نجا مطار بيروت الدولي من الخلل التقني العالمي الذي أصاب العديد من المطارات والشركات والمستشفيات حول العالم. واقتصر الأمر في مطار بيروت على تأثر أنظمة التسجيل والحجوزات، لبعض الوقت. وأوضحت مصادر “المدن” أن الخلل التقني العالمي لم يؤثر بالمطار بشكل مباشر، بل إن التأخير البسيط الذي حصل في أنظمة الحجوزات ناجم عن إلغاء شركات طيران عالمية رحلاتها بسبب العطل العالمي.
السيرفيرات والكمبيوترات بلا إنترنت
عدم تأثر المطار بالخلل التقني العالمي لا يعني أن المطار في أفضل حالاته. وتلفت المصادر إلى أن مطار بيروت ما زال يعاني من الاعتداء السيبراني الذي حصل في وقت سابق والذي أدى إلى تعطل شاشات العرض في صالات الذهاب والإياب وجرارات الحقائب، وكل الأجهزة الإلكترونية الموصولة في شبكة الانترنت. فإلى حد الساعة، وفيما لم يتأثر المطار بالخلل التقني العالمي، ما زالت سيرفرات المطار غير موصولة على شبكة الانترنت.
وتشرح المصادر، أن جميع الكمبيوترات في مختلف المصالح والإدارات في المطار غير موصولة على شبكة الانترنت للسبب عينه. كما أن البريد الإلكتروني الرسمي الذي يتضمن كود (.gov.lb) لجميع الموظفين ما زال غير مفعّل. ولم يعد تشغيل إلا بعض إيميلات بعض الموظفين الذين يستخدمونها على هواتفهم الخاصة أو على كمبيوترات خاصة بهم. بمعنى أوضح أعيد تشغيل البريد الإلكتروني للموظفين الذين أمنوا مصادر انترنت بديلة، لا تمر عبر سيرفرات المطار. غير ذلك، جميع كمبيوترات المكاتب غير موصولة بالإنترنت. في المقابل، يستطيع الموظف الدخول إلى السيرفرات لتخليص المعاملات لكن ليس عبر شبكة الانترنت، بل عبر الشبكة الداخلية. والسبب أنه ما زال هناك مخاوف من أن شبك السيرفرات بالانترنت قد يشكل تهديداً سيبرانياً، أو تجدد الاعتداء السابق، لعدم وجود برنامج حماية متطور وفعال.
وأوضحت المصادر أن لا علاقة لعدم وجود شبكة إنترنت على سيرفرات المطار بعدم تأثر المطار بالخلل التقني العالمي. بل إن الأمر مرتبط ببرمجيات أو أنظمة التشغيل “كرود سترايك” غير معتمد في لبنان.
تعليق إضراب الفنيين بالمطار
في سياق متصل بمطار بيروت أعلن الفنيون المناوبون في المديرية العامة للطيران المدني تعليق إضرابهم الذي كان مقرراً في الأول من آب. وكانت “المدن” قد نشرت تقريراً حول معاناة هؤلاء الفنيين بما يتعلق بأجر الساعات الليلة. وكشفت “المدن” عن تفاصيل كيفية تمويل الحوافز الدولارية للموظفين، ووجود تفاوت كبير بين الموظفين في هذا الشأن. وعلى الأثر، صدر عن مجلس الوزراء يوم اول أمس مرسوم تعديل تعويضات ساعات العمل الليلي. وعليه صدر عن الفنيين المناوبين بيان امس الجمعة في 19 تموز قالوا فيه: “بعد التعاطي الإيجابي السريع لوزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية والمتابعة الحثيثة للمدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن، وتبنيهما وتفهمهما لمطالب الموظفين الفنيين في المديرية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، وقرار مجلس الوزراء بتعديل تحديد بدل ساعات العمل الليلي، يعلن الموظفون الفنيون تعليق إضرابهم الذي كان مقرراً في الأول من آب”. وستتابع الإدارة إنجاز المرسوم مع وزارة المال وتحديد آلية سريعة لذلك”.
صدور هذا المرسوم وإلغاء الإضراب الذي كان من شأنه تهديد السلامة العامة للطيران، لا يعني انتهاء القضية عند هذا الحد. وتكشف مصادر الفنيين لـ”المدن” أن قرار مجلس الوزراء لم يحدد أجر الساعة بعد التعديل وفق اقتراح المرسوم الذي عرض سابقاً. بل إن قرار مجلس الوزراء بحاجة للمتابعة مع وزارة المالية ومجلس الخدمة المدنية ومجلس شورى الدولة. وبالتالي، ربما يعود ويعدل أجر الساعة، بما لا يرضي الفنيين. فحينها تعود وتتجدد المشاكل من جديد.