«معمول العيد» ضحيّة الدولار: بازلاء بدل الفستق!

مع التصاعد الجنوني للأسعار، وخصوصاً لمكوّنات حشوة المعمول، أي التمر والجوز واللوز والفستق الحلبي، بدأ الكثير من الطهاة يبتكرون بدائل من الحشوة الباهظة الثمن. والبعض منهم يحتالون على المكوّنات بإضافة مكوّنات أخرى. البدائل التي لجأ إليها بعض صناع معمول العيد، بحسن أو بسوء نية، تكشفها الطاهية عبير واكيم. إحدى الحيل إضافة البازلاء إلى الفستق الحلبي الذي ارتفع سعره أضعافاً.

فبدلاً من شراء كيلو من الفستق الحلبي بـ 200 ألف ليرة لبنانية، والذّي يختلف سعره بحسب سعر صرف الدولار اليومي في السوق السوداء، البعض يشتري 200 غراماً ويقوم بطحنه مع البازلاء الخضراء ذات اللون الشبيه بلون الفستق ويضاف إليهما السّكر وماء الورد وماء الزهر وقطرات من مُطعّم الطعام بنكهة الفستق.

فكّرت واكيم في ابتكار معمول بحشوة التّفاح كبديل أقل سعراً من حشوة المكسرات أو التمر. نشرت إعلاناً عن منتجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه لم يلق تجاوباً. «المجتمع معتادٌ النمطيّة وعدم كسرها، فلا يتقبّل أفكاراً جديدة تخرّب مقدّسات العيد». طلبات الزبائن لديها انحصرت بكميات قليلة من المعمول بالتمر واللوز والجوز، ولم يطلب أحد معمول الفستق الأكثر كلفة.

أمّا الطاهية الشّابة لوسيانا سمّور، ففكّرت في ابتكار المعمول بالشوكولا كبديل محبّب عن المكسرات. اتّفقت واكيم وسمّور على أنّ إعداد كمّيّة من المعمول مسبّقاً يُعدُّ مخاطرة كُبرى في هذه الأوضاع. ففي حال لم تُبع الكميّة، فستتكبّدا الخسائر. وفي هذه الفترة، أي قبل أسبوع من العيد، وفي الأعوام السابقة، كانت تنهمر الطلبيات. أمّا هذا العام، فالزبون الذي كان يشتري 3 كلغ من المعمول، أصبح يكتفي بكلغ واحد. وبما أنّ سعر صرف الدولار في السوق السوداء غير ثابت ويتحكّم في عمليّة البيع والشّراء لكلّ المنتجات، «لا يمكننا تثبيت سعر المعمول».

كلفة صناعة المعمول منزلياً لدى سمّور وواكيم، أقل كلفة من المحال. التكاليف الإضافية لدى المحال من الإيجارات ورواتب الموظفين، دفعتهم إلى فرض بدائل جوهرية على معمول العيد؛ فقلّصوا كمّيات السميد والسكّر والزبدة أو السمنة.

مصدرجريدة الأخبار - ربيكا سمعان
المادة السابقة“الإقتصاد” تُحيل مشروع إلغاء الإحتكار إلى اللجنة الفرعية
المقالة القادمةإضراب عام لقطاع النقل البري