هدر المليارات لا يلجم الدولار!

A logo sits above the entrance to the headquarters of Lebanon's central bank, also known as Banque du Liban, in Beirut, Lebanon, on Thursday, Sept. 12, 2019. With one of the world’s biggest debt burdens, the government has pledged measures to reduce its deficit and implement reforms, including fixing the ailing electricity sector. Photographer: Patrick Mouzawak/Bloomberg

سياسة هدر المليارات من أموال المودعين مستمرة، بعد الإستيلاء على الإحتياطي الإلزامي لدى مصرف لبنان، الذي لا يجد غضاضة في تلبية جشع السياسيين المتواطئين مع مافيات الدولار الأسود، بحجة السعي للحد من تفلّت سعر الدولار، الذي لامس عتبة الثلاثين ألف ليرة.التعميم الأخير لمصرف لبنان الذي حمل الرقم ١٦١ ، يفتح شهية المصارف لإبتلاع المزيد من دولارات المودعين بسعر المنصة «صيرفة» الذي يقل حوالي ٢٠ بالمئة عن الأسعار المتداولة في السوق السوداء، وذلك عوض تسليمهم بقايا أرصدتهم من الليرة اللبنانية المتهاوية تحت ضربات العملة الأميركية.

لم يحدد تعميم المركزي آلية تنظيم العمليات بين المصارف وزبائنها، ولا المعايير الواجب اعتمادها لتحديد الزبائن الذين يحق لهم الإستفادة من سعر الدولار المخفض، ولا المبالغ التي يحق لكل عميل الحصول عليها، كما لم يأتِ على آلية الرقابة على هذه العمليات، للتأكد من وصول هذه الدولارات إلى الزبائن وعدم احتفاظ المصارف بكميات كبيرة منها، وتهريبها إلى الخارج.

من السذاجة الإعتقاد أن هذا التدبير الملغوم سيؤدي إلى لجم سعر الدولار، ودعم الليرة للحد من التراجع المستمر في قيمتها، بدليل أن حركة الدولار استمرت صعوداً وهبوطاً، وتسببت في حالات من الفوضى والإرباك في أسعار السلع الغذائية والأسواق التجارية الأخرى، واستمر الطلب على العملة الخضراء، رغم تدفق اللبنانيين من الخارج لقضاء عطلة الأعياد مع أهاليهم في لبنان حاملين معهم كميات من الدولارات النقدية، مما يُفترض أن يؤدي عرض الدولار المتزايد في الأسواق إلى انخفاض طبيعي في سعره.

هدر..، ترقيع..، فساد..، ضياع وإرباك..، هي قواعد المعالجات القاصرة لأكبر وأخطر الأزمات التي تجتاح لبنان في تاريخه الإستقلالي.

مصدراللواء
المادة السابقةما يريده السائقون: تنكة بنزين بـ100 ألف ليرة
المقالة القادمةإرتفاعٌ في أسعارِ المحروقات