لم يتسبّب الفساد السياسي بخسارة اللبنانيين أرزاقهم ومدخراتهم المادية فحسب، بل خسروا ايضاً سمتهم (Brand) التي لطالما ميزتهم. فتحول اللبناني من قيمة مضافة تفتح في وجهه أبواب العالم، إلى رقم عاجز عن التفاوض على أبسط حقوقه الوظيفية. هذا الواقع بدأ يتلمسه معظم الباحثين عن فرص عمل في الخارج، حيث تراجع الطلب على اليد العاملة اللبنانية وانخفضت قيمة العروض والمزايا الوظيفية التي يتلقونها.
وبحسب الخبراء فإنّ “الخارج يتعامل معنا من منطلق أننا بلد منكوب إقتصادياً، وشبابه في معظمهم فقدوا رفاهية إختيار الوظائف وفرض شروطهم”. وبالتالي فان العروض الوظيفية ستنخفض بنسبة قد تصل إلى 50 في المئة عما كانت عليه في السابق. ففي النهاية يبقى الفرد صورة عن بلده مهما أبدع وتألق واجتهد. وبفقدان الوطن لخصائصه المميزة التي صنعت مجده على مرّ الأزمان، سيخسر الشباب السمة التي لطالما ميزتهم أنهم من لبنان!