معرض فارنبورو يُذكي سباق الهيمنة على سوق الطيران

اتجهت أنظار المهتمين بصناعة الطيران إلى مدينة فارنبوره القريبة من العاصمة البريطانية لندن، التي تستضيف أحد أكبر معارض القطاع في العالم بعد انقطاع بسبب الوباء، وسط توقعات بعقد صفقات بمليارات الدولارات طيلة أيام هذا الحدث.

وكان هذا المعرض الذي يقام كل سنتين ويعد الأهم في هذا القطاع بعد معرض لوبورجيه قرب باريس، قد ألغي عام 2020 بسبب الأزمة الصحية التي جمدت آلاف الطائرات على الأرض وأغرقت قطاع الطيران في أخطر أزمة في تاريخه.

وسيقدم المعرض مقياساً لتعافي قطاع الطيران العالمي من الوباء الذي أسفر عن تدمير قطاع السفر الدولي، وسيقدم أحدث المعلومات المتعلقة بالانهيارات اللوجستية والعجز في العمالة اللذين عرقلا جهود الشركات المصنعة للإسراع بالعمل في المصانع الخاصة بها.

وسيشهد المعرض مرة جديدة منافسة شديدة على وقع إعلانات عن طلبيات كبرى بين المجموعة الأوروبية ومنافستها الأميركية بوينغ.

وقال المدير العام للمعرض غاريث رودجرز لوكالة الصحافة الفرنسية “إنه أول معرض عالمي كبير للطيران يجري منذ ثلاث سنوات، منذ باريس 2019”.

وتتأهب المجموعتان العملاقتان لتلقي طلبات شراء طائرات جديدة، فيما تتنافس فرق مبيعات شركات تصنيع الطائرات المنافسة لعقد صفقات لا تقل قيمتها عن 21 مليار دولار قبيل أكبر معرض تجاري في القطاع.

وستسعى بوينغ إلى دعم طرازي طائرتيها المتعثرين 737 ماكس 10 و777 إكس بطلبيات تزيد قيمتها رسميا على 15 مليار دولار من شركتي دلتا إيرلاينز الألمانية ولوفتهانزا الألمانية خلال الحدث.

وقالت مصادر في القطاع إن بوينغ ستظهر بأداء قوي مع افتتاح المعرض، بعد محادثات على مدى أشهر مع دلتا بشأن طراز بوينغ 737 الأكبر في طائراتها.

وذكرت الشركة التي تبحث شراء مئة طائرة ماكس 10 الأسبوع الماضي أنها تجري محادثات لطلب حوالي 12 طائرة أخرى من طراز أيرباص أي 220 في صفقة من المحتمل إعلانها الثلاثاء.

كما أن طيران الاتحاد المملوكة لحكومة أبوظبي أكدت طلبية شراء سبع طائرات شحن أيرباص أي 350، على الرغم من عدم وضوح ما إن كان سيتم الكشف عن ذلك خلال المعرض.

وسبق أن كشفت أيرباص عن الطلبية في نشرتها الشهرية الأحدث دون الكشف عن المشتري.

ومن المرجح أن تبرم لوفتهانزا الألمانية صفقة لشراء نحو عشر طائرات شحن كبيرة من بوينغ، منها سبع من نسخة الشحن من 777 إكس التي جرى إطلاقها في الآونة الأخيرة.

 

كما تفاضل شركة الخطوط الملكية المغربية بين طرازات أيرباص وبوينغ لإحلال بعض طائرات 737 المتهالكة.

وقد تعقد أيرباص صفقة تفوق قيمتها عشرة مليارات دولار لبيع 30 طائرة نفاثة عريضة البدن من طراز أي 330 نيو مع الخطوط الجوية الماليزية.

وذكرت بلومبرغ في وقت سابق من هذا الشهر أن الشركة الأوروبية كانت تتصدر سباقا في مواجهة بوينغ متصلا بشركة الطيران الواقعة في جنوب شرق آسيا.

