فرض ملف الدعم نفسه هذا الأسبوع على مستوى الحدث على الساحة المحلية، ذلك إذا أخذنا بالإعتبار، أن ملف تشكيل الحكومة بات حدثاً دائماً منذ أشهر على الساحة، مع استمرار التعثّر في التوصل الى تفاهمات سياسية تفضي في المحصلة، إلى إقفال هذا الملف.
الدفع بملف الدعم إلى مقدمة الحدث هذا الأسبوع، جاء من بوابة مصرف لبنان الذي رفع حاكمه رياض سلامه كتاباً مُطوَّلاً بالموضوع إلى وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني، حذَّر فيه من التداعيات الخطيرة التي سيتركها الدعم على احتياطيات مصرف لبنان من العملات الصعبة، إذا لم تسارع الحكومة لوضع تصوِّر واضحٍ لسياسة الدعم التي تريد اعتمادها، وتضع حداً للهدر الحاصل، وضمن حدود وضوابط تسمح بالحفاظ على موجودات المصرف المركزي بالعملات الأجنبية.
ولفت سلامه في كتابه، إلى أن الاستمرار بسياسة الدعم المتّبعة حتى هذه الساعة، تسببت بانخفاض موجودات المركزي، كما أظهرت عدم جدواها، بالنظر إلى حجم الهدر الكبير الناتج عن عدم إمكانية ملاحقة المتلاعبين ومهرِّبي المواد المدعومة.
من جهته، بادر وزير المال فور تسلمه كتاب سلامه إلى إحالة الكتاب إلى رئاسة مجلس الوزراء، كون المجلس هو المعني برسم السياسات الاقتصادية وليست وزارة المال.
وفي سياق الموضوع عينه، على الحكومة أن تسارع إلى حسم السياسة التي ستُعتمد في المرحلة المقبلة بخصوص الدعم، كي لا تتحمل تداعيات هذا الملف على الوضعين المعيشي والمالي، لاسيّما وأن مصرف لبنان سبق أن أكد أنه لن يكون بمقدوره الاستمرار في الدعم بعد نهاية شهر أيار، ما لم تبادر الحكومة إلى تعديل سياستها الراهنة.
أما الحدث الثاني الأبرز هذا الاسبوع، جاء أيضا من بوابة مصرف لبنان، حيث أكد حاكمه رياض سلامه في حديث أدلى به لصحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، أن “المصرف المركزي لا يزال لآخر دعامة صلبة للبلاد”. وقال: “إن لبنان يعاني من عجزين، الأول يتمثل بعجز الموازنة، والثاني يتمثل في عجز الحساب الجاري، لافتاً إلى إهمال الحكومات والبرلمان للإصلاحات”.
من جهته، أعلن مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في “صندوق النقد الدولي” وزير المال اللبناني السابق جهاد أزعور، “أن لبنان لا يمكنه إخراج نفسه من أزمته الاقتصادية، من دون حكومة جديدة لتغيير البلاد، وإطلاق إصلاحات متعثرة منذ فترة طويلة”.
أخيراً، أرجأ مصرف إطلاق منصته الجديدة التي كان من المفترض أن تبدأ العمل أمس الجمعة إلى وقت لاحق، وسط حديث عن معوقات كثيرة تواجهها ولادة المنصة.