أقامت مؤسسة رينيه معوض عشاءها السنوي في البيال – فرن الشباك، تحت عنوان “تيبقى اللبناني بأرضو”، في حضور وزير الدفاع الياس ابو صعب، رئيسة المؤسسة نايلة معوض، رئيس التنفيذي للمؤسسة النائب ميشال معوض وعقيلته ماريال، سفراء ايطاليا ماسيمو ماروتي، بلجيكا هوبير كورومان، مصر نزيه النجاري، النواب: فؤاد مخزومي، ياسين جابر، الياس حنكش، ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار، القائم بأعمال السفارة الإمارتية فهد سالم الكعبي، الوزيران السابقان أشرف ريفي ورائد خوري، مديرة “الوكالة الوطنية للإعلام” لور سليمان، مدير مكتب الإعلام في القصر الجمهوري رفيق شلالا، وحشد من الشخصيات السياسية والديبلوماسية والإجتماعية والإعلامية.
بداية النشيد الوطني، وقدمت الاحتفال الاعلامية انابيلا هلال، وتضمن عرضا مصورا لمشاريع وانجازات المؤسسة وللبرامج الإنمائية التي تقوم بها. كما تم تكريم الصليب الاحمر اللبناني، وقدمت عقيلة النائب معوض ماريال والمدير التنفيذي للمؤسسة نبيل معوض درعا تكريمية لرئيس الصليب الاحمر الدكتور انطوان الزغبي الذي القى كلمة قال فيها: “ليست هذه المرة الأولى يكرم الصليب الأحمر في لبنان، ولكن هذه المرة هناك نكهة خاصة، لأن التكريم من مؤسسة نبيلة وشريفة ومعطاءة، حاملة اسم احد رجال لبنان الكبار، الرئيس الشهيد رينيه معوض”.
وشكر النائب معوض والسيدة نايلة معوض، وقال: “أنت من أهل البيت وبيتكم هو الأساس في الصليب الأحمر، بيت عيسى الخوري”. ووجه تحية “لسيدات لبنان الكبار اللواتي أنشأن من 74 سنة الصليب الأحمر اللبناني الذي هو جسر العبور في الأزمات ومكان التلاقي ورسالة الحضارة الإنسانية”. وأضاف: “نحن واياكم قصة حب وتطوع وواجب وتفان، نحن نضم أكثر من 12 ألف متطوع ومليون خدمة انسانية، ونعاهدكم ان نبقى الى جانب الشعب اللبناني”.
كذلك منحت المؤسسة عضو المؤسسة المارونية للانتشار السيدة روز شويري جائزة تكريمية من صنع الفنان رودي رحمة، تعبيرا عن “مسيرة عطاء طويلة بدأها الراحل انطوان الشويري واكملتها من بعده”، قدمته اليها السيدة نائلة معوض ونائب المدير العام لـ SGBL المدير المالي للمجموعة جورج صغبيني.
وشكرت شويري المؤسسة على هذا التقدير، واعلنت ان الشريط المصور الذي بث عنها اعادها الى ذكريات غالية على قلبها، وقالت: “أحيي مؤسسة رينيه معوض على عملها الدؤوب في تطوير هذه المشاريع الإنمائية والاجتماعية التي اصبحنا بحاجة اليها في هذه الأيام الصعبة”.
معوض
ثم ألقى النائب معوض كلمة اعتبر فيها أن “رسالة مؤسسة رينه معوض هي حماية الانسان في لبنان واعطاؤه الفرصة كي يعيش بكرامة وينجح في بلده، بين اهله “تيبقى اللبناني بأرضو”.
وقال: “ان الناس تسألني في الجنوب والبقاع والجبل وكسروان وجبيل وغيرها: لماذا تعملون كمؤسسة رينه معوض وتنفذون مشاريع لدينا”؟، مضيفا: “تعرفون لماذا يسألونني ذلك؟ لأن اللبنانيين اعتادوا ان كل طرف يعمل في منطقته، لطائفته ولمصالحه، فيما أفخر بأن مؤسسة رينه معوض كسرت هذه المعادلة، وكل الحواجز السياسية والمناطقية والطائفية. ففي مؤسسة رينه معوض طائفتنا لبنان وكل مناطقه، ولا نقبل تجزئة الإنسان في لبنان”.
