أعلن قادة عدد من الدول، من بينها بريطانيا وألمانيا وكندا والسويد، عن تقديم قرابة مليار دولار إضافية، كجزء من مبادرة “كوفاكس”، التي من ضمن أهدافها تأمين حصول الدول النامية ومتوسطة الدخل بشكل عادل على لقاح كورونا عند توافره.
وجاء ذلك خلال اجتماع رفيع المستوى عقد عن بعد برعاية كل من بريطانيا وجنوب أفريقيا والأمم المتحدة، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، حضره عدد من قادة الدول، من بينهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ووزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن “مبادرة “كوفاكس” العالمية ترمي إلى العمل مع مصنّعي اللقاحات من أجل تمكين البلدان في مختلف أنحاء العالم من الحصول على لقاحات مأمونة وفعالة بشكل منصف بمجرد ترخيصها واعتمادها. وتتوفر لمبادرة “كوفاكس” حاليا أكبر محفظة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا وأكثرها تنوعاً في العالم، بما فيها تسعة لقاحات مرشحة وتسعة أخرى في طور التقييم، بالتزامن مع محادثات جارية مع منتجي لقاحات رئيسيين آخرين”. وبحسب الأمم المتحدة فإنه وحتى الآن فقد انضمت 156 دولة حول العالم للمبادرة، ما يمثل 64 بالمئة من سكان العالم وتجري مفاوضات إضافية مع 38 بلدا آخر.
وكان لافتا غياب الولايات المتحدة الرسمي عن الحملة والاشتراك بالجهود الدولية متعددة الأطراف لتوفير وتوزيع اللقاح حول العالم، إلا أن عددا من الشركات الدولية الخاصة ومنها شركات أميركية انضمت إلى الحملة. وعلى الرغم من التزام عدد من الدول الغنية بدعم مبادرة “كوفاكس” وحصول المبادرة على التزامات بمليارات الدولارات لدعمها، إلا أن الهوة بين ما قامت الدول بالالتزام به وبين ما تحتاجه مبادرة “كوفاكس” ما زالت كبيرة.
وفي هذا السياق، قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، في ختام الاجتماع رفيع المستوى، “الآن لدينا وسيلة النقل هذه (مبادرةكوفاكس) وأعطيت الوقود الذي تحتاج له في المرحلة الأولى من الرحلة، لكننا بحاجة إلى المزيد من الوقود كي نتمكن من سد الحاجة حيث نحتاج ملياري جرعة، 245 مليون علاج، و500 مليون اختبار لنتمكن من إيصالها لجميع المحتاجين في كل مكان وفي هذا السياق نحتاج إلى 35 مليار دولار إضافية لسد تلك الحاجة”.
ثم أضافت: “نرحب بالمساهمات المالية الإضافية التي تم التعهد بها اليوم من ألمانيا وبريطانيا وكندا والبنك الدولي كما اتحاد شركات الأدوية الرئيسة. ولكن هذه خطوة أولى لسد الثغرة التي لدينا فيما يخص الحصول على 35 مليار دولار للتمويل. ما زال أمامنا الكثير من العمل وإذا تمكنا من ترجمة تعهدات مؤتمر اليوم بسرعة فهذا يعني أننا سنتمكن من سد الثغرة من 15 مليار دولار إلى ما يقارب الـ 14 مليار دولار وهذا سيمكن العاملين على المبادرة من المضي قدما للأشهر الثلاثة القادمة”.
ورحبت منظمة الصحة العالمية بالتعهدات التي تم جمعها لكنها لفتت الانتباه إلى أن مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة فيروس كورونا، وهي جزء من مبادرة “كوفاكس”، تحتاج إلى 15 مليار دولار بحلول نهاية العام، لدعم برنامج بناء القدرات الفورية – للبحث والتطوير والتصنيع والمشتريات وأنظمة التسليم. وبحسب منظمة الصحية العالمية فإن هذه هي “المبادرة الوحيدة عالميا التي تعمل مع الحكومات والمصنّعين على ضمان إتاحة لقاحات فيروس كورونا على الصعيد العالمي للبلدان ذات الدخل المرتفع والمنخفض على السواء. وضمت المبادرة الائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة، والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع، ومنظمة الصحة العالمية، ويعملون في إطار من الشراكة مع مصنّعي اللقاحات في البلدان المتقدمة والنامية”.