ومن الممكن أن تنهي أيرباص أيضا طلبات شراء تبلغ 60 طائرة من طراز أي 220 من شركة لوت بوليش إيرلاينز.

في هذه الأثناء، دخلت شركة كوندور فلوغدينت الألمانية في مناقشات مع أيرباص لشراء نحو 40 طائرة من طراز أي 320 نيو التي من الممكن أن تكتمل في أقرب وقت خلال الأسبوع الجاري، وفقا لمصادر مطلعة رفضت الكشف عن هويتها.

وتقول أيرباص إنها لا تعلق على تكهنات. وأوضحت في بيان عشية المعرض إنها “على اتصال دائم بالعملاء الحاليين والمحتملين وأن أي مناقشات قد تجري أو لا تجري تبقى ذات طابع سري”.

وما تزال توجد طلبات شراء أخرى موضع تفاوض مع شركات الطيران التي تحاول المساومة مع كلا المصنعين للحصول على أفضل الشروط.

وقال أشخاص مطلعون إن شركة جت إيرويز إنديا، التي تستعد للعودة إلى تسيير رحلات طيران، ما تزال تدرس اتخاذ قرار بين طائرات أيرباص من طرازي أي 320 نيو وأي 220 علاوة على طائرات بوينغ من طراز 737 ماكس أو إمبراير أس.أي.

ونسبت بلومبرغ إلى متحدث باسم جيت قوله “نمر بمرحلة متقدمة من المناقشات مع شركات التأجير المنتهي بالتمليك ومصنعي المعدات الأصلية للطائرات”. وأضاف “نقوم بدراسة كافة الاحتمالات لإيجاد الأفضل بالنسبة إلينا”.

ويقول خبراء إن الإعلانات أثناء المعرض قد تساعد بوينغ على تدعيم سجل طلبات الشراء الخاصة بها واستعادة توازنها المعتاد مع أيرباص.

وزادت شركة صناعة الطائرات الأوروبية من ثقلها خلال العقد الماضي لتسيطر على نحو 70 في المئة من قطاع الطائرات ضيقة البدن، وهي الفئة الأكثر استخداما.

وتصارع بوينغ على جبهات عدة، بداية من مشكلات الجودة التي تتعلق بالطائرة من طراز 787 دريملاينر وصولا إلى الشكوك المحيطة بالحصول على موافقة الجهات التنظيمية على تحليق الطائرة من طراز ماكس 10.

وفضلا عن ذلك تواجه الشركة الأميركية ضغوطا لمراجعة مبيعات 737 ماكس بعد توقف طويل في أعقاب وقوع حادثين مميتين قبل أربع سنوات.

ورغم ذلك، تتعرض أيرباص حاليا لصعوبات على صعيد رفع إنتاج الطائرات حتى مع أنها تستهدف إنتاج ما يبلغ حوالي 75 طائرة من طراز أي 320 نيو شهرياً بحلول 2025.

وأكد غيوم فورى الرئيس التنفيذي للشركة الشهر الماضي أنه مع نهاية مايو الماضي، كان لدى الشركة 20 طائرة تسمى “الطائرات الشراعية”، أو الطائرات المبنية بطريقة كاملة دون وجود محركات، والتي لم يتم التمكن من شحنها.

وفيما يعد خرقا للقاعدة، لم ينتظر بعض العملاء الحدث للإعلان عن الصفقات. ففي وقت مبكر من الشهر الحالي، أزاحت أكبر شركات الطيران الصينية الستار عن صفقة بيع ضخمة لنحو 290 طائرة أيرباص من طراز أي 320 نيو تبلغ قيمتها 37 مليار دولار.

ووصل حجم الطلبيات والتعهدات خلال آخر معرض عام 2018 إلى 192 مليار دولار ما يمثل بحسب المنظمين أكثر من 1400 طائرة.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةالصين تدشن أول مطار محوري تخصصي للشحن في آسيا
المقالة القادمةلبنان الأغلى معيشياً و«الأسوأ» لجهة نوعية الحياة