مصر تُنقذ موسم التفاح اللبناني

ينسحب الوضع اللبناني المُتحلّل على الواقع الزراعي الذي يعاني من تداعيات الأزمة الإقتصادية بشكل كبير ويمنع المزارع من تصدير إنتاجه، لا سيما تصدير موسم التفاح الذي عادة ما يكون من أهم الصادرات اللبنانية إلى الدول العربية. حيث برزت هذا العام مشاكل إضافية خفضت نسبة هذه الصادرات، وبالتالي أثرت على واقع المزارعين وتراجع أرباحهم كثيراً.

فماذا حمل هذا الموسم من تحديات لمزارعي التفاح؟ يلفت وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن، إلى أنّ «القطاع الزراعي مثله مثل كافة القطاعات، والتي تأثرت سلباً نتيجة الأزمة الإقتصادية والسياسية والإجتماعية التي تعيشها البلاد»، ويحدد الأصناف التي يصدرها القطاع الزراعي إلى الخارج وهي «الحمضيات والموز والبطاطا والتفاح وبعض الفواكه الصيفية».

ويتطرّق الحاج حسن خلال حديث مع صحيفة «نداء الوطن»، إلى المشاكل التي يعاني منها القطاع، وأبرزها صعوبة «الوصول إلى بعض الأسواق»، في المقابل يلفت إلى»تأثير سعر صرف العملة على عملية التصدير، حيث فتحت الشهية للتصدير بهدف إدخال الدولار الفريش إلى الداخل اللبناني».

وفي موضوع التفاح بالتحديد، يشير الى أنه في «العام الماضي كان هناك أزمة تتمثل بأن التفاح نضج دفعة واحدة، وعملية التصدير كانت متعثرة بسبب إستنسابية الدول التي كنا نصدر لها، لذلك برزت الصرخة لدى المزارعين».

أزمة مصر حلّت

ويشكر «مصر والأردن والعراق على فتح أسواقها بالكامل أمام منتج التفاح اللبناني»، فالوضع تغير هذا العام كما يؤكد وأصبحت الأمور أفضل، مطمئناً المزارعين الى أنه لن يكون هناك ثغرة، لا سيما أنه منذ حوالى الشهر تمت تسوية مسألة تداعيات فرض مصر 10% على كافة المنتجات الزراعية الطازجة التي تدخل أراضيها، من أجل هذا الأمر ذهبت الى مصر وتكلمت مع الأخوة المصريين وتمت تسوية الأمور بكل إيجابية، شاكراً «للحكومة والقيادة المصرية تفهمهم».

التفاح التمّوزي

وإذْ يشير إلى أن «التفاح التموزي تم تسويقه بطريقة جيدة جداً من لبنان باتجاه الخارج، لا سيما العراق ومصر والأردن، متمنياً أن يحصل الأمر نفسه مع موسم التفاح القادم لا سيّما أنه يتواصل بشكل يومي مع الأصدقاء بالعالم العربي».

ويقدر أن «يكون الإنتاج من التفاح بحدود الـ 4 ملايين صندوق»، لافتاً إلى أنّ «لبنان يصدر نصف هذا الإنتاج تحديدا، ففي العام الماضي على سبيل المثال لا الحصر صدر إلى مصر 130 ألف طن غالبيتها من التفاح والعنب»، وتم تصدير ما يقارب 30000 طن تفاح من لبنان إلى مصر عبر مرفأ بيروت من 1 كانون الثاني 2023 لغاية 31 تموز 2023».

ويكشف الحاج حسن أن «مجموع الصادرات من خضار وفاكهة إلى الدول العربية (قطر، مصر، الكويت، الامارات العربية) وبعض الدول الأجنبية عبر مرفأ بيروت من 1 كانون الثاني 2023 لغاية 31 تموز 2023 تقارب 75000 طن».