وأضاف: “لقد استفاد من مشاريعنا من رميش إلى عكار ومن بيروت إلى عرسال أكثر من 365 ألف انسان سنة 2018، حيث تابعنا نماذج من مشاريعنا التي تغير في كل يوم حياة آلاف اللبنانيين، وهذا كله بفضل الشركاء والداعمين من المؤسسات الدولية والقطاع الخاص اللبناني والانتشار اللبناني والسلطات المحلية وكل الاعلام، وطبعا بجهد فريق عمل مؤسسة رينه معوض الذي يضم 220 شابا وشابة يؤمنون بقضيتنا ويحملون رسالتنا”.
واعتبر “أن ما تقوم به المؤسسة ليس مجرد مشاريع تنفذ بخبرة واحتراف، بل تحمل رؤية تنموية واستراتيجية واضحة لتطبيقها، مبنية على حماية الفئات الأكثر ضعفا في مجتمعنا، مثل تأمين الدعم المدرسي للأطفال العاملين”.
ولفت الى أن “هم المؤسسة في التعامل مع هذه الفئات وغيرها تأمين ضمان الاستمرارية وديمومة النتائج”، وفلسفتنا تدريبهم على الصيد واعطائهم صنارة كي يصبحوا منتجين ويحفظوا كرامتهم وليس تقديم سمكة تشبعهم ليوم لكن تبقيهم جائعين في بقية الأيام”.
وتطرق معوض الى تفاصيل مشروعين يشرحان بالعمق كيفية عمل المؤسسة وتفكيرها:
الأول تنفيذ مشروع ترميم مرفأ الصيادين في جونية الممول من الـUSAID بقيمة 237 ألف دولار، والذي يطال مباشرة حوالى 100 عائلة لا تملك مدخولا الا من الصيد السمك، لكن عمليا وعلى أرض الواقع تضاعف هذا المبلغ: أولا لأنه شجع البلدية على إضافة مبلغ على مبلغ الـUSAID. وثانيا، والأهم، الى جانب ترميم المرفأ وتجهيز مشغل من اجل ان يرمم الصيادون بأيديهم قوارب وشبكات الصيد فإن المشروع أنجز مطبخا صناعيا للـcatering ورمم قوارب للسياحة ووظف 15 شخصا، معظمهم سيدات من عائلات الصيادين ما يؤمن مدخولا إضافيا يوميا ودائما للصيادين.
وقال: “في النتيجة فإن مجموع المستفيدين من الخدمات الجديدة في هذا المشروع يفوق 29 ألف شخص: من صيد السمك وبيعه، من رحلات القوارب من مرفأ جونية، من تصليح القوارب والخدمات المتصلة فيها وبغيرها”، مؤكدا ان “الخلاصة ليست في تنفيذ المشروع انما في تحريك دورة اقتصادية متكاملة بمبلغ يعد نسبيا ضئيلا جدا.
