكل يعلم ان الدولة اللبنانية الممثلة بوزارة الاشغال تقوم بإلتزامات لتنظيف الطرق والمجاري، وهذه السنة رغم كمية الامطار التي هطلت الا انه لم يحصل طوفان الا في نقطتين هما نهر الغدير وضبية، وقام وقتها المتعهد مارسيل كيروز بفتح فجوة كبيرة لتصريف الامطار، وهو مكلف الأعمال من بيروت الى الشمال، وعندما حصل الانهيار بدأ العمل على طرف الطريق في شكا، انما التعليمات كانت لديه من كل المهندسين حسب الدراسات، وهي واضحة، ان الجرافات لا تستطيع ازالة كمية الاتربة دفعة واحدة لأن نوعية هذه الاتربة ستسبب امتدادا وانهيارا للجبل، لذلك تريثنا في العمل حتى تجف التربة، وبدأت الاعمال حسب التعليمات، لذلك كان العمل بطيئا”، مشيرا الى وجود سبعة حوائط في تلك المنطقة واحد منها منهار بشكل كامل وواحد نصف منهار وهناك صخرة كبيرة، وبقي ثلاثة حيطان واقفة بشكل كامل طول الواحد منها بين المتر و130 مترا بارتفاع 17 مترا، وكان هناك تخوف، لذلك تريثنا قبل اي اجراء في هذا الموضوع”.
وأشار فنيانوس الى أن الدراسة التي وضعتها الجامعة اللبنانية جاءت تحت عنوان “شكا الحل والمسألة المسألة والحل”، وقد وصفت الوضع بشكل دقيق، موضحا أن “كلفة ما جرى حتى الان هي 11 ألفا و33 دولارا لبلدية البترون، وسنسدد لها هذا المبلغ و10 آلاف دولار للمركز الطوبوغرافي الذي وضع دراسة قدمت للجامعة اللبنانية، علما أن الجامعة اللبنانية لم تتقاض شيئا على ما قامت به، مشيرا الى أن جامعة البلمند عرضت المساعدة ونحن في انتظارها، كما أننا نتفاوض الان مع المتعهد كيروز حول الاعمال التي قام بها، وسمعنا كلاما اننا نريد توقيف المتعهد كيروز عن العمل لأننا نريد متعهد اخر يخصنا للقيام بالأعمال”.
وقال: “عندما أتى السيد بيار ضومط مع النائب نقولا نحاس وعرضوا الخدمات، قلت حينها هل نستطيع الاستفادة من التراب من خلال شركة الترابة؟ قيل لنا لا نستفيد منه، بل تستطيعون الاستفادة من خلال شركة هولسم، حينها طلبنا من شركة هولسم، مشكورة، أخذ التراب مقابل كلفة الاعمال، ما يعني ان الدولة اللبنانية لم تتكلف شيئا”.
وأعلن فنيانوس عن فتح الطريق امام السيارات مؤكدا أنه “لم يعد هناك اي انحرافات، وتم وضع خطي احتياط من الممكن استعمالهما في حال اي طارئ خلال أعمال المعالجة، وستبدأ الاعمال عندما تسمح الظروف المناخية، نظرا الى المخاطر المحتملة، وهناك عدد من الحلول ورؤية واضحة للموضوع”.
وشكر رئيس الحكومة سعد الحريري الذي تعهد بتحويل الاموال من الهيئة العليا للإغاثة الى وزارة الاشغال للقيام بالأعمال المطلوبة، وشكر ايضا كلا من الجامعة اللبنانية وجامعة البلمند وشركة “هولسم” للترابة وشركة الترابة الوطنية وكل من ساهم وقدم المساعدة.

المادة السابقةحيلة لمواجهة مشاكل شحن الهاتف وقابس السماعة
المقالة القادمةالسوق الموازية السعودية تتراجع 0.8% الى 3426 نقطة في ختام التداولات