أطلق وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار ظهر أمس الأربعاء، حملة “صيف لبنان 2022 – اهلا بهالطلة”، برعاية رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في احتفال أقيم في مركز التدريب والمؤتمرات التابع لشركة طيران الشرق الأوسط بالتعاون مع Live Love Lebanon.
وأكد نصار أن “موقع لبنان الجغرافيّ جعل منه صلة الوصل بين الشرق والغرب، إلا أنّ استعادة لبنان لسلامه الاقتصاديّ رهنٌ بإعادة بناء ثقة المجتمع الدّوليّ فيه واستمرار دعم أشقّائه وأصدقائه من خلال توطيد العلاقات الأخويّة بين لبنان والدّول الصديقة كافّة. نتطلّع إلى رؤية أشقّائنا العرب في بلدهم الثّاني لبنان وعملنا على تحقيق ذلك منذ اليوم الأوّل لتولّينا هذه الحقيبة وما زلنا مستمرّين بالعمل الدّؤوب علماً أنّه يتطلّب مجهوداً كبيراً على صعيد الدّولة والحكومة”.
وأشار الى أن “السّياحة هي العمود الفقريّ للبنان واقتصاده ونحن نفتخر بأنّ وطننا جاذبٌ للجميع سياحياً لتنوّعه على المستوى الطبيعي والمناخي وعلى المستوى الاقتصادي إذ يمكن لفئات المجتمع المختلفة زيارة لبنان، وبما أنّ اليد الواحدة لا تصفّق ولأنّنا نؤمن بأنّ الشّراكة بين القطاعين العام والخاصّ تؤتي ثمارها بشكل أفضل، يبقى القطاع الخاصّ الرّفيق الدائم في مشاريعنا السّياحية جميعها، فقد أثبت القطاع الخاصّ نجاحه وإبداعه ووصل إلى العالميّة، وتمثّل هذه الحملة خير دليل على التّعاون النّاجح بين القطاعين العامّ والخاصّ”.
وتابع: “أهلا بهالطلة” ليست الحملة الأولى ولن تكون الأخيرة لترويج السياحة على المستويين الداخلي والخارجي، إذ أنّ إطلاق الحملات والرّزم السياحية هو جزءٌ من خطّة عمل متكاملة بدأنا بها منذ اليوم الأوّل لتولّينا هذا المنصب، ومن هنا تأتي مطالبتنا الدائمة باستحداث وزارة للتخطيط لإيماننا بأنّه من خلال التّخطيط والإرادة وحسن التنفيذ نصنع حاضرنا ونضمن مستقبلنا، ليس على صعيد السياحة فحسب بل على صعيد الوطن أجمع”.
وتطرق نصّار الى أبرز نقاط خطّة عمل وزارة السّياحة، فقال: “أبدأ من المشروع الأهمّ ضمن هذه الخطة ألا وهو مشروع اللامركزية الإداريّة السّياحيّة، فقد باشرنا بزيادة عدد مكاتب وزارة السّياحة في المناطق كافّة ليصل عددها الإجماليّ إلى 37 مكتباً، وكلّ ذلك يدخل في إطار الخطة الّتي ستطبّق على مدى سنتين وتهدف إلى تسهيل الأمور على كلّ من المواطن والمستثمر والسّائح على حدّ سواء، وفي هذا السياق سنتعاون مع بلدية زغرتا- إهدن لنفتتح مكتباً جديداً في منطقة إهدن في 30 من شهر تموز، كما سنفتتح في الأسبوع المقبل مكتب الشباك الموحد One Stop Shop في مبنى الوزارة وسيكون صلة الوصل بين الإدارة المركزية والمكاتب السياحيّة في المناطق المختلفة، إضافةً إلى ذلك عدّلنا مهام المكاتب لتتحوّل من مكاتب استعلامية فقط إلى مكاتب استقبال طلبات التّرخيص للمؤسسات السياحيّة، وسنزوّد كلّ منها بخدمة تجربة الزائر من خلال مشروع Visitors Experience عبر ملء استمارة إلكترونياً، وتهدف هذه الخدمة إلى تقويم نوعيّة الخدمات السّياحية كافّة وصولاً إلى تحسين السياحة الداخلية وتطويرها”.
وتابع: “نتقدّم بجزيل الشكر والتّقدير إلى وكالة التّعاون والتّنسيق التركية TIKA الّتي موّلت تنفيذ الـOne Stop Shop، كذلك لم يغب مطار بيروت الدوليّ واستقبال الوافدين عن برنامج العمل، فقد أعيد تأهيل مكتب وزارة السياحة في حرم المطار وتفعيله، ولم يقتصر اهتمامنا بمبنى مطار بيروت الدولي على مكتب وزارة السياحة فقط، بل نعمل بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة والنقل على تنظيم موضوع تاكسي المطار ونسعى إلى إقرار اقتراح قانون تبلّغنا بأنّه سيدرج على جدول أعمال الهيئة العامة لمجلس النوّاب الّتي ستنعقد الأسبوع المقبل، وسيسمح هذا القانون للدّولة اللبنانية باستيفاء رسومها من شركات الطيران بالعملات الأجنبيّة، ما يزيد من إيرادات المديريّة العامّة للطيران المدنيّ”.
