خصصت صناعة السيارات العالمية 1.2 تريليون دولار لتطوير السيارات الكهربائية، مما يوفر فرصة ذهبية للموردين الجدد للحصول على عقود توفر كل شيء من حزم البطاريات إلى المحركات والمحولات.
وكانت الشركات الناشئة المتخصصة بالبطاريات والطلاء لحماية أجزاء المركبات الكهربائية، والموردون الذين يركزون تقليديا على رياضة السيارات المتخصصة أو سباقات الفورمولا واحد يطاردون بالفعل عقود السيارات النظيفة.
وتصمم شركات صناعة السيارات منصات تدوم عقدا من الزمن، لذلك يمكن للنماذج كبيرة الحجم أن تولد إيرادات كبيرة لسنوات.
ومن المقرر أن يصل الجيل القادم من المركبات الكهربائية بحلول 2025. وقد سعى العديد من الصانعين للمساعدة في سد الثغرات في خبراتهم، مما يوفر فرصة للموردين الجدد.
وقال نك فراي الرئيس التنفيذي لشركة ماكلارين أبلايد للهندسة والتكنولوجيا في الفورمولا واحد لرويترز “لقد عدنا إلى أيام هنري فورد حيث يسأل الجميع كيف تجعل هذه الأشياء تعمل بشكل صحيح؟”. وأضاف “هذه فرصة كبيرة لشركات مثلنا”.
وتقوم الشركة التي اشترتها شركة غريبال كابيتال للأسهم الخاصة في 2021 بتكييف عاكس فعال تم تطويره لسباقات فورومولا واحد للسيارات الكهربائية، حيث يساعد في التحكم بتدفق التيار من وإلى البطارية.
ويزن العاكس آي.بي.جي 5 المصنوع من معدن كربيد السيليكون 5.5 كيلوغرام فقط، ويمكنه توسيع نطاق قوة السيارة بنسبة تزيد عن 7 في المئة.
ويؤكد فراي أن ماكلارين تعمل مع عشرين شركة لتصنيع السيارات ومورديها، وسيظهر العاكس في طرازات نظيفة فاخرة كبيرة الحجم اعتبارا من يناير 2025.
وغالبا ما يفضل الصانعون في السوق الشاملة تطوير مكونات المركبات الكهربائية داخل الشركة وامتلاك التكنولوجيا بأنفسهم. وبعد سنوات من نقص قطع الغيار المرتبط بالوباء، فإنهم قلقون من الاعتماد المفرط على الموردين.
وقال تيم سلاتر رئيس شركة فورد في بريطانيا “لا يمكننا الاعتماد على أطراف ثالثة تقوم بهذه الاستثمارات لنا”.
ويستثمر الموردون التقليديون مثل الشركات الألمانية الثقيلة بوش وكونتيننتال بكثافة في المركبات الكهربائية وغيرها من التقنيات للبقاء في صدارة صناعة سريعة التغير.
لكن الشركات الأصغر تقول إنه لا تزال ثمة فرص، خاصة مع الشركات المصنعة ذات الحجم المنخفض، والتي لا تستطيع تحمل استثمارات ضخمة، أو شركات صناعة السيارات الفاخرة وعالية الأداء التي تسعى للحصول على ميزة.
وتؤكد ريماك الكرواتية، وهي شركة لتصنيع السيارات الخارقة الكهربائية مملوكة جزئيا لبورشه الألمانية، أن شركة تصنيع سيارات ألمانية لم تكشف عنها ستستخدم نظام بطارياتها في نموذج عالي الأداء بإنتاج سنوي يبلغ 40 ألف وحدة بدءا من 2023. وريماك معروفة في السوق بأنها تزود أيضا أنظمة البطاريات ومكونات مجموعة نقل الحركة لشركات صناعة السيارات الأخرى.
وقال ماتي ريماك الرئيس التنفيذي للشركة “نحن بحاجة إلى أن نكون أفضل بنسبة 20 إلى 30 في المئة مما يمكنهم فعله ومن ثم يعملون معنا”. وأضاف “إذا تمكنوا من صنع حزمة بطارية بسعة 100 كيلوواط في الساعة، فيجب أن نصنع حزمة بقدرة 130 كيلوواط بنفس الأبعاد وبنفس الكلفة”.
وبعض الموردين مثل أكتنانو في كامبريدج ماساتشوستس لديهم علاقات طويلة مع شركة تسلا الرائدة في مجال السيارات الكهربائية.
وطورت أكتنانو طلاء يحمي أجزاء السيارات الكهربائية من التكثيف وانتشرت أعمالها لتشمل أنظمة مساعدة السائق المتقدمة (أي.دي.أي.أس)، بالإضافة إلى شركات صناعة السيارات الأخرى بما في ذلك فولفو وفورد وبي.أم.دبليو وبورشه.
وقامت شركة سيللينك الناشئة في كاليفورنيا بتطوير “حزام مرن” مؤتمت بالكامل ومسطح وسهل التركيب، بدلا من مجموعة الأسلاك لتجميع الكابلات وتوجيهها في السيارة.
ولم يحدد الرئيس التنفيذي للشركة كيفين كوكلي العملاء، لكنه قال إن “أحزمة سيللينك تم تركيبها في نحو مليون مركبة كهربائية، وتسلا فقط لديها هذا المقياس”. وأوضح أن شركته كانت تعمل مع صانعي سيارات أميركيين وأوروبيين، ومع شركة تصنيع بطاريات أوروبية، على توصيل أسلاك البطاريات.
ويركز البعض الآخر على الشركات المصنعة ذات الحجم المنخفض، مثل شركة أونتيك الناشئة في المملكة المتحدة، التي تطور حزم بطاريات ستكون مكلفة للغاية بالنسبة إلى الشركات الصغيرة لتصنعها بنفسها.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة جيمس إيتون لرويترز “حاليا، كلفة الكهرباء كبيرة للغاية، ولهذا السبب ترى أن شركات مصنعة تؤخر إطلاقها طرزها بالكهرباء”. ومنذ عام 1971، طورت سويندون باورترين محركات قوية لرياضة السيارات. لكنها طورت الآن مجموعات بطاريات ومحركات كهربائية ومحاور إلكترونية.
وتعمل الشركة مع عشرين زبونا، بما في ذلك شركات صناعة السيارات وصانع طائرات إقلاع وهبوط كهربائي عمودي. وقال مديرها الإداري رافائيل كايل “أدركت أنه إذا لم نتبنَّ هذا، فسوف ينتهي بنا المطاف بالعمل في المتاحف”.
وسارعت شركات السيارات الكبرى في السنوات الثلاث الماضية لطرح المركبات الكهربائية ولديها الآن إستراتيجيات إلى حد كبير. وقال ريماك “بالنسبة إلى أولئك الذين لم يوقعوا مشاريع، لست متأكدا إلى متى ستظل نافذة الفرصة مفتوحة”.