عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان تابعت في خلالها دراسة واقرار مشروع الموازنة، في حضور وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل والنواب: علي فياض، جهاد الصمد، علي حسن خليل، ياسبن ياسين، رازي الحاج، بلال عبد الله، ميشال معوض، أيوب حميد، ملحم خلف، جميل السيد، سليم عون، غادة أيوب، محمد حيدر، طوني فرنجية، ميشال الدويهي، فريد البستاني، وضاح الصادق، بلال الحشيمي، حليمة القعقور، جان طالوزيان، حسن فضل الله، وضّاح الصادق، أمين شري، غازي زعيتر، راجي السعد، سجيع عطيّة، عدنان طرابلسي.
كما وحضر المدير العام وزارة المالية بالإنابة جورج المعراوي ومدير الواردات في وزارة المال لؤي الحاج شحادة.
وقال كنعان عقب الجلسة: “لقد تقدّمنا بشكل كبير في انجاز مواد قانون الموازنة. وقد أنجزنا تعديلات قوانين ضريبة الدخل ورسم الطابع المالي وبراءة الاختراع والحماية الفكريّة والأملاك المبنيّة والضريبة على القيمة المضافة ورسوم الانتقال. وقد ألغينا ما ألغيناه وعلّقنا ما علّقناه، وطلبنا من وزارة المال تزويدنا بالأثر المالي والاقتصادي لها وتعيد صياغتها وفقاً لمبدأ العدالة الضريبيّة وعدم استحداث ضرائب جديدة ورسوم جديدة على المواطن”.
أضاف: “إذا كانت التعديلات فقط للتصحيح وفقاً لسعر الصرف، على غرار رسوم بـ1000 و2000 و10 آلاف ليرة، فهي يجب ان تعدّل. اما استحداث ضرائب على جمعيات شبابية وكشفية، وورثة المتوفي، او على لبنانيين في الخارج، او فرض غرامات على المواطنين في هذا الظرف الاستثنائي بينما الادارة مقفلة والمعاملات تنتظر اشهراً، فهو ما لن نوافق عليه”.
وشدد كنعان على “ضرورة الاخذ بالاعتبار إثر هذه الاجراءات الجديدة على شركات القطاع الخاص التي ما زالت مؤمنة بلبنان”.
وأشار إلى أنّ وزارة المال أطلعتنا على ان ايراداتها من الفصل الضريبي عامَي ٢٠٢٢ و٢٠٢٣ وصلت إلى مليارَي دولار”، وقال: “من هنا، المطلوب الجباية لا زيادة الرسوم والضرائب، والمطلوب وقف التهرّب الضريبي وألا يكون هناك صيف وشتاء تحت سقف واحد. فالأجدى لكم تحسين الادارة الضريبية والمالية”.
ولفت إلى أنّ “جلسة لجنة المال والموازنة الاثنين المقبل ستخصص لرسوم الاستهلاك. على ان ننتقل فورا من بعدها إلى أرقام الوزارات والادارات”.
وأكّد كنعان أنّ “تحسين الادارة المالية من أهم الأهداف التي من المفترض أن تعمل عليها الحكومة ومجلس النواب. فتحسين الادارة يعني تحسين الجباية وفتح الادارات وعدم تعطيلها. فهل تعلمون مثلاً عدد المعاملات المتوقفة في حبل لبنان في الدوائر العقارية المعطّلة؟ العدد يبلغ ٥٠ ألف معاملة. الأجدى فتح الادارة وعدم التضحية بها وتأمين الايرادات للدولة وتسيير امور الناس. فكيف يمكن تبرير استمرار الاقفال من الناحية المالية؟ وهل بجوز رمي المسؤوليات بين الادارة والقضاء. ونحن أكثر مَن فتح ملفات أوكار الفساد في القطاع العام وتقريرنا عن التوظيف العشوائي في العام ٢٠١٨ بمشاركة التفتيش المركزي ومجلس الخدمة المدنية خرج بـ٣٢ ألف وظيفة غير قانونية؟ فماذا فعل القضاء بالملف؟ ولماذا لا تُطبّق السلطة التنفيذية القانون؟ وهل يجوز جعل المواطن يدفع الثمن لأنه الحلقة الأضعف؟”.
وقال كنعان: “نحن نقوم بعملنا. ويا ليت السلطة التنفيذية والقضاء والنيابة العامة والأجهزة الأمنية ترتبطُ بنا، لكنّنا أرينا الجميع كيف يكون التنفيذ. ولكن، للدستور والقوانين ضوابطه. فنحن نُمارس السّقف الأعلى لصلاحياتنا ونرفض بنوداً ضرائبيّة ونُراقب ونرسل كتباً ونحيل ملفات ونرفض الاجحاف في حق المواطن اللبناني والمودع اللبناني عندما يُريدون شطبَ 60 مليار دولار من ودائعه، لكننا لسنا سلطة تنفيذية ولا سلطة قضائيّة”.
وطالب كنعان “الحكومة بتحمُّل المسؤوليَّة واتّخاذ الإجراءات، كما طالب بأن يسري القضاء على الجميع لا أن يكونَ انتقائياً. وهذه مسؤولية جماعية في ضوء قيام بعض الجسم القضائي بواجباته، في مقابل عدم قيام البعض الآخر بشيء. وأولوية الأولويات اليوم هي فتح أبواب الادارة امام المواطنين وهذه مسألة لن نتساهل بها”.
وقال: “الوزارات والادارات والأجهزة ستأتي إلى لجنة المال لمناقشة موازناتها، وسنرى عندها من يعمل ومن لا يعمل، ومن يعطّل ومن لا يعطّل. فالإدارات يجب أن تفتح والمواطن يجب ان يحصل على خدمته قبل أن يطلب منه أي ملّيم”.
ورداً على سؤال عن موعد انتهاء لجنة المال من مشروع موازنة ٢٠٢٤، قال كنعان: “الأكيد قبل نهاية كانون الثاني لأنني لن أتركهم يصدرونها بمرسوم. وهنا المسؤولية تقع على الكتل النيابية والنواب للمشاركة في الجلسات، لا سيّما الجلسة المخصصة للموازنة، لأنَّ صدورها بمرسوم بحسب ما بات الجميع يعلم، ويتحدَّث وينتقد، ستكونُ الكارثة لما يتضمَّنه مشروع الحكومة من كوارث. لذلك، لا تكفي التصريحات والمواعظ، بل المطلوب تحمّل المسؤوليّة بمنع الكارثة من خلال التعديلات الجوهريّة والبنيويّة التي تقومُ بها لجنة المال والموازنة”.