هل باتت طوابير “الذلّ” لكيلومترات طويلة امام محطات البنزين مشهدا مألوفا ومقبولا في لبنان؟! هل أصبحنا في حكم العاجزين عنإيجاد حلول؟.الدولة واصحاب المحطات والناس تعرف ان السيارات ذاتها تقف في الطابور يومّيا، ومشاهد الغالونات تتكّرر والتهريب والتخزين جارٍ على قدم وساق، فهل ستبقى الطوابير وتتفاقم حتى نهاية الجاري الى حين رفع الدعم كليا؟! هل يُسرّ المسؤولون السادّيون بإذلال الناس و”تهشيل” المقيمين ودفعهم الى الهجرة، بعد أن هرّبوا السوّاح وانتهى الموسم السياحي باكرا؟!واذا سلّمنا جدلا أنْ لا سبيل لإنهاء الطوابير كليا! اليس من حلّ لتخفيفها وتنظيمها على الأقل؟!.
هناك افكار ربما تساعد في هذا الاطار مثلا،بعد السماح للفنادق والمؤسسات الحيوية باستيراد المازوت غير المدعوم، متى يسمح باستيراد البنزين غير المدعوم أيضًا لمن يرغب؟ متى تُنظّم الامور وتخصّص محطّات معينة لبعض القطاعات على غرار ما حصل مع الأطباءوالممرضين وما يجري العمل عليه للاعلاميين من طرف نقابة المحرّرين. لماذا لا توزّع بطاقات تحدّد عدد الصفائح المدعومة لكل سيّارة؟ أو تُعطى مواعيد للبنانيينحتّى لا تحترق اعصابهم جرّاء الانتظار ساعات عدّة.واذا كانت الوزارات المعنيّةعاجزة وتتفرج الا توجد اقتراحات للحلّ، الا يمكن للبلديات ان تساعد في التنظيم؟!.
مؤخرا اطلقت إحدى محطّات المحروقات تطبيقا يتيح للناس الذين يريدون التزوّد بالوقود أخذ موعد مسبق عبر المنصة،فيحضرون في الموعد المحدد بعد تلقّيهم رسالة نصّية،على غرار ما يحصل على منصة التلقيح ضدّ فايروس كورونا، فاين الآخرين من هذا الاقتراح؟ لكن بشرط انه يحق لكل سيارة بموعد واحد اسبوعيّا،وبهذه الطريقة قد تتراجع عمليّات “القوطَبة” والغش.
صاحب الفكرة مدير إحدى محطّات الوقود روني ضو الّذي شرح عبر “النشرة” انه استوحى الفكرة من منصة “كوفاكس” الخاصة بالتلقيح الناجحة،وأشار الى أن ملء الوقود بناء على طلب مسبق بدأ مع أوائل ايلول، وكانت التجربة جيدة منذ اليوم الاول، فاقبال الناس على التسجيل كان جيدا جدا وفترة الانتظار لا تتخطى 10 دقائق.
من جهته علق عضو نقابة أصحاب المحطات في لبنان جورج البراكس عبر “النشرة” ان اخذ موعد يمكن أن ينجح على نطاق ضيّق وليس في وضع الاكتظاظ في بيروت، وأشار ان المشهد على الارض مخيف حيث المشاكل الّتي لا تنتهي،وعبّر عن شكوكهبنجاح تخصيص محطّة للاطباء،لأن لا احد يوافق ان يمر امامه أي طبيب أو مهندس أورئيس أو قاضٍ!فالناس متوترة وغاضبة ومستعدة لأن تقتل بعضها، والدليل كثرة المشاكل حتى مع الاستعانة بالقوى الامنية ومخابرات الجيش، وأعطالحق لصاحب أي محطّة بتفضيل زبائنه مستدركًا بالقول أنّ هذا الامر يؤدّي الى صدامات مع الناس.
ورأى البراكس ان المشاكل لن تنتهي حتى بعد رفع الدعم الكلّي، حيثسنسمع تبريراتبأن “الدولارات لم تتأمن للإستيراد”، لكن سيخف الاكتظاظ. وخلص الى مطالبة الحكومة بتسريع توزيع البطاقات التمويلية لأن الوضع سيصبح كارثيا من حيث الاسعار بعد رفع الدعم، مما ينذر بانفجار اجتماعي كبير.ولدى سؤاله لماذا لا تفتح سوق استيراد البنزين كما حصل مع المؤسسات السياحية والحيوية مع استيراد المازوت غير المدعوم،أكّد مطالبته به وتحرير استيراد البنزين دون تدخل من مصرف لبنان، معتبرًا أنه في هذه الحالة فقط تنتهي المشكلة.