أعلن وزير البيئة ناصر ياسين اثر اجتماع مع لجنة البيئة “أن موضوع النفايات الصلبة يعاني من تداعيات أزمات كبيرة لا سيما مالية، خصوصا بعد انفجار المرفأ”. فما هي هذه الأزمات او العراقيل؟ وهل وجود نواب جدد ضمن لجنة البيئة سيفعّل العمل أكثر ونصل الى نتائج أفضل لإنقاذ هذا القطاع؟ وما هي توجّهات وزارة البيئة في هذا الأطار؟.
“إنّ الوزارة تعمل على أكثر من خطّ في موضوع النفايات الصلبة بغية الإستمرار وتفادي تأثيرات الأزمة الإقتصادية وعدم التوقف كما حصل في قطاعات أخرى مثل الماء والكهرباء والصرف الصحي. هذا ما أكده الوزير المذكور في حديث خاص لـ”النشرة” وأوضح “اننا نبني لأسس جديدة لإدارة متكاملة للنفايات تظهر نتائجها العام المقبل، نن ونسير خطوة بخطوة في تنفيذ الخطة –ادارة النفايات الصلبة- التي وافق عليها مجلس الوزراء، مع اعتماد الحوكمة الجّيدة”، وهو قصد الفرز من المصدر بمساعدة الناس والبلديات والشركاء ومنظمات دولية تمهيدا للتسبيخ والاستفادة من موارد القُمامة، وتبقى العوادم التي تؤخذ الى الطمر الصحي. وعلى هذا الصعيد كشف ياسين عن خارطة للمطامر الصحّية على مستوى كل لبنان في 15 موقع. كما لم تهمل الوزارة قضية ترميم وتصليح المعامل، اذ ان الكثير منها كان متوقفا، كمعمل الكرنتينا للتسبيخ الذي تضرّر اثر انفجار المرفأ لافتًا أنّ الوزارة حصلت على مساعدة من البنك الدولي بقيمة 15 مليون دولار كما تم توقيع مناقصات.
ولفت الوزير ياسين الى انه يعمل مع مانحين لتأمين التمويل عوضا عن الإتّكال على خزينة الدولة ووزارة الماليّة، ومع المجلس النيابي لتعديل او انفاذ او لأصدار قوانين جديدة تصب في اعتماد اللامركزية الإدارية في قطاع النفايات، والّتي التي تعتبر مهمّة جدا وتعطي دورا كبيرا للبلديات التي ستتقاضى رسوما تغطي كلفتها.
اما لجهة سؤالنا في المقدمة عن هل ان وجود نواب جدد ” تغييريين” في المجلس النيابي يمكن ان يفعل العمل
في السياق ذاته أكّد أحد الخبراء البيئيين عبر “النشرة” أنه غير متفائل بأيّ حلّ طالما النظام السياسي الحالي هو نفسه، وأردف “اننا لن نشهد حلولا لأي مشكلة مزمنة في ملف النفايات ولا غيره، لأن المطلوب هو تغيير التركيبة السّياسية والنظام الطائفي ككلّ، ورأى ان لا مخارج برأيه الا بأحداث كبرى لكنها مستبعدة…
وطالب الخبير البيئي بإعادة بناء الدولة على اسس مختلفة غير طائفية، لأن برأيه ان النظام السياسي الطائفي هو مفتعل كل الأزمات ويمنع المساءلة والمحاسبة عن الفاسدين، وبالتالي فان وجود نواب جدد حتى لو اتحدوا لن يتمكنوا من إحداث تغيير فعلي وجذري لان هذه التركيبة هي التي كانت السبب بالأزمات والحروب.
وخلص وزير البيئة بتجديد مقولة ان المشاكل كبيرة جدا ومزمنة وتداعيات الازمة أثّرت سلبا على البيئة، ودق ناقوس الخطر حيال ما يحصل عبر عودة المكبّات العشوائية…