شكّل اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ضربة قاسية لهيكلية الحزب العسكرية والإدارية، وتسبب ذلك بحالة من اللا استقرار انعكست في كل الميادين واستمرت لمدّة أسبوعين تقريباً قبل أن تعود عجلة العمل للدوران، والحديث هنا عن الشق الإداري بالتحديد.
تمكن الحزب من العودة لمعالجة ملفّ النازحين من خلال إطلاق برنامج صامدون، الذي انطلق العمل فيه بداية لتعبئة داتا النازحين، داخل لبنان وخارجه في سوريا والعراق، وبحسب مصادر مطّلعة فإنّ توزيع المساعدات العينيّة والماليّة قد انطلق منذ 10 أيام تقريباً، وستستمر إلى حين انتهاء الحرب، لأن هذه المرحلة لها ترتيبات جديدة.
تكشف المصادر عبر “النشرة” أن الحزب أطلق منذ أيام العمل ببرامج الدعم لما بعد الحرب، مشيرة إلى أن فرق الحزب أجرت إحصاءات شبه شاملة للأضرار في المنازل والشقق والمباني، وهي تزيد على هذه الداتا بحسب مستجدّات الحرب، وستعمل بعد وقف إطلاق النار على أكثر من شكل للدعم.
الشكل الأول بحسب المصادر يطال أصحاب المنازل المدمّرة بالكامل وهنا الحديث عن أولئك الذين لا يملكون منزلاً بديلاً، وسيُصار إلى إعطائهم، من حيث المبدأ، كون الرقم لم يتم تثبيته بعد، 14 ألف دولار أميركي تكون للسكن والأثاث لمدة عام واحد إلى حين بناء المنزل.
الشكل الثاني للدعم سيكون لأصحاب المنازل المتضرّرة، حيث سيُصار إلى دفع أموال الترميم بعد الكشف وتقييم الأضرار، أو تصليح الضرر بشكل مباشر، أما الشكل الثالث سيكون لأجل إعادة البناء، وهنا سيتم التفريق بين منازل القرى الجنوبية ومنازل الضاحية ومنازل البقاع.
من حيث المبدأ تُشير المصادر إلى أن ورشة إعادة الإعمار في الضاحية الجنوبية ستكون مشابهة لما حصل بعد حرب تموز عام 2006، أما في الجنوب فسيكون هناك خيار لأصحاب المنازل أن يعيدوا البناء بعد حصولهم على الأموال للتعويض، مشدّدة على أنّ المبالغ الّتي ستحدد غير معروفة بعد.
بالنسبة إلى حزب الله فإنّ مرحلة ما بعد الحرب ستكون بنفس أهميّة الحرب وربما أكثر لأن البيئة التي صمدت وتحملت يجب أن تنال الاهتمام الكامل كي تعود إلى حياتها. ترى المصادر أنّ قرى الحافة الأماميّة المدمّرة بشكل كامل قد لا تشهد عودة سريعة لكل سكانها ولكن هذا الأمر لن يكون مشكلة من حيث السكن كون هؤلاء سيعودون إلى القرى الجنوبيّة التي نزحوا إليها طوال عام كامل من الحرب، رغم أن بعضهم يؤكد أنه سيعود إلى بلدته ولن يتركها حتى ولو تطلب الأمر السكن بالعراء لفترة زمنية بسيطة.
بحسب معلومات “النشرة” فإن مرحلة إعادة الإعمار لن تتأخر لتنطلق بعد الحرب، وسيكون هناك دور لدول عربيّة فيها أيضاً، بالإضافة إلى دور إيران وحزب الله، وتُشير المعلومات إلى أنّها ستكون مرحلة إعمار ودعم للجيش اللبناني، ولكن ذلك كله يبقى مرهوناً بنهاية الحرب والوصول إلى تسوية توقف إطلاق النار.