أما المشروع الثاني: فهو “مشروع دعم تصدير البطاطا اللبنانية لدول الاتحاد الأوروبي بتمويل من الدولة الهولندية ويبلغ نحو مليون دولار”. ولفت الى انه “بموجب اتفاق مع الاتحاد الأوروبي يحق للبنان تصدير 50 ألف طن من البطاطا سنويا من دون دفع رسوم جمركية عليها لكن وبالرغم من انه مضى على هذا الإتفاق اكثر من 7 سنوات فلم يصدر لبنان حتى كيلو واحدا من البطاطا الى دول الاتحاد الأوروبي لأن انتاج المزارعين اللبنانيين لم يكن بالنوعية المطلوبة ولا بالمواصفات الأوروبية. فقامت “مؤسسة رينه معوض” بتدريب المزارعين حتى طوروا انتاجهم وأمنت الأسواق الأوروبية المطلوبة لتصريف الإنتاج. وكانت النتيجة في السنة الأولى (2018) تصدير 20 طن بطاطا كخطوة نموذجية، اما في الـ2019 فسيصل الرقم الى 200 طن مع خطة تصاعدية تصل عام 2020 الى ألف طن، وعام 2021 الى 3000 طن، وعام 2022 الى 5000 طن وابتداء من عام 2023 أكثر من 10 آلاف طن، وبالتالي فإن “مؤسسة رينه معوض” لم تعطِ المزارعين سمكة انما علمتهم كيف يصدرون انتاجهم ودربتهم لتقديم افضل إنتاج وأمنت لهم الأسواق وأصبحوا يعرفون كيفية التصدير عمليا، وهذا الطريق الوحيد لتطوير القطاع الزراعي في لبنان لتغيير المنطق السائد من “كيف نصريف انتاجنا الى كيف نطوير انتاجنا كي تفتَح له الأسواق العالمية”.
وشدد معوض على ان “هذين المثلين يؤكدان ان طبيعة المشاريع واهميتها تكمن في خلق دورة اقتصادية لا ينتهي مفعولها مع انتهاء تنفيذ المشروع، انما يستمر وتتضاعف نتائجه وبالتالي تتحقق التنمية المستدامة”.
وأشار الى ان “استراتيجية المؤسسة بنيت على خلق إطار شفاف ومحترف: شفاف لبناء الثقة ومحترف لبناء القدرة على التنفيذ”، معتبرا ان “هذا الإطار الشفاف والمحترف أسس لشراكة استراتيجية مع المؤسسات الدولية المانحة من جهة، والقطاع الخاص اللبناني من جهة ثانية، الانتشار اللبناني، والسلطات المحلية والمجتمع الأهلي، وكذلك الإعلام اللبناني كشريك دائم”.
ورأى معوض أن “هذه الشراكة التي اثبتت فعاليتها ونجاحها غيرت واقع حياة اشخاص وعائلات ومجتمعات وقرى وبلدات، واهمية العشاء السنوي الثالث انه يشكل أحد أبرز عناوين هذه الشراكة وتحديدا مع القطاع الخاص اللبناني”. وتوجه الى القطاع الخاص قائلا: “أنتم القطاع الخاص بإعلان ثقتكم وتقديم الدعم لمؤسسة رينه معوض ساهمتم كشركاء أساسيين برفع عدد المستفيدين من 95 ألف شخص عام 2016 الى 365 ألف شخص سنة 2018”.
وأضاف: “كل مساهمة قدمتموها استطعنا استثمارها مع المؤسسات الدولية المانحة كي نضاعف مساهمتها في المشاريع التنموية معنا، وباسم الـ 365 ألف مستفيد أتوجه لكم بالشكر من القلب، شكرا لشراكتكم وشكرا ولمساهمتكم التي تكبر سنة بعد سنة رغم كل الظروف الاقتصادية والمالية التي تعانون منها كما يعاني منها البلد، واقدر هذه السنة خصوصا انه بدلا من ان تترددوا زدتم دعمكم لنا، شكرا لثقتكم بمؤسسة رينه معوض”.
وختم معوض: “أوجه شكرا خاصا لمن بنت المؤسسة على اكتافها وواجهت كل التحديات ولولاها لما كنا هنا اليوم، شكر خاص لرئيسة مؤسسة رينيه معوض نايلة معوض التي آمنت وضحت ولم تقبل ان يذهب استشهاد رينه معوض هدرا، فحولتها الى فعل ايمان حقيقي بلبنان وبالإنسان تيبقى اللبناني بأرضو”.
وتخلل الأمسية فقرة فنيه احياها الفنان جورج نعمه وفرقة المايسترو ايلي العليا وزينت القاعة بديكور تراثي اعاد جو القرية اللبنانية والتراث اللبناني.
