في زمن الحرب والنزوح والانهيار المالي وسائل التدفئة تعدّدت حسب الإمكانيات المادّية

لأنّنا على أبواب فصل الشتاء، ولأنّ الأوضاع الاقتصادية والأمنية ليست بأفضل حالها، يتحضّر المواطن اللبناني بطريقةٍ مختلفةٍ هذا العام لتدفئة منزله ومكان عيشه.

ونظرًا للضيقة الماديّة، اختلفت الطرق والأساليب للتدفئة. فما هي؟ وما هي الصعوبات التي تواجه اللبنانيين اليوم سيّما النازحين منهم؟

في حديثه للدّيار، يقول رئيس بلدية القاع بشير مطر، “إنّ الجمعيات الإنسانية يوم كانت تُساعد وتُعيل النازحين السوريين، هي غائبة اليوم وغير مُكترثة لمساعدة النازحين اللبنانيين.

ولمن يعنيه الأمر: حوالي الـ4300 شخص موجودون في القاع، حاولوا الهرب من الحرب ليعيشوا في مناطق آمنة.

وحتّى الآن وسائل التدفئة غير مؤمّنة، والحرامات والفرشات غير كافية لأعدادهم، ولا يزالون حتّى الآن عرضة للبرد وللأمراض. ونحن في الوقت الراهن بحاجة إلى مستلزمات طبيّة وإلى جهوزية المستشفيات لتلبّي حاجات الجرحى وتداويهم.

وها نحنُ اليوم نواجه الإهمال الفاضح أكان من ناحية البرد وعدم وجود وسائل تدفئة أو من ناحية الحرب وما نتج عنها من أزمات أمنية واقتصادية”.

وأضاف: “الإجراءات لا ترقى لمستوى الأزمة والكارثة، بعد أن تعرّضنا لزلزل فجائي. ومن المفترض أن تكون الدولة قد تحضّرت لهذه الحرب الشرسة، على الأقل لندفع أقل ثمن كشعب لبناني. وها نحن اليوم ندفع ثمن غباء دولتنا للأسف.

أرضنا وملاجئنا ومستشفياتنا غير مجهّزة، ونريد أن نخوض حربًا؟ على الأقل تحضير المازوت والبطانيات. ولا سمح الله، في حال تكرّرت الانفجارات في بعلبك، مستشفياتها ستكون خارج نطاق الخدمة، ولا من مساعدٍ ولا معينٍ، لا من قبل الدفاع المدني ولا الصليب الأحمر ولا بنك الدم ولا أي مؤسسات أخرى. نستلم فقط بعض الحرامات والبطانيات والفرشات من قطر والسعودية. وندفع الثمن مضاعفًا”.

ويشير “على الساحل، لم تعد تدفئة المازوت تُلبّي الوضع المادّي، نظرًا لارتفاع سعر المازوت والمحروقات ككلّ. ولأنّنا نعيش أزمة كهرباء أكان من ناحية انقطاعها شبه الدّائم وارتفاع عدّاد الامبيراج، أصبح الإدّخار سيّد الموقف.

لذلك، معظم من يسكن على الساحل بات يشتري مروحة الهواء السّاخن، بحدود الـ15 والـ20 دولارا، لتدور على الربع امبير. وجميعها تُباع إمّا اونلاين أم في المحلات التجارية الكُبرى”.

ويؤكد طوني أحد أصحاب المحلات التجارية، “أنّ هذه المراوح تُعطى الهواء الساخن وتدفّي الغرفة وتخفّف نسبة الرطوبة بأقل تكاليف ممكنة. ونبيع منها بأعدادٍ هائلة. ومعظم من يعمل في مكاتب صغيرة يستخدمها أيضًا على اعتبارها أقل تكلفة من تلك التي تعمل على الكهرباء.

وعن المكيفات الهوائية التي تشتغل بالماء؟

يقول ” ُتعتبر هذه المكيفات من أفضل الوسائل لتدفئة الغرفة، على اعتبار أنّنا استبدلنا المازوت أو الغاز بالماء بالدرجة الاولى، والكهرباء بالدرجة الثانية، لأنّ مصروفها يعتبر جيّدًا ومناسبًا لأيامنا هذه.

هذه المكيفات على حدّ تعبيره، تُناسب الغرف الصغيرة والشقق السكنية الصغيرة أكثر من الأماكن الكبيرة. لكنّ وجودها أفضل من غيابه.

من مميزات هذا المكيّف أنّه يُحمل باليد، اقتصادي، آمن للأطفال وقابل للتنظيف في خمس دقائق”.

وحول التدفئة بالكهرباء والغاز؟

يشير “هذه الوسيلة تعدّ من أفضل الوسائل وأكثرها طلبًا. أولًا لأنّنا معتادون على شكلها، لأنّها بعينيّة واحدة أو عينيّتين، تمشي على الكهرباء ولكن بأمبير واحد أو نصف الأمبير. حجمها صغير وتُدار أيضًا على البطاريات، عند انقطاع الكهرباء. وهذه الوسيلة أيضًا مناسبة للنازحين في الخيم، في هذه الظروف المأساوية اليوم.

هذه الدفئة باتت تُستخدم في لبنان منذ بدء الأزمة، على اعتبار أنّ قنينة الغاز أوفر بكثير من المازوت أو من الكهرباء، لكنّها غر آمنة في حال وجود الأطفال في المنزل.

وتم صناعة وسائل جديدة منها، تحتوي على مكان شبيه بالفرن لتسخين الطعام أو الشاي وما إلى ذلك”.

اما عن صوبية “الايريكس” وهي من دون قسطل، “توفّر حتّى 30% من استهلاك المازوت. وهي من الأدوات الكهربائية التي تدور على المازوت بالكمية المعقولة. تُعطي الدفئ المطلوب والطلب عليها هائل اليوم، سيّما في المنازل الجبليّة والمطاعم”.

عصر الحطب “ولّى”

لا تزال الأزمة الإقتصاديّة مستمرّة، منعكسة على جميع أنواع السّلع والمواد سيّما المحروقات التي تحلّق أسعارها صعودًا. ولأنّ فصل الشتاء على الأبواب، حتّى عصر الحطب ولّى، لأنّ حطب السنديان، وإن وجد، باتت أسعاره بالنار.

وبحسب أحد تجّار الحطب، أسعار متر الحطب تبدأ من 70$ وهو حطب الدرّاق (وهو الأرخص)، ليأتي بعده حطب التفّاح والخوخ والمشمش واللوز وكلّ أنواع أشجار الفاكهة، والمتر منها أغلى بـ 20$، لكون نوع هذه الأشجار أقوى لدى الحرق وأكثر تدفئة.

أمّا حطب السنديان هذا العام، فهو موجود بكميات قليلة، لكون الجهات المعنيّة توقّفت عن إعطاء الرّخص احترامًا للبيئة. أمّا حطب التفّاح والخوخ والأكيديني فيباع المتر الواحد منهم بـ90 و100$..”

مصدرالديار - مارينا عندس
المادة السابقة“البيوت الجاهزة” إلى ما بعد الحرب..وتمويل الإعمار تحت المجهر!
المقالة القادمةالسوق السوداء للسلاح: الحرب والنزوح يتحكّمان بالأسعار!