لم يعد شهر أيلول، في لبنان، شهر الاستحقاقات التربوية، مع ما يحمله من هَوْل استحقاقات مالية على الأهلين، جراء التسجيل في المدارس والجامعات، وكذلك اللوازم المُرفقة بالتسجيل، من قرطاسية وزي مدرسي و”Activités scolaires”… لقد دخل صاحب المُولد الكهربائي المُنتهِز، على خط “إِمساكيّات” شهر الاستحقاقات المُميتة، دُخوله على كل فصول السنة، مُصطحِبا معه مُشغِّل المُولد، وجابي فواتيره، حتى شكل هذا الثلاثي المشؤوم، ضيفا ثقيل الدم وسَمِجا… لا بل وانتهازيا إلى أقصى الحدود وفي كل المَواسم!.
نقول هذا… مع الاعتذار الشديد من أصحاب المُوَلِّدات من ذوي الضمير الحي، الذين باتت تنطبق عليهم مقولة: “… إن الكرام قليل”!.
آخر الابتكارات الاحتيالية
لقد بات بعض أصحاب المُولِّدات، ومنهم “الإمبراطور” م. بب، أكثر تفنُنا في الأساليب الاحتيالة، وآخرها رفعهم “شعار”: “العداد عم يلخبط… لازملو غيار، والتكلفة مع (السرفيس) 30 دولارا، تُضاف إلى الفاتورة”!… إنه آخر ابتكارات “الإمبراطور” للموسم الجديد في أيلول 2023.
ومُتابعة للقضية، تبين أن المُشترِكين المطلوب تغيير عداداتهم، إنما هم الأشخاص الذين كانوا في قُراهم هذا الشهر غير “الفضيل”، يستجمِعون مؤونة الشتاء!.
وقد يكون ذنبهم أنهُم لم يأبَهوا لمؤونة “الإمبراطور”، قاهر الدولة اللبنانية، والعابر لأنظمتها، والباسط حكمه “القاراقوشي” الغريب العجيب على البلاد والعباد…
ولأن المصروف المتدني لم يرق للـ”إمبراطور”، فقد قرر مُعاقبة العداد باجتثاثه من أُصوله، وعقاب المشترك بغرامتَين اثنتَيْن: ثمن العداد وجزاء عدم تحقيق الحد الأدنى من المصروف الذي حكَم به “الإمبراطور” على كل مشترك!.
وإذا كان ثمن المولد 10 دولارات، فإن “الجزية” ضعف الثمن، وتحت مسمى “سرفيس يا بيه”!.
في هذا الإطار قال إميل (أستاذ في التعليم المهني–45 عاما): “لقد كُنت أول مَن أكل الضرب. وقالوا لي إن عدادي ما عاد يصلح. وهكذا اقتنَصوا مني 30 دولارا، فيما سعر العداد في السوق 10 دولارات فقط”. وأضاف: “يبدو أن ثمة لائحة احتيال يُطبقها صاحب المُولِّد في شكل مُمنهج”.
وكالعادة، بين الحكومة ووزاراتها وأجهزة الرقابة فيها… وبين نوم أهل الكهف، غرام بات مُزمنا!.
وفي المقابل، ثمة غرام مزمن بين الـ”امبراطور” والبلديات، لم يكُن يوما “غراما مُستحيلا” إلا في بلدية الحدت.
مصادرة مُوَلِّد إمبراطوري
في 27 تشرين الثاني 2018، وثَّقت بلدية الحدت مخالفات للـ”إمبراطور”، وحجزت له مُولِّدا كهربائيا في نطاقها. وقد كان يومها، أول مولد كهربائي تتم مصادرته، يملكه “الإمبراطور”، ذائع الصيت، والمالك أكثر من من مولد في مناطق عدة.
كما وأن أحد نواب المتن، عمل جاهدا لعدم إدخال مولدات “الإمبراطور”، في البلدات التي تجاوبت بلدياتها المتنية معه، صَوْنًا للمواطنين مِن الوقوع في عمليات احتيال لا تُحمَد عُقباها، بالنظر إلى السجل الأسود للـ”إمبراطور”. وهكذا تمت حماية سكان بعض البلدات من “نَهَم الإمبراطور” وجشعه!.
النصر الإمبراطوري في الجديدة
ولكن النصر الإمبراطوري على المشتركين، أُعلن مِن جديدة المتن، حيث يبدو أن بلديتها المُستقيلة الآن، كانت خاتما في “الإصبع الإمبراطوري”. ولطالما ناشد المُشترِكون في مُولِّد الكهرباء في منطقة جديدة المتن، ضمن نطاق عمل بلدية الجديدة–البوشرية-السد، فرق حماية المستهلك، ووزارة الاقتصاد، مُعالجة الشكاوى ذات الصلة بمولدات “الإمبراطور” من دون جدوى!.
مُخالَفات في التقنين
ومن المُخالَفات “الإمبراطورية” أيضا، مسألة التقنين الاعتِباطي لفترة خلَت… ففي 29 آب 2022، ناشد مُشترِكون في مُولِّد كهرباء في منطقة جديدة المتن، فرق حماية المستهلك ووزارة الاقتصاد، مُعالجة مسألة التقنين العشوائي. وقد تداعى المشتركون في مُوَلِّد الكهرباء (ب) إلى وقفة احتجاجية بالقُرب من المولد في منطقة جديدة المتن، شارع كنيسة مار أنطونيوس الكبير، بعدما فاقت ساعات التقنين وإطفاء المُولِّد في اليوم الـ11 ساعة، غير مبال بسخط المشتركين وغضبهم، بخاصة وأن أخبارا تم تداولها نقلا عن صاحب المولد، وكذلك عن مشغله، والأخير من سكان الرويسات، مفادها أن المسألة عائدة إلى عدم توافر مادة المازوت، بحسب الادعاءات…
وما زاد من حال الغضب لدى المشتركين، حينها، أن صاحب المولد، كما ومشغله، قد أطفآ أيضا هاتفهما الخلوي. وتقرر إذاك، إعداد عريضة تُطالب صاحب المُولِّد برفعه من المكان، ليُصار إلى وضع مولد آخر يكون صاحبه قادرا على تأمين المازوت للمُشترِكين.
كما وناشدوا فرق حماية المستهلك ووزارة الاقتصاد والأجهزة الأمنية المعنية، التدخل سريعا لمعالجة الوضع. وفي ما بعد تم التوصل إلى تسوية، فعاد الإمبراطور ليقتصّ من المشتركين إفراديا بعدما لاقى صعوبة في التنكيل بهم جماعات.
وكالعادة، يبقى الغرام على أشدّه… بين الحكومة ووزاراتها وأجهزة الرقابة فيها… وأهل الكهف. والجامع هو عشق النوم المُزمِن…
فصحّ النوم يا وطني!.