بعد أن عانت “النافعة” في لبنان وعاشت فترة طويلة من الإغلاق، ومنها الفوضى والتسكير والمحسوبيات والفساد والإفلاس، ها هي اليوم تعاود فتح أبوابها والعمل بشكلها الطبيعي. ومنذ اللحظة الاولى التي دخل فيها لبنان مرحلة الخطر الأمني والسياسي والاقتصادي، تزامنًا مع ثورة 17 تشرين عام 2019، وحركة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لم تكن بأفضل حالها، لا سيّما وضع “النافعة” المشؤوم. فما هي الحلول الأنسب لضبط الغش والمحسوبيات؟
وفي حديثه للدّيار، يؤكد محافظ بيروت مروان عبود، أنّنا “نسير في إجراءات مكننة شاملة وستجدون تحسينات قريبًا”، مؤكدًا “أنّ هناك رسوم خطة زمنية واضحة لتطبيق المكننة. هذا ما سيمنع أيضًا الرشى وسيسهّل عمليّة المعاملات”.
وفي السياق، يؤكد بيار مسعد (معقّب معاملات في “النافعة” ويعلّم القيادة عن طريق الكمبيوتر) أنّنا ” تخلينا عن الورق وتوجّهنا إلى الحلول الرقمية في معاملاتنا الورقية. ومن يريد أن يتعلم القيادة، سيجلس لفترةٍ من الوقت أمام شاشة الكمبيوتر ونبدأ بالعمل النظري، وهو الأهم برأيي”.
ويقول:”هذا التّحوّل الرقمي، هو خطوة لاستعادة هيبة النافعة وبالتالي لانتقال لبنان نحو مصاف الدول المتقدمة، ما يعكس طموحًا وطنيًا لتجاوز العقبات وبناء مؤسسات حديثة تلبي تطلعات المواطن اللبناني. واليوم، بتنا نلتمس مع العهد الجديد والإدارة الجديدة، تحسنًا في الخدمات وروحًا جديدةً تعكس التفاؤل بيننا كموظفين”.
ويلفت إلى أنّنا “منذ أيام كورونا، ونحنُ نعاني من إعطاء الدفاتر، لكنّ اليوم الوضع بأفضل حاله فالعمل الجدّي عاد مجددًا وزحمة النّاس استرجعت قواها. ففي اليوم الواحد، نسجّل ما لا يقلّ عن الـ 600 سيارة. لكنّنا سنرفض التغاضي عن مسؤوليات من لم يقم بما يسمى “الجزى الوكالي” فنحن نعلم أنّ الوكالة تخدم لمدّة شهرين”.
وتشير مصادر خاصّة في أحد فروع المصلحة، إلى أنّ “النفايات مكدّسة منذ أشهر، والحمامات مقفلة، ولا كهرباء ولا مياه فيها. وليس هناك من ينظفها فضلًا عن الفوضى العارمة هناك. وأبسط الأمور مثل الأقلام والدفاتر والأوراق غير موجودة في الكثير من الأحيان، ولا الحبر ولا المازوت. ولا توجد رخص قيادة، واذا أردت القيام بمعاملة من أجل الحصول على رخصة قيادة فلن تجدها سوى (بالقطارة) أو إذا كان حظّك رائعًا”.
ويعتبر أنّ “ما حسّن قليلًا العمل في الفترة هذه، كان تدخّل قوى الأمن الداخلي والعمل فيها. ولكن، بعد فترةٍ قصيرةٍ، أعيد إغلاق أبواب “النافعة” مجدًدا”.
كيف تحدّ مكننة المعاملات الرسمية من الغش؟
تحدّ المعاملات الرسمية من التزوير والغش من خلال تطبيق الأنظمة الحديثة مثل QR codes ما يتيح لها توفير معلومات واضحة وشفافة تقلّل من إحتمالية التلاعب بالوثائق أو المعلومات.
وتفيد المعلومات بأنّ المعملات الرسمية الرقمية تسجّل بشكل دقيق وموثق، عكس الورق، مما يجعل من الصعب تعديل أو تغيير المعلومات بعد التنفيذ. كما أنّ الأنظمة الميكانيكية تتيح رقابة دقيقة على المعاملات بحيث يتم مراقبتها بشكل فوري وتلقائي مما يسهل اكتشاف الأخطاء أو التلاعب.