مشكلة في السعر؟

وإذ يتوقع أن «لا يكون هناك من أزمة في التصدير»، لكنه يشير إلى «احتمال أن ينخفض السعر قليلاً، بسبب أن الموسم ينزل إلى الاسواق دفعة واحدة، من عكار إلى الضنية إلى كسروان إلى الجنوب»، ويلفت إلى مشكلة أساسية تتمثل بعدم وجود برادات كافية ما يضطر المزارعين إلى البيع بأبخس الأثمان».

ويبقى الهم لدى الوزير الحاج حسن الذي يعتبره غاية في الأهمية وهو فتح أسواق جديدة وإعادة المنتج اللبناني الى الاسواق العربية كافة».

لا كارثة تسويقية

من جهته يشرح رئيس جمعية المزارعين اللبنانيين إنطوان الحويك أن «الاصناف الموجودة اليوم في الاسواق تسمى بالتموزية أي التي تزهر باكراً، والتفاح بالإجمال يصدر منه القليل لأن أكثرية التصريف تكون للسوق المحلي، أما السوق الخارجي الأساسي فهي دولة مصر، وبالرغم من القرار المصري بمنع إستيراد التفاح وغيره، لكن على ما يبدو هناك استثناء للتفاح اللبناني». ويطمئن عبر «نداء الوطن» إلى أنّ «عملية تصريف إنتاج التفاح بدأت وينتظر كيفية سير الأمور»، لكنه يشكف أن «الموسم هذا العام ليس ممتازاً كالسنوات التي امتازت بغزارة الانتاج، وبالتالي من المفترض ألا يكون لدينا كارثة تسويقية»…

مصر المستورد الأساسي

وفي هذا الإطار، يشير حويك إلى أن «موسم العام الماضي كان ضعفي هذا الموسم، وبدأت الأزمة حينها عندما منعت مصر الإستيراد لمدة 3 أشهر، لكل أنواع لخضار والفاكهة لكنها استثنت في ما بعد التفاح اللبناني. لذلك يؤكد أن لا أزمة صادرات من حيث المبدأ مع مصر اليوم». ويلفت الى أن توزيع التفاح يتوزع على الشكل الآتي: 75% الى مصر و 25% بين الاردن والخليج. وبشكل عام تبقى مصر هي المستورد الأساسي». ويشير إلى أن «موسم 2022 أنتج 220 ألف طن. فيما توقعات الموسم الحالي فهي بحدود الـ120 ألف طن».

الموسم «مشوّه»

بدوره يؤكد رئيس «نقابة مزارعي التفاح في لبنان» فؤاد نصر، لـ»نداء الوطن» أن «الموسم هذا العام هو نصف المواسم المعتادة»، ليس كبقية المواسم السابقة ويصفه بالمشوه».

ويضيء على «مشكلة واجهت المزارعين تمثلت بغلاء الأسمدة والأدوية بالإضافة إلى التشويه الذي حصل جراء البرد، وهو عائق جدي ويؤثر على تصدير التفاح للخارج ويتسبب بتراجع كمية التصدير.

ويطالب نصر أن «يعامل لبنان الدول الخارجية بالمثل في حال قررت وقف الإستيراد من لبنان، فيوقف الإستيراد منها».

ويلخص المشكلة التي يعاني منها المزارعون والتي تتمثل بارتفاع غلاء كلفة الانتاج، معطوفة على قلة الإنتاج، إضافة الى «ما تركه البرد من تشوه في الثمار وهو ما سيؤدي حتماً إلى إنخفاض نسبة بيعه وتصديره إلى الخارج». ويختم نصر بالقول: «العام الماضي كان أفضل لا سيما أن هذا العام إرتفعت رسوم الجمارك».

مصدرنداء الوطن - رماح الهاشم
المادة السابقةأقساط المدارس الخاصة تتضاعف مرتين إلى 5 مرات
المقالة القادمةالـمُـنتَـفِـعون من الجوع