ندوة عن أزمة مياه البقاع في الجامعة الإسلامية في بعلبك والكلمات دعت الى تحسين ادارة المياه وتحمل المواطن مسؤوليته في الحفاظ عليها

نظمت الجامعة الإسلامية في لبنان- فرع بعلبك، ندوة عن “أزمة المياه في البقاع”، بالتعاون مع مؤسسة مياه البقاع وجمعية “العمل التطوعي المدني الإيطالية”، في حضور راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، المفتي الشيخ عبدو قطايا، رئيس اتحاد بلديات بعلبك نصري عثمان، رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمؤسسة مياه البقاع المهندس رزق رزق، رئيس مركز التنظيم المدني في بعلبك المهندس جهاد حيدر، مجيرة مشاريع المياه في لبنان في جمعية GVC جوانا فون غوتنبرغ، رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس ممثلا بالنقيب محمد طه، عضو هيئة الرئاسة في حركة “أمل” العميد عباس نصرالله، مسؤول مكتب الشؤون البلدية للحركة في البقاع عباس مرتضى، معاون مسؤول العمل البلدي ل”حزب الله” في البقاع هاني فخر الدين، وفاعليات أكاديمية وتربوية واجتماعية.
حيدر
وألقى الدكتور زين العابدين حيدر كلمة الجامعة الإسلامية في لبنان، فقال: “عندما يتعلق الأمر بموضوع المياه والحفاظ عليها فمن أحرص من دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، إدراكا منه لأهميتها الحياتية والإقتصادية، فإنه لا يألو جهدا لدعم كل الدراسات والأعمال ذات الصلة، بدءا من إصراره اليومي على حل قضية الليطاني، إلى إقامة سد العاصي، وليس إنتهاء بدعم لقائنا هذا”.
وأشار إلى أن “الدراسات المناخية والهيدرولوجية التي قامت بها منظمة الأغذية والزراعة العالمية FAO، وصولا إلى مؤتمر دبلن حول المياه والتنمية المستدامة في العام 1992، وقمة ريو دي جينيرو في العام نفسه، كلها توصلت إلى عدة استنتاجات، منها أن مصادر المياه العذبة محدودة جدا وضعيفة، وهي ضرورية للحفاظ على الحياة والبيئة، وإن إدارة المياه يجب أن تستند على نهج تشاركي لا استئثاري، وبأن الاستهلاك المنزلي وتثقيف المجتمع يلعب دورا مهما في حفظ المياه وإستهلاكها، والأهم أن للمياه قيمة إقتصادية كبرى في جميع إستخداماتها ويجب الإعتراف بها كسلعة إقتصادية، كما وأن هذه المؤتمرات أكدت أهمية جمع المعلومات الصحيحة والبيانات المناخية الدقيقة، كي يتمكن أصحاب القرار من الارتكاز على مؤشرات واضحة لمعرفة طرق المعالجة مثل إنشاء السدود، وحفر الآبار، واستحداث الشبكات، وما إلى ذلك”.
وختم: “لقد نشر المركز الوطني لجودة الدواء والغذاء والماء والمواد الكيميائية في الجامعة اللبنانية نتائج تحليل عينات مأخوذة من المياه في عدد من مناطق البقاع، والتي أظهرت بأن التلوث الجرثومي يطال المياه السطحية والجوفية وشبكات التوزيع، وبالتالي فإن مياه الشفة في مناطق البقاع تكاد تكون غير صالحة للشرب. إن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن صحة المواطن أصبحت في خطر كبير، فماذا نترك لأولادنا وللأجيال القادمة من مياه أقلها للشرب”.
رزق
من جهته، أكد المهندس رزق أن “العديد من الظروف غير المؤاتية أدت إلى تدني كميات المياه المتاحة في البقاع، منها التغير المناخي، تناقص المتساقطات، النزوح السوري، تطور الحياة الذي أدى إلى ارتفاع وتيرة استهلاك المياه بشكل تصاعدي، وتلوث مصادر المياه السطحية والجوفية، وحفر الآبار العشوائي الذي استنزف المياه الجوفية”.
وقال: “لا يفكر أحد بأن مؤسسة مياه البقاع التي بدأت عملها عام 2002 هي المسؤول الوحيد عن المياه، بل كل مواطن مسؤول عن المياه والحفاظ عليها وعلى نوعيتها”.
وأشار إلى “أن المؤسسة تعاني من نقص في مواردها البشرية، إذ أن عدد مستخدميها 190 مستخدما، بالإضافة إلى 180 غب الطلب، ويكون النقص حوالي 500 شخص بحسب الأنظمة التي لم تلحظ أي مستخدم للصرف الصحي، وفي ظل وقف التوظيف. نحن أمام تحد كبير، ولولا دعم وزارة الطاقة والجهات المانحة لانهارت المؤسسة، ولما كان بمقدورنا توفير المياه في البقاع”.
وأعلن أن ديون المؤسسة تبلغ 161 مليار ليرة، منها 89 مليار ليرة لمؤسسة كهرباء لبنان، و5 مليارات لكهرباء زحلة، و11 مليارا للبلديات، و11 مليارا للضمان”.
وختم: “لدينا مخططات لمياه الشفة والصرف الصحي، ويتم إعداد دراسات وخطط لمياه الري، بدعم من وزارة الطاقة والمياه والجهات المانحة”.
فون غوتنبرغ
وتحدثت فون غوتنبرغ، فقالت: “نحن منظمة إنسانية لا تتوخى الربح، نعمل منذ عام 2006 في لبنان، ونحن اليوم نحتفل معكم بيوم المياه العالمي، لإيصال رسالة بأن لكل فرد الحق بالمياه”.
وأشارت الى أن “أهم العقبات والمشاكل في لبنان تتمثل بعدم حصول كل فرد في لبنان على مياه صالحة كما ينبغي”، وقالت: “نعمل في مشاريع مياه في لبنان في مجالين، لتأمين مصادر مياه إضافية لتلبية حاجات النازحين السوريين، ولتأمين حاجات المجتمعات المضيفة التي تعاني بدورها من نقص في المياه”.
درويش
وأشار الدكتور طلال درويش إلى نقص في الموارد المائية في البقاع، وقال: “الإحصاءات تؤكد أن المسار العام لكميات المياه المتاحة هو مسار تنازلي، علما بأن أكبر الحيازات الزراعية وأكبر استخدام للمياه الجوفية نجده في بعلبك الهرمل، ولبنان من بين الدول العربية المهددة بنقص وشح المياه، والمطلوب تحسين إدارة المياه لنتمكن من تحقيق استفادة أكبر من مياهنا”.

المادة السابقةالطاقة: بدء قبول طلبات تسوية وضع الآبار غير المرخصة في مهلة ستة أشهر
المقالة القادمة“بنك أوف أميركا”: المستثمرون يسحبون 20 مليار دولار من الأسهم ويضخون 12 مليار في السندات