تزامن أزمتي جائحة كورونا وانهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار، ضربا موسم الأعراس. كثر ألغوا حفلات الزفاف، بينما اضطر آخرون إلى تأجيل زواجهم من الأساس، إذ لم تعُد تكلفة تنظيم حفلة عرس أقل من تكلفة تأسيس منزل زوجي.
حال غوى الزين كحال كثيرات من الفتيات اللواتي انتظرن أفول كابوس كورونا للبدء بتحضيرات مراسم زفافهن بـ«الطنة والرنة»، لكن كابوس الدولار كان أسوأ لمن مدخراته وموارده بالليرة اللبنانية. وفي هذا السياق، تشير الزين إلى أن «العروس المقيمة في لبنان لم تعُد تجرؤ على الحلم بيوم زفافها، فقد صار مكلفاً وتحقيقه شبه مستحيل».
وقد أنتجت أزمة فستان الزفاف، التي صارت مشتركة بين كثيرات، مجموعات «الإعارة» على مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات «الواتساب»، حيث تعرض إحداهن فستاناً للإعارة أو الإيجار بسعر رمزي أو مجاناً من دون أن تكون صاحبة محل.
«قطوع» الفستان ليس سوى البداية. إيجار صالات الأعراس أعلى بكثير. وبدل إيجار قاعة مغلقة من دون أي خدمات أخرى لا يقل عن ألفي دولار. وقد يختلف السعر قليلاً بين منطقة وأخرى، ولا سيما بين المدن الكبيرة والأطراف، فيما ترتفع بشكل كبير بدلات إيجار المساحات المفتوحة التي كانت سابقاً لا تقل عن 15 ألف دولار.
ارتفاع البدلات مع الخوف من عدوى كورونا بالاختلاط، شجع كثيرين على إحياء الزفاف التقليدي في منزل العروس. زفة خارج المنزل وزينة في غرفة الاستقبال تحولها إلى قاعة مصغرة و«بوفيه» لضيافة المدعوين.
ورغم أن كثيراً من العرسان قبل الأزمة كانوا يستغنون بإرادتهم عن حفلات الزفاف ويوفرون نفقاتها لصرفها على السفر إلى أكثر من بلد، فإن ذلك صار من الماضي.
في مثل هذا الشهر من موسم صيف 2019، بلغت نسبة الحجوزات لشهر العسل 150 حجزاً في مقابل عشر حجوزات لصيف 2021 لدى محمد بركات صاحب إحدى وكالات السفر. ولفت بركات إلى أن انخفاض الحجوزات سُجّل رغم «انحسار كورونا ورفع القيود وفتح المطارات».