منافسة مكتومة للاستحواذ على مقاهي ستاربكس في الشرق الأوسط

انضم الصندوق السيادي السعودي إلى قائمة المتنافسين للاستحواذ على مقاهي ستاربكس في الشرق الأوسط، ما يكشف عن حصول تغيير في دور المقاهي بالمنطقة ناجم عن تغيّر اهتمامات مواطنيها وخاصة منهم الأجيال الجديدة.

وقال مصدران لرويترز إن صندوق الاستثمارات العامة السعودي دخل القائمة القصيرة لشراء حصة في امتياز سلسلة مقاهي ستاربكس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى التي تملكها مجموعة الشايع الكويتية.

وتمتلك ستاربكس المئات من المقاهي في 14 دولة في الشرق الأوسط وروسيا وآسيا الوسطى. ويعزو مراقبون التنافس للحصول على تمثيلها في الخليج، وخاصة في السعودية، إلى حصول تغير كبير في ثقافة المجتمعات الخليجية، وخصوصا إثر الانتشار الواسع للمولات وإقبال الشباب عليها إقبالا مكثفا.

وتحولت المقاهي في الخليج إلى منتديات للنقاش والتعليق على مختلف المواضيع، خاصة تلك التي لا يزال الإعلامي التقليدي يتجنب الخوض فيها، فيما أضحت مثار جدل على مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وكلوب هاوس.

ويقول مراقبون إن المقاهي صارت فضاء مثاليا أمام الخليجيين لاستكمال مناقشة المواضيع والأخبار والتعاليق التي يقرأونها أو يشاهدونها على تلك المواقع، وإن الأمر يشمل مواضيع سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية كان الناس في السابق يتجنبون الخوض فيها، حين كان المحافظون والمتشددون يسيطرون على الفضاء العام، لكن الأمور تغيرت الآن، وبات الخليج على أبواب انفتاح متعدد الوجوه.

ويشير المراقبون إلى أن صندوق الاستثمارات العامة سيشتري مجموعة تجارية ببعد اجتماعي تحركه إجراءات الانفتاح الرسمية في السعودية نفسها وتراجع تأثير التيارات الدينية في المنطقة بعد عقود من الهيمنة السلفية والإخوانية، لافتين إلى أن شراء حصة في هذه الشركة العالمية هو جزء من المناخ الملائم الذي تعده المملكة قبل مرحلة الانفتاح الاقتصادي والسياحي التي ينتظر أن تدخلها في السنوات القليلة القادمة، والتي ستتسم باستقبال الخبرات الأجنبية.

وعزا رئيس اللجنة الوطنية لريادة الأعمال باتحاد الغرف السعودية رياض الزامل ظاهرة انتشار المقاهي في البلاد إلى أن “سلوك المستهلك تغير خلال السنوات الخمس الماضية، وأصبح الاعتياد على ارتياد الكوفي شوب لغرض العمل والدراسة والاجتماعات المختلفة أمراً مهماً في جعل مشاريع الكوفي شوب أحد الخيارات التي اجتذبت إليها العديد من المستثمرين، وهذا الجذب انعكس على ارتفاع معدل نمو الاستثمار في قطاع محامص البن والمقاهي إلى أكثر من 40 في المئة خلال الفترة الماضية”.

وعينت مجموعة الشايع -وهي أكبر شركة في المنطقة لامتيازات العلامات التجارية الكبرى- العام الماضي بنك جيه.بي مورغان لبيع حصة أقلية في امتياز ستاربكس. وقال المصدران اللذان أشير إليهما سابقا إنها قد تبيع حصة تصل إلى 30 في المئة وتتراوح قيمتها بين أربعة وخمسة مليارات دولار.

ورفض الصندوق السيادي السعودي، الذي يدير أصولا تبلغ قيمتها نحو 600 مليار دولار، التعليق. ولم ترد مجموعة الشايع حتى الآن على طلب للتعليق. كما رفض جيه.بي مورغان التعليق.

وقال أحد المصدرين إن صندوق الاستثمارات العامة من بين أصحاب العروض الذين دخلوا الجولة الثانية مع اقتراب عملية البيع من مراحلها الأخيرة.

وذكر المصدران أن شركة مبادلة للاستثمار في أبوظبي وشركة أبوظبي القابضة خرجتا من المنافسة على شراء الحصة.

وقال المصدر الثاني إن عائد البيع قد تستخدمه مجموعة الشايع في أعمال أخرى تملكها، وإن تقييم الشركة جذاب مما يجعل عملية بيع حصة أكثر إغراء.

وتملك مجموعة الشايع امتيازات من بينها إتش أند أم ومذركير ودبنهامز وأمريكان إيجل أوتفيترز وفيكتورياز سيكريت.

 

 

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةتشكيل مجلس أعمال قطري ـ إيراني مشترك لتعزيز التعاون الاقتصادي
المقالة القادمةبوتين: أخطاء الغرب في السياسة الاقتصادية أدت إلى حدوث نقص في الغذاء وزيادة الفقر