هكذا سيتم إستهلاك الاحتياطي من دون المساس به!

دعم أو لا دعم. كتاب من المصارف يُحذّر من المساس بالاحتياطي. صرخات المودعين المطالبين باستعادة الاحتياطي بدلاً من تبذيره. حاكم مصرف لبنان يرفض المساس بالاحتياطي… وغيرها من المواقف المحقّة التي تستنكر وترفض وتندد بإستنزاف الاحتياطي.

أما كيف سيتم إستنزاف الاحتياطي من دون المساس به، فإليكم السيناريو الأكثر احتمالاً:

تصوروا أن يقع لبنان في ظلام دامس لفترة أسبوع كامل بسبب عدم تلبية مصرف لبنان لطلب فتح الاعتمادات لإستيراد الفيول وهذا حقه، لا بل واجبه الذي يحتم عليه المحافظة على ما تبقى من أموال المودعين. تنقطع الاتصالات الهاتفية والانترنت وتتوقف آلية العمل في كافة المؤسسات العامة والخاصة، تنقطع المياه بسبب توقف المضخات، وتعم الفوضى على كافة الصعد. يتم استدعاء الحاكم من قبل السلطات العليا على كافة المستويات ويُلزم بفتح الاعتمادات المطلوبة. ولكن كيف؟

بين التعميمين الأساسيين لمصرف لبنان رقم 84 و86 والمادتين 76 و77 من قانون النقد والتسليف، تكثر التحليلات والاجتهادات عن أحقية مصرف لبنان التصرف “بالاحتياطي الإلزامي” أو “بالتوظيفات الإلزامية”، ولكل منهما تفسيره. لكن الطريقة التي ستُستعملُ من خلالها أموال الاحتياطي ليست بجديدة وقد تم استعمالها أصلاً منذ بدء الأزمة وحتى اليوم.

لقد انخفضت الودائع بالعملات الأجنبية لدى المصارف منذ بدء الأزمة وحتى اليوم بنسبة تقارب 14%، وبالتالي قام مصرف لبنان بتحرير ما يقارب ملياري دولار من “التوظيفات الإلزامية” وأعادها للمصارف ولكن “بالدولار اللبناني” وليس “بالدولار الطازج”، علماً أن ما تم تحريره من المفترض أن يكون مُودَعاً لدى المصارف المُراسِلة لمصرف لبنان في الخارج “بالدولار الطازج” لإعادتها نقداً للمودعين كما كان مفترضاً.

بما أن مصرف لبنان هو من يُحدّد النسبة المئوية “للتوظيفات الإلزامية” من مجمل الودائع بالعملات الأجنبية، فقد يلجأ المركزي تحت الضغط إلى خفض هذه النسبة من 15% إلى 12% ومن ثم الى 10% وحتى إلى ما دون هذه النسب، مستعملاً ما يتم تحريره لخدمة احتياجات الدولة وما تبقى من الدعم وذلك حتى تحرير واستعمال كافة إيداعات المصارف لديه على أنواعها، وذلك من دون المساس “بالتوظيفات الإلزامية” بالمفهوم القانوني للكلمة.
وبناءً على ما تقدم، فإن ما كُتِب قد كُتِب، وكل التصريحات من هذه الجهة أو تلك في ما يختص بالمحافظة على ما تبقى من أموال المودعين لا يعدو كونه جزءاً من التجاذبات السياسية ومن ربح الوقت، أما النتيجة فواحدة “العوض بسلامتكم”

 

مصدرليبانون فايلز - فادي خلف
المادة السابقةالصين: ميناء هاينان يتجه لأن يكون أكبر سوق حرة في العالم
المقالة القادمةرفع الدعم: الدولار فوق الـ20 ألفاً خلال أسابيع.. أو أيّام