منظمة فاو تحذر من تفاقم مشكلة الأمن الغذائي في 2022

حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) من أنّ الجائحة ستكون لها آثار طويلة الأمد على الأمن الغذائي العالمي، بعدما أدّى في 2020 إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يواجهون خطر الجوع.

ويهدّد تفاقم الجوع في العالم والذي زاد بواقع 18 في المئة خلال العام الماضي لوحده، وهو الأكبر منذ 15 عاما على الأقل، أكثر من أي وقت مضى الهدف الذي حدّدته الأمم المتحدة والمتمثل في القضاء عليه في عام 2030.

وبحسب أحدث تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ألقت الجائحة بقرابة 20 مليون شخص في براثن الفقر المدقع خلال 2021.

ويرجع خبراء فاو قلقهم إلى استمرار ارتفاع أسعار الغذاء عالميا حيث قفزت بنهاية العام الماضي بنحو 28 في المئة إلى أعلى مستوى لها في عقد من الزمن. وقالوا إن الآمال في العودة إلى ظروف السوق الأكثر استقرارا هذا العام تبدو ضئيلة. وبلغ متوسط مؤشر أسعار الغذاء لمنظمة فاو، الذي يقيس السلع الغذائية الأكثر تداولا عالميا، 125.7 نقطة في 2021، وهو أعلى مستوى منذ 131.9 في 2011. وتراجع المؤشر الشهري قليلا في ديسمبر الماضي لكنه كان قد ارتفع في الشهور الأربعة السابقة على التوالي بما يعكس انتكاسات منيت بها محاصيل بالإضافة إلى الطلب الكبير خلال العام الأخير.

وساهم ارتفاع أسعار الغذاء في زيادة أوسع نطاقا للتضخم في وقت يتعافى فيه الاقتصاد من أزمة فايروس كورونا. وقد حذرت فاو من أن ارتفاع الأسعار يعرض الفئات الأفقر للخطر في الدول المعتمدة على الاستيراد. وتوخت المنظمة الحذر في تقريرها الأخير فيما إذا كانت حدة الضغوط السعرية ستتراجع هذا العام.

وكان صعود أسعار المخصبات (الأسمدة) واقترانه بارتفاع أسعار الطاقة قد أدى إلى ارتفاع تكلفة المستلزمات التي يستخدمها المزارعون في إنتاج محاصيلهم الأمر الذي أثار الشكوك في العائد المتوقع من محاصيل موسم الحصاد المقبل.

وقالت المنظمة في تقريرها الشهري إن “أسعار جميع الفئات في مؤشر أسعار الغذاء لشهر ديسمبر انخفضت باستثناء منتجات الحليب، وسجلت أسعار الزيوت النباتية والسكر انخفاضا كبيرا”. واستشهدت في هذا الصدد بركود في الطلب خلال الشهر الماضي ومخاوف من تأثير متحور أوميكرون والإمدادات من محاصيل القمح في نصف الكرة الأرضية الجنوبي.

لكن جميع مكونات المؤشر أظهرت زيادات كبيرة خلال 2021 ككل، وسجل مؤشر أسعار الزيوت النباتية الذي تصدره الفاو مستوى قياسيا. وقالت فاو إن أسعار منتجات الحليب حافظت على ارتفاعها الأخير في ديسمبر الماضي بفعل انخفاض إنتاج الحليب في غرب أوروبا ومنطقة أوقيانوسيا.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةتمويل فرنسي يمنح المزارعين في لبنان بارقة أمل لإنقاذ أعمالهم
المقالة القادمةلا دوائر عقارية ولا معاملات… والسبب المازوت (فيديو)