في ظل المخاوف من توسع الحرب الإسرائيلية على لبنان، والتي قد تشمل ضرب مرافق حيوية، عاد الحديث عن مرفأ جونية كبديل يمكن استخدامه في خطط الطوارئ.
ثلاثة أحواض
الخوف من تعطل مطار بيروت أو المرافئ التجارية، أعاد الحديث عن إذا ما كان مرفأ جونية بوضعه الحالي يمكن أن يكون ليس منفذاً للبنانيين إلى الخارج، بل إذا كان يمكن أن يستقبل سفناً تجارية لنقل البضائع. بالموازاة عاد نواب وشخصيات سياسية في كسروان للحديث عن ضرورة تفعيل أعمال بناء الحوض الرابع ليس للسياحة فحسب بل للتجارة. علماً أن الخطة التي كانت قد بدأت في العام 2018، لتوسيع المرفأ تتضمن افتتاح حوض سياحي ضخم فقط لا غير.
رئيس بلدية جونية واتحاد بلديات كسروان، جوان حبيش، شرح لـ”المدن” وضع المرفأ الحالي، مشيراً إلى أنه يتكون من ثلاثة أحواض: واحد للصيادين وآخر للسياحة والثالث عسكري. وأوضح أن حوض الصيادين كان يستخدم خلال الحرب الأهلية لنقل المسافرين من جونية إلى لارنكا في قبرص، في ظل استحالة الوصول إلى مطار بيروت. كذلك اعتمد الحوض العسكري لنقل البضائع للسفن التجارية الصغيرة.
حوض رابع قيد الإنشاء
وشرح أنه في الوقت الحالي يوجد حوض الصيادين وحوض السياحة، الذي يعمل للرحلات الفردية، لكنه لا يستخدم للرحلات السياحية التجارية، هذا رغم أنه توجد فيه كل الأجهزة الأمنية من أمن عام وجمارك ورئاسة مرفأ أيضاً. وهو يستخدم للسفر إلى تركيا وقبرص لكن للرحلات الفردية.
وأضاف حبيش، في العام 2018 بدأ إنشاء الحوض الرابع الذي وفق المخطط يضم سنسولاً بطول 3 كيلومترات، بإمكانه استقبال ثلاث سفن “ميغا كروز” التي تتسع لخمسة آلاف راكب. وبدأ المشروع في 2018 وأنفق نحو 10 ملايين دولار من أصل 70 مليوناً ككلفة إجمالية. لكن توقفت الأعمال بسبب الأزمة الاقتصادية وتراجع قيمة العملة. لذا، هو حالياً عبارة عن ورشة بجانب مجمع “بورتيميليو”، لم يُنجز إلا جزء بسيط منه، ولا يصلح لأي شيء.
احتكار المرافئ التجارية
واحتج حبيش بأن المخطط لا يشمل تحويل مرفأ جونية للتجارة، بل تم حصره بالسياحة. فثمة احتكار في لبنان للمرافئ التجارية المحددة في طرابلس وبيروت وصيدا. و”قد مُنع جبل لبنان من أن يكون له مرفأ تجاري. ذاك أن السياسات المحلية قامت على رفض تحويل مرفأ جونية إلى مرفأ تجاري رغم أنه تقنياً يستطيع استقبال السفن”.
وأكد حبيش أن الأسباب التي تحول دون تحويل المرفأ للتجارة هي اقتصادية. فشركات استثمار المرافئ في لبنان لا يهمها أن يكون هناك مرفأ جديد في جونية. فهي تفضل البقاء حيث هي اليوم، وعدم تكبد أي تكلفة إضافية على التجهيزات.
وحول إذا كان يمكن أن يستخدم المرفأ في حالة الطوارئ في حال توسع الحرب الإسرائيلية على لبنان، أكد حبيش أن السفن التجارية الصغيرة تستطيع الرسو في جونية. ففي زمن الحرب تم استخدامه لأغراض تجارية، ويمكن إعادة استخدامه اليوم أيضاً. وفي حال كانت السفن كبيرة يمكنها أن ترسو في عرض البحر ونقل البضائع منها بسفن صغيرة. لكن وزارة الأشغال لم تضع المرفأ في خطة الطوارئ أو في الحسبان، ولم يتم مفاتحة رئيس البلدية بهذا الأمر، كما أكد.