وتابع: “كما عملنا على تحسين الطريق الرئيس الذي يربط بين مطار بيروت الدولي ومدينة بيروت، ولا بدّ لنا من أن نّشكر اتحاد البلديات والبلديات المعنية على تعاونهم في موضوع الشراكة مع القطاع الخاصّ، فضلاً عن ذلك، أعدنا تفعيل دور المجلس الوطني لإنماء السياحة بعد غياب دام اثنتي عشرة سنةً، لما له من أهميّة في تطوير القطاع السياحي، واستعاد هذا المجلس نشاطه، حيث تمّ انتخاب مجلس إدارة جديد يجتمع اسبوعياً، كما أعلن عن فتح باب الانتساب للهيئة العامّة بهدف استقطاب العدد الأكبر من رجال الأعمال والمستثمرين وأصحاب الاختصاص في مجال السياحة من اللبنانيّين المقيمين والمغتربين”.
واردف: “وطبعاً عندما نتحدّث عن السياحة في لبنان لا بدّ لنا من ذكر المهرجانات الدولية والمحلية، إذ نشهد اليوم على إعادة إطلاقها بعد غياب طويل، فقد عادت مهرجانات بعلبك وبيت الدين وطرابلس والبترون وجونية وجبيل وجزّين وإهدن وغلبون ورشميا وغيرها من المهرجانات الّتي يتمّ التحضير لها في المناطق اللبنانية المختلفة، وبعد جمال لبنان الطبيعيّ لا بدّ لنا من الحديث عن جماله الإنساني إذ رفض اللبنانيّ أن ينحصر في الحدود الجغرافية للوطن، فقد أبحر حول المتوسط وأثبت وجوده في مختلف المجالات وتميّز وحصل على الأفضل في مجالات الموسيقى والطعام وتصميم الأزياء والمجوهرات، وبالحديث عن الجمال … خلق الله الجمال فكانت المرأة، وكيف إذا كانت المرأة اللبنانية التي تثبت بأنوثتها وثقافتها وذكائها أنّها ناجحةٌ ورائدةٌ أينما تواجدت، وأعدنا هذا العام إطلاق مسابقة ملكة جمال لبنان بالشّراكة مع المؤسسة اللبنانية للإرسال، حيث تمّت تسميتها We Miss Lebanon، لأننا في الواقع افتقدنا لبناننا الّذي أوصل نجاحاتنا إلى العالمية إذ ساهمت مسابقة ملكة جمال لبنان بدخول مشتركات عدّة إلى عالم التمثيل المحلي والعالمي وعرض الأزياء وتقديم البرامج… ونتاج هذا العام لن يكون مختلفاً”.
وقال: “نلتقي اليوم لإطلاق حملة “أهلا بهالطلّة” بالتعاون مع جمعية ”Live Love Lebanon” الّتي سبق أن وقّعنا معها مذكرة تفاهم وشراكة لترويج السياحة اللبنانية إلى العالم، وتهدف المذكرة إلى إطلاق منصّات يشارك من خلالها الشباب والمؤثرون ”influencers” في عالم الـ”social media” خبراتهم وتجاربهم لتسويق السياحة اللبنانية وترويجها والإضاءة على المعالم السياحية والكنوز الأثريّة والتراثيّة والتاريخية بواسطة أهمّ التقنيّات، وذلك بالتعاون مع الوزارات المختصّة ومنها وزارات الثقافة والبيئة والزراعة والشباب والرياضة وغيرها، كما اطلقنا اليوم الفيديو الترويجيّ والسياحي الذي يظهر جمال وطننا ومميزاته السياحية ونهدف من خلاله إلى ايصال لبنان إلى العالمية، هدفنا من الإضاءة على القطاع السياحي وتفعيله ليس مادياً فقط بل نسعى إلى تشجيع المغترب وحثّه على الحفاظ على الهوية اللبنانية من خلال تعريف الجيل الجديد الذي ولد خارج الوطن على ثقافة بلاده ومعالمها، والحرص على عدم قطع صلة هذه الأجيال بوطنها الأم لأنها كنز لبنان وثروته الحقيقية”.
اضاف: “وفي هذا السياق نشير إلى أننّا أعلنّا منذ ما يقارب الشهرين أنّ عدد الوافدين المتوقع استناداً إلى مؤشرات وإحصاءات واقعية سيصل إلى حوالي مليون ومئتي ألف وافد في خلال الموسم السياحي الصيفي الحالي، يتوزعون بنسبة 75بالمئة لبنانيين مغتربين و25 بالمئة من الأجانب، فعلى سبيل المثال وصل عدد الوافدين في شهر أيار 2022 إلى 300867 وافداً مقابل 157694 وافداً في أيار 2021 وبالمقارنة مع الفترة نفسها من العام 2019، الذي يعتبر عام الذروة نسبةً إلى عدد الوافدين، ونجد أنّ نسبة تراجع عدد السياح قد تقلصت من 60،9 بالمئة بين العامين 2019 و 2021 إلى نسبة 25،5 بالمئة بين العامين 2019 و2022، ممّا يؤكد نجاح حملات الترويج السياحية في المساهمة باستقطاب المغتربين والأجانب”.
وتابع: “لطالما كان الدعم والتعاون الخارجي والإنفتاح على الدول العربية والغربية من أهمّ شروط نجاح القطاع السياحي، والدعم الذي نشهده اليوم في هذا الحدث هو من: European Union- الاتحاد الاوروبي وبنك الاستثمار الاوروبي European Investment Bank ومن MEPI – The US – Middle East Partnership Initiative ومؤخراً موقف السفير السعودي الدكتور وليد البخاري الّذي أعلن عن استجابة المملكة العربية السعودية لطلبنا بالسماح للبنانيين بالدخول إلى المملكة من دون الحجر 14 يوماً في بلد آخر في حال زيارتهم للبنان هو خير دليل على ذلك”.
واكد نصار التزامه “الاستمرار في العمل بكلّ زخم وإرادة وقوّة لإنجاح الخطط التي تضعها وزارة السياحة ولم آت على ذكرها كلّها، أشكر كلّ من ساهم في إنجاح هذه الحملة… من مؤسسات خاصّة وداعمين وجمعيات المجتمع المدني وشركة TBWAوجمعيةlive love Lebanon وكلّ شركات الإعلانات والبلديات التي استجابت لطلبنا وكل الشكر للاتحاد الاوروبي – European Union وبنك الاستثمار الاوروبي European Investment Bank وThe US – Middle East Partnership Initiative التابعة للسفارة الأميركية في بيرو ت على كلّ الجهود لدعم الاقتصاد اللبناني وتقديم الخدمات في المجالات كافّة، وشكرٌ خاصّ لشركة الميدل إيست ولرئيس مجلس إدارتها الأستاذ محمد الحوت على كلّ الدعم منذ اليوم الأوّل ولإدارة مطار بيروت الدولي وجهاز أمن المطار”.
شيا
اما السفيرة الأميركية دوروثي شيا، فأعربت عن سرورها لمشاركتها في هذا الحفل، وقالت:”يسرني المشاركة في إطلاق حملة سياحية لصيف لبنان 2022”.
واضافت: “ان الاقتصاد يعتمد بشكل كبير على السياحة وان الازمة اللبنانية الاقتصادية والمالية صعبة جدا وكذلك كانت جائحة كورونا، وأيضاً الانفجار الهائل في المرفأ والتحديات الكبيرة التي واجهتها الكوادر الطبية وعلى رغم كل ذلك فإن كل الطائرات التي تحط في المطار مليئة بالسياح وانا كنت اعمل من اجل ان نعزز السياحة في لبنان مع العائلة والأهل لذلك اتشاطر معكم التفاؤل بهذا الصيف الواعد جدا، وهنا لا بد من ان نثني على عمل الوزير وليد نصار وايضا السيد ايدي بيطار وفريقه الديناميكي في Live love lebanon لمواجهة التحديات ولجذب الأمل لكل اللبنانيين الذين يعيشون هنا او في الخارج”.
واضافت: “نحن في سفارة الولايات المتحدة الاميركية نرغب بتعزيز جمال لبنان عبر تطوير ودعم تطبيق live love lebanon ان هذا المشروع كان عنصرا اساسيا في الشراكة المتوسطية وعبر هذا البرنامج استثمرنا اكثر من 300 مليون دولار اميركي ويسرنا التعاون مع live love lebanon ونأمل ان نتابع هذه الجهود”.
طراف
اما سفير الاتحاد الاوروبي رالف طراف فنوه في كلمة بـ”التعاون القائم ما بين لبنان والاتحاد الاوروبي في المجال السياحي”. مشدداً على “اهمية ودور هذا القطاع الحيوي الهام في تعزيز التواصل ما بين لبنان والاتحاد الأوربي”، وأشاد “بدور وزارة السياحة اللبنانية والمؤسسات السياحية في هذا الاطار وبجمال لبنان وثقافته المتنوعة”.