“لقمة عيش الفقير وحبة دوائه تحت التهديد برفع الدعم وحصار الحاكم”، عنوان اللقاء التشاوري الإفتراضي الذي نظّمه ملتقى “حوار وعطاء بلا حدود”.
وتناول اللقاء السياسات الداعمة الحالية والواقع المرير الذي يعيشه لبنان نتيجة السياسات الخاطئة التي كانت معتمدة في السابق وما هي الحلول الحالية الممكنة للخروج من النفق المظلم الذي يعيشه هذا الوطن وشعبه نتيجة ذلك. شارك في اللقاء الوزير السابق فادي عبود، رئيس “الاتحاد العمالي العام” بشارة اسمر، الخبير الاقتصادي باتريك مارديني والخبير المالي والإداري غسان بيضون وعدد من المهتمين بالوضعين الاقتصادي والمعيشي.
وتناول مارديني موضوع العملة الوطنية، وقال إن الدولار يساوي اليوم 8000 ليرة تقريباً بعد أن كان يساوي 1500 ليرة في السابق. وقيمة هذه العملة هي مرتبطة جداً بكمية احتياط الدولار المتوافرة لدينا، بمعنى أننا اليوم في بلد نموه كارثي ومتوقف وسلبي 19 في المئة السنة الماضية وسيكون سلبياً السنة المقبلة. واعتبر “ان الاستغناء عن هذا الاحتياط من خلال ضخه في السوق أي إذا تم خفض احتياط مصرف لبنان بالدولار واعطائه للمواطنين فإن ذلك يشكل دعماً للدولار في السوق ويساعد على تهدئة سعر الليرة مرحلياً وعلى المدى المنظور، ولكن عند نفاد هذا الاحتياطي لن نعود قادرين على الاستمرار بالضخ وسوف نشهد قفزة كبيرة لسعر صرف الدولار.
وأكد أن “هناك إجراءات يمكن اعتمادها لخفض سعر الدولار، أبرزها تشكيل مجلس النقد الذي لم يأخذ حقه في الحديث عنه بالإعلام، وهو نظام يقتضي أن تكون العملة مغطاة 100% بالدولار أو اليورو أو الذهب”. ولفت عبود الى أنه إستمع ايضاً إلى “طروح خفض العشرين في المئة من قيمة فاتورة الأدوية المستوردة، ونحن اقترحنا أن يتم خفض المخزون لتكون لثلاثة أو أربعة أشهر، وعلى أساس الكمية التي نستوردها. فهذا يترجم بتخفيف الفاتورة الدوائية بقيمة 250 – 300 مليون دولار في حال استوردنا الأدوية وفق الحاجة إليها فقط وليس لتخزينها. وعلينا أن نقنع المواطن بعدم التخزين، ولكي يتوقف عن ذلك علينا ان نقنعه بوجود خطة متكاملة. والحل ايضاً باللجوء إلى “الأدوية الجنيسية او الجينيريك” الذي لطالما نادينا به.
وركز الأسمر بدوره، على “تداعيات رفع الدعم ولماذا يقف الاتحاد العمالي العام ضده، وقال: “بالفعل لن يكون هناك رفع دعم وهذا الكلام غير صحيح. أولاً إذا أخذنا الطحين، نجد أنه كانت هناك محاولة لتقسيم الطحين إلى أنواع: “الطحين الابيض” لا يرفع الدعم عنه و”الطحين الباقي” وهو الإكسترا يمكن أن يرفع الدعم عنه. وهذا سيؤدي إلى كارثة لأنه خبز الفقير اليومي”. لافتاً الى “ان المازوت سيبقى مدعوماً من مصرف لبنان، وهناك طرح برفع الدعم عن البنزين بقيمة 60 في المئة، لكن مصرف لبنان سيبقى يغطي الكلفة الباقية. اما عن مادة “الفيول أويل”، فإننا خلال اجتماعاتنا مع المسؤولين لم نتحدث عنه غير أنه يمكن أن يلغى جزء بسيط من دعمه عن طريق زيادة التقنين من كهرباء لبنان”.