لمن ترتدي ملابسك عندما تختار ملابس يوم عملك؟

أنت بالتأكيد لا ترتدي الملابس من أجل شخصك، فحتى الملابس التي تعتمدها في حياتك اليومية والتي لا علاقة لها بالعالم تعتمدها وأنت تضع بالحسبان الانطباع الذي تريد تركه، أو كيف ستجعل الآخر يقيمك. المقاربة هذه مضاعفة حين تختار ملابس العمل سواء كنت تدرك أنك تقوم بذلك أو تقوم بها بشكل تلقائي. ملابس العمل التي تختارها في الواقع هي «خارجة عن سيطرتك» لأنها ترتبط بكل المتغيرات التي لا علاقة لها بك.
سواء كان يعجبك الأمر أو لا يعجبك، الملابس التي تختارها هي طريقة من طرق التواصل، كما أنها يمكنها أن تؤثر بشكل كبير في قدرتك على تحقيق النجاح. ورغم أن الملابس لا تحدد قيمة البشر، وليست المعيار بالتأكيد الذي وفقه يتم فرزهم، ولكنها المعيار الذي على أساسه يقوم المحيط بتقييم الشخص بغض النظر عما إن كانت المقاربة هذه عادلة أو غير عادلة. ولأن الانطباع الذي يتركه الشخص في مكان العمل أساسي للنجاح فإن الملابس تصبح مهمة للغاية.
جميع الدراسات أكدت أن الشكل الخارجي يؤثر في الانطباع الذي يكونه الآخر عن وضعك المادي، وحجم السلطة التي تملكها، وما إن كنت شخصية يمكن الوثوق بها، وحتى معدل الذكاء الخاص بك، بالإضافة إلى تقييم ما إن كنت تصلح للتوظيف أو للحصول على ترقية.
كما قلنا الملابس بحد ذاتها طريقة من طرق التواصل «من دون كلام»، ولكن حين يتم دمجها مع مهارات التواصل الأخرى، فإن الأمر يتجاوز الانطباع الذي تتركه ليطال تصرفاتهم تجاهك. الملابس الخاصة بالعمل مع التواصل الفعال يحددان حتى ما إن كان الآخر سيقوم بتنفيذ ما تطلبه والوثوق بالمعلومات التي تقدمها، وحتى حجم الراتب الذي تحصل عليه.
وسواء كنت تدرك التأثيرات هذه أو لم تدركها، فأنت حين تختار ملابسك تقوم بشكل تلقائي بانتقاء أفضلها وأكثرها أناقة التي ستؤثر في الزملاء والجهات العليا.
العمل عن بعد في تزايد مستمر سواء عالمياً أو عربياً، وسواء كنت تعمل من المنزل بشكل كلي أو جزئي، فإن الواقع هو أنه يمكنك العمل وأنت ترتدي ملابسك الداخلية أو حتى من دون ملابس على الإطلاق! ولكن لا أحد يقوم بذلك. فلماذا تتكبد عناء ارتداء الملابس رغم أنه لن يراك أحد وبالتالي كل ما تحدثنا عنه أعلاه لا أهمية له؟!
في دراسة نشرت في «سوشال سيكولوجي أند بيرسونالتي ساينس» تم قياس حجم الأداء في اختبار قائم على التفكير الإدراكي وعلاقته بالملابس. مجموعة ارتدت ملابس كاجوال وأخرى ارتدت ملابس رسمية، وتبين أن الفئة الأخيرة تحسن عندها بشكل ملحوظ التفكير المجرد الذي يرتبط بالإبداع والتخطيط الإستراتيجي الطويل الأمد.
الباحثون يعتقدون أن سبب تحسن الأداء عند ارتداء الملابس الرسمية هو واقع أن الفرد شخصياً يشعر بأنه أقوى وأكثر نفوذاً مما هو عليه، خصوصاً حين يرتدي هذه الملابس من أجل الأعمال.
الموضة والمادة يتداخلان، وهما أشبه بالشكل والدور اللذين يعملان معاً على مستوى اللاوعي. وعليه فالملابس لا ترسل رسائل للآخرين وتترك انطباعات مختلفة، لكنها أيضاً تؤثر في نظرتك لنفسك.. وبالتالي أنت هنا تترك انطباعاً مؤثراً في نفسك.
الملابس أيضاً لها تأثيرها في الطريقة التي تنجز بها الأعمال، فهناك «رمزية» الملابس والتجربة الجسدية المرتبطة بها. لتوضيح الفكرة أكثر: معطف الطبيب حين يرتديه أي شخص كان حتى لو لم يكن طبيباً فإن نسبة التركيز عنده ترتفع. ولكن بطبيعة الحال لن تقوم بارتداء معطف طبيب في منزلك، وبالتأكيد لن ترتدي بدلة لأن الأمر سيجعلك تشعر بالسخف. ولكن ما ترتديه في منزلك هو ما يتناسب مع «بيئة عملك»؛ أي ما يجعلك تشعر بالراحة، وما يجعلك تشعر بأنه يمنحك ذلك الشعور بالتميز بغض النظر عما هو عليه، وبالتالي يحسن من تركيزك وقدرتك على أداء العمل.

المادة السابقة“LG” تكشف عن رقاقاتها الخاصة للذكاء الإصطناعي من أجل أجهزتها المنزلية الذكية
المقالة القادمةخليل قبيل الاجتماع المصغّر: الموازنة انتهت ولا أعلم سبب هذا الاجتماع