مزرعة قرية تولا للطاقة الشمسية… نموذج يُحتذى كهربائياً

نظم المعهد اللبناني لدراسات السوق لقاءً عن دور البلديات في تأمين الطاقة المتجددة، بالتعاون مع كلية إدارة الأعمال في الجامعة العربية المفتوحة – طرابلس. بداية، أوضح رئيس المعهد باتريك مارديني في كلمة أن المشكلة هي في بيع كهرباء لبنان الكيلوواط ساعة بأقل من سعر التكلفة التي تصل إلى 50 سنتاً إذا أضفنا إليها كلفة الهدر والفساد. ولم تعد خزينة الدولة قادرة على تغطية هذه الخسائر، فانخفضت التغذية إلى ساعتين في اليوم.

وتعطي مولدات الاشتراك حوالى 16 ساعة من التغذية بكلفة حوالى 50 سنتاً، ما يبقي 6 ساعات من التقنين يومياً. وأضاف أن مزرعة قرية تولا للطاقة الشمسية استطاعت بكلفة 120 ألف دولار إمداد جميع بيوت القرية (البالغة حوالى 200 بيت) بمعدل 10 ساعات من الكهرباء في اليوم ترتفع في الصيف إلى 14 ساعة وتنخفض في الشتاء إلى 4 ساعات. ويؤمن الاشتراك بقية التغذية، فباتت القرية تنعم بـ24 ساعة من الكهرباء يوميا، مشيرا إلى أن معدل إنتاج الكهرباء على الطاقة الشمسية في تولا يبلغ 7 سنتات لكل كيلوواط ساعة. ويمكن الاستفادة من تجربة تولا في بقية المناطق عبر جذب الاستثمارات الخاصة في مزارع طاقة شمسية والتعاون مع المولدات للتوزيع برعاية البلدية.

ثم تحدث المهندس المسؤول عن تنفيذ مزرعة تولا للطاقة الشمسية وإدارتها إيلي جريج عن مراحل تطوير المشروع الذي بدأ في فترة كان لبنان يعاني فيها انقطاعاً حاداً في المحروقات، وكان إنتاج مولد الاشتراك في تولا لا يتعدى 4 ساعات يومياً، وشرح كيف يمكن للتعاون بين البلدية وأصحاب المولدات ومستثمري القطاع الخاص أن يعطي نتائج إيجابية، موضحاً أن عدد الألواح التي تم تركيبها في تولا يوازي ضعف حاجة البلدة (100 ميغاواط) تحسباً لازدياد عدد السكان، وبالتالي فقد يكون هذا المشروع أقل تكلفة في القرى الأخرى.

وتمتلك تولا اليوم فائض إنتاج في النهار، وقد تواصلت مع مؤسسة كهرباء قاديشا لتصريف الفائض عبر تبادل الكهرباء في ما بينهما أو بيعها في أوقات الذروة. كما عرض النائب الدكتور طه ناجي إقرار اللجان النيابية نظام الطاقة المتجددة التي تسمح لأي مواطن لبناني أو بلدية بإنتاج 10 ميغاواط بإذن من الهيئة الناظمة التي لم تُشَكَّل بعد، على أن تضع الهيئة تسعيرة الكيلوواط لدى تشكيلها. وتوفر الطاقة المتجددة على لبنان شراء الفيول، كما تخفف من انبعاثات الغازات السامة. وشدد ناجي على أهمية مشروع الطاقة المتجددة للبنان على مستوى الجمعيات الخيرية. ومثل النائب فيصل كرامي الدكتور إبراهيم حمزة الذي عرض مشكلة التركيب العشوائي للطاقة الشمسية السائد في لبنان الذي أدى إلى إحداث المشاكل، مشدداً على ضرورة تنفيذ مزارع للطاقة لتنظيم المدينة وضرورة اعتماد أفضل التقنيات لتوزيع الطاقة.

وقد اعتبر النائب رامي فنج أن مشكلة الدولة بأكملها هي سوء الإدارة، فالمشكلة ليست تقنية ولا في غياب الكفاءات، وإنما تحتاج البلاد إلى إعادة تأهيل وإدارة متجددة. وشدد على أهمية اللامركزية الإدارية للبنان لنتمكن من إضاءته مجدداً.

مصدرنداء الوطن
المادة السابقةفسخ عقود المقاولات والأشغال مع الدولة
المقالة القادمةإنجاز صفقة “توتال إنرجي” وقطر: التوقيع